Pesan Rahbar

Home » » الإمام الخامنئي لدى لقائه أهالي محافظة إصفهان; لا يصدر من أي حزب يتولى الحكم في أمريكا سوى الشر

الإمام الخامنئي لدى لقائه أهالي محافظة إصفهان; لا يصدر من أي حزب يتولى الحكم في أمريكا سوى الشر

Written By Unknown on Sunday, 25 December 2016 | 00:09:00


تزامنا مع الذكرى السنوية لتشييع ٣٧٠ شهيدا في محافظة اصفهان، التقى صباح اليوم الآلاف من اهالي هذه المحافظة بالإمام الخامنئي في حسينية الإمام الخميني (قدس سره).


وفيما يلي الترجمة العربية الكاملة لنص الكلمة التي ألقاها سماحته في هذه المناسبة

بسم الله الرحمن الرحيم (1)

و الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين، سيما بقية الله في الأرضين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.

أنا مسرور جداً لهذا التوفيق الذي حصل والحمد لله للقاء مرة أخرى بجماعة من أهالي إصفهان الأعزاء المميزين في هذه الحسينية. الكلام مع إصفهان وأهاليها كثير، لكن هذا اللقاء هو بمناسبة الخامس والعشرين من آبان [16 تشرين الثاني]، لذلك أستهلّ كلامي من هذه المناسبة. الخامس والعشرون من آبان وإلى آخر شهر آبان من الأيام التي يجب أن لا ينساها أبداً، لا أهالي إصفهان فقط، بل كل بلادنا وتاريخنا ومعارفنا وعلومنا. في الخامس والعشرين من آبان سنة ٦١ [١٦ تشرين الثاني ١٩٨٢م] شيّع أهالي إصفهان حوالي ٣٦٠ شهيداً، وهذا ليس بالشيء الصغير. دخل نحو ٣٦٠ جثماناً من جثامين الشهداء لإصفهان في يوم واحد وشيّعوا على أيدي الناس. أنتم الشباب لم تكونوا في تلك الأيام ولم تشهدوها ولم تروا تلك الملاحم والحماس. وبعد أيام قليلة - حين أقول إلى آخر آبان فلأن الأمر ربما لم يصل إلى الثلاثين من آبان - دخلت إصفهان مرة أخرى جثامين ٢٥٠ شهيداً آخر، فشيّعهم الناس وحملوهم على الأيدي وأبدوا ثباتاً وصبراً وطاقة، وهذا أمر يتطلب الكثير من الطاقة والقوة. والطاقة الروحية هنا أعلى من الطاقة الجسمية والاجتماعية. أن يشيّع الناس في مدينة من المدن أبناءهم وشبابهم، وهم خيرة شبابهم، على أيديهم ولا يقطبوا وجوههم ولا يعبسوا، فهذا شيء بالغ الأهمية. لو كانوا قد كتبوا هذه الأشياء في التاريخ، ولو كانوا قد قرأوها لنا في الكتب لما صدقناها بسهولة، لكننا شاهدنا هذه الأحوال بأعيننا. كيف أطاقوا ذلك وصبروا عليه؟ في نفس ذلك اليوم الذي شيعوا فيه قرابة الـ ٣٦٠ شهيداً واليوم الذي تلاه، وقف الشباب طوابير للالتحاق بالجبهات. الفرقتان القويتان اللتان تألفتا من مدينة إصفهان ومن مدن محافظة إصفهان - فرقة الإمام الحسين (عليه السلام) وفرقة النجف - امتلأتا مرة أخرى من حشود الشباب المؤمن المضحّي. لم يمانع الآباء والأمهات ولم يتردد الشباب أنفسهم في المبادرة إلى ذلك. امتلأت مرة أخرى تلك الفرقتان الاقتحاميتان اللتان أصيبتا بتلك الخسارة الجسيمة. في عمليات محرم كان معظم الشهداء من إصفهان. هذه هي إصفهان. يجب أن لا تسمحوا لهذا بأن ينسى.

أعزائي، اعلموا أن من النقاط الرئيسية التي يستهدفها أعداء هذا البلد وأعداء هذه الثورة هي التقليل من أهمية هذه المحطات البارزة الممتازة. إنهم يركزون على العمل من إجل دسّ هذه المفاخر في مطاوي النسيان، لكي تنسى. لاحظوا أنه لو كان هناك شهيد في بلد غربي أو أوروبي - ولا شأن لنا كيف استشهد، فقد قتل بالتالي في سبيل هدف وبدافع معين - فلا يسمحون بمحو أسمه من الكتب وبمحو ذكراه من الخواطر، فلماذا نسمح نحن بنسيان هذه الحركة العظيمة لأهالي إصفهان؟ هذه هي إصفهان.


لاحظوا أنه لو كان هناك شهيد في بلد غربي أو أوروبي، فلا يسمحون بمحو أسمه من الكتب وبمحو ذكراه من الخواطر، فلماذا نسمح نحن بنسيان هذه الحركة العظيمة لأهالي إصفهان؟

حسنا، تصادفت هذه الأيام في هذه السنة مع أيام الأربعين. هل ترون هذه المظاهرات؟ هل تشاهدون هذه الحركة المليونية العظيمة بين النجف وكربلاء، بين النجف والإمام الحسين؟ هل ترون هذا الحماس والشوق؟ هل ترون هذا الحراك؟ هذه الحركة إذا لزم أن تترافق مع الخطر فإن هذا الحماس والشوق لدى شعبنا وأمتنا وشبابنا سيبقى مشهوداً على الرغم من الأخطار. ينبغي الحفاظ على هذا، فهذا هو الذي يضمن بقاء البلاد.

و قد أشار سماحة السيد الطباطبائي إلى عدة نقاط وقال إن لديّ حول مناقب إصفهان وأهالي إصفهان كلاما وآراء، وهذا هو الواقع. إصفهان مدينة علم، ومدينة دين، ومدينة ولاية، ومدينة عمل وإبداع، ومدينة فن وثقافة، ومدينة شهادة. إنها محافظة الشهادة. وعندما نقول مدينة نعني مجموع محافظة إصفهان بمركزية هذه المدينة العريقة القديمة الكثيرة الأمجاد. خميني شهر وهي من مدن محافظة إصفهان قدّمت عدداً من الشهداء أكبر من بعض محافظات البلاد الأخرى. في الآونة الأخيرة أقاموا برنامج تكريمي لذكرى ألفين ونيف من شهداء هذه المدينة. في بعض الحالات قدّمت مدينة واحدة من محافظة إصفهان شهداء أكثر مما قدمته محافظة. هذا شيء له معناه. لماذ يستشهدون؟ لماذا يذهبون إلى الجبهات؟ أي محفزات تدفعهم؟ أي روح ومعنويات هذه؟ إنها مدينة الريادة والسبق.

هذه الحركة إذا لزم أن تترافق مع الخطر فإن هذا الحماس والشوق لدى شعبنا وأمتنا وشبابنا سيبقى مشهوداً على الرغم من الأخطار.

أشاروا إلى حراك أهالي إصفهان في خصوص الاقتصاد المقاوم. نعم، أنا أيضاً اعتقد بهذا. إن أهالي إصفهان يبدون في الإنفاق - إنفاق المال في سبيل الله - سخاء يتقدمون به على الآخرين، لكنهم يقتصدون في حياتهم العادية، وهم في ذلك أيضاً متقدمين على الآخرين. كلا الحالتين حسنة ومحمودة. أن نقتصد في المال عندما نريد الإنفاق على حياتنا الشخصية العادية فهذه خصوصية إصفهانية، وعندما نريد الإنفاق في سبيل الله وللمصالح العامة نكون أسخياء فهذه أيضاً خصوصية إصفهانية. هكذا هم الخيّرون في مختلف القطاعات في إصفهان. مدينة الظرافة، مدينة الفن، مدينة الشهداء الكبار المشاهير، شهيد مثل آية الله بهشتي في جانب، وفي الجانب الآخر شهداء مثل الشهيد خرازي، والشهيد همّت، والشهيد كاظمي، والشهيد رداني پور، وغيرهم من الكبار والمشاهير الذي يمكن لكل واحد منهم أن يكون مشعلاً يضيئ طريق الشعب ويفتحه. هذه مناقب، وهذه هي هويتكم. هذه هي هوية أهالي إصفهان. الثبات على النهج السليم، إنها مدينة الثورة، قبل انتصار الثورة وفي زمن الطاغوت، أعلنت الحكومة العسكرية والأحكام العرفية في عشرة مدن أو خمس عشرة مدينة، وفي إصفهان كانوا قد أعلنوا الحكم العسكري والأحكام العرفية قبل كل المدن وقبل كل الأماكن الأخرى بعدة أشهر. هذه هي إصفهان. هذه هي هوية إصفهان: مدينة الثورة، مدينة الدين، مدينة الولاية، مدينة الخدمة، مدينة العمل، مدينة العلم، مدينة إعداد الطاقات البشرية. وكنتُ قد قلتُ الآن للأعزاء في تلك الغرفة إن حضور الطاقات الإنسانية من إصفهان في القطاعات والمجالات المختلفة حضور مميز وواضح وبيّن. يجب أن تحافظوا على هذه الخصوصيات وتصونوها.

ليعلم جميع شبابنا الأعزاء أن العدو لن يجلس عاطلاً عديم النشاط، فهو يعمل ويخطط، والميزة بالنسبة لنا هي أن نعرف مخططات العدو ومؤامراته والمواطن التي يستهدفها، وأن تكون لنا تدابيرنا ودوافعنا وأفكارنا لمواجهته ومجابهته وإحباط نشاطاته. الخمول والانهزامية مقابل العدو هي بوابة كل الآفات والأضرار التي تحل بالبلاد. إننا نروم الارتقاء ببلادنا بفضل الإسلام إلى الذرى. إننا نريد إيصال الشعب الإيراني - كما يليق بهذا الشعب - إلى حيث يصبح نموذجياً، لا للعالم الإسلامي والشعوب المسلمة وحسب، بل للبشرية. وهذا بالتالي عمل كبير، وهو طريق صعب وطويل. أعداء الإسلام لا يريدون لاسم الإسلام أن يكتسب مثل هذه العظمة والجلال. وأعداء الشيعة لا يريدون ذلك أيضاً. لذلك يجلسون ويتآمرون وينشطون ويخططون. ينبغي عدم الغفلة عن مخططاتهم.


علينا أن نعرف مخططات العدو ومؤامراته والمواطن التي يستهدفها، وأن تكون لنا تدابيرنا ودوافعنا وأفكارنا لمواجهته ومجابهته وإحباط نشاطاته.

ما أعتبره اليوم ضروريا بالنّسبة إلينا هو بالدرجة الأولى الصمود على مبادئ الثورة. ومبادئ الثورة هي تلك الأمور الموجودة في وصية الإمام الخميني وفي كلماته. هذه هي قواعد الثورة وأركانها. أوصي الشباب بأن يقرأوا وصية الإمام الخميني. إنكم لم تروا الإمام الخميني لكنه متجسّد في وصيته وكلماته وأقواله. محتوى ذلك الإمام الذي استطاع أن يهزّ العالم هو هذه الأشياء الموجودة في وصيته وأقواله وكلماته. لا يمكن تأويل الإمام الخميني وتفسيره بخلاف ما كان عليه، فكلماته موجودة. لا بدّ من الإصرار على مبادئ الثورة وأصولها.

قبل فترة قلتُ لجماعة الشباب من النخبة العلمية الذين كانوا هنا بأن هذا الدرب الذي نسلكه لا نسلكه بدافع اللجاجة والعصبية والحميّة الجاهلية، إنما هو بمعنى أن هذا البلد إذا أراد أن يمسح عن وجهه غبار قرون من التخلف الذي فرض عليه فينبغي له السير في هذا الدرب، وإذا أراد حلّ مشكلات هذا البلد وأن يحظى هذا البلد بالعزة والرفاه وأن يكون بلداً يمتاز بالتقدم المادي والمعنوي والأخلاقي والثقافي فيجب مواصلة درب الثورة. الثورة كانت الطريق الوحيد لمعالجة مشاكل هذا البلد ولا تزال وستبقى في المستقبل كذلك.


مبادئ الثورة. ومبادئ الثورة هي تلك الأمور الموجودة في وصية الإمام الخميني وفي كلماته. هذه هي قواعد الثورة وأركانها. أوصي الشباب بأن يقرأوا وصية الإمام الخميني.

من الأمور المهمة اليوم من الناحية العلمية هي قضية الاقتصاد، فالعدو يركّز على اقتصاد بلادنا. اقتصاد البلاد من وجهة نظر العدو هو نقطة ضعف يستطيع التركيز عليها وتنفيذ مآربه السيئة في بلادنا العزيزة وضد الجمهورية الإسلامية. ينبغي العمل في المجال الاقتصادي. وقد طرحتُ الاقتصاد المقاوم، أي الاقتصاد الذي يتدفق من الداخل ويقلل حاجتنا للآخرين ويضاعف من متانة البلاد حيال الاهتزازات الخارجية. هذا هو معنى الاقتصاد المقاوم. «الاقتصاد المقاوم، المبادرة والعمل»، هذه المبادرة والعمل يجب أن يتمّا أمام أنظار الشعب والناس ويراهما الناس. هذا هو توقعنا ومطالبنا من المسؤولين وهو ما نطرحه عليهم. إننا نطرح هذه الأمور على المسؤولين دوماً ونقولها لهم. ينبغي عرض مؤشرات المبادرات والأعمال.


ينبغي العمل في المجال الاقتصادي. وقد طرحتُ الاقتصاد المقاوم، أي الاقتصاد الذي يتدفق من الداخل ويقلل حاجتنا للآخرين.

البصيرة السياسية من جملة الأمور اللازمة في الوقت الحاضر، البصيرة السياسية. لاحظوا أنه عندما تكون هناك بصيرة يستطيع الإنسان معرفة البيئة المحيطة به والأجواء والبيئات البعيدة عنه والقريبة منه. هذا هو معنى البصيرة. وحينما تنعدم البصيرة ينجذب الإنسان لشيء ليست له جاذبية حقيقية. البعض ينجذبون لأمريكا، لكن هذه الجاذبية جاذبية كاذبة.

ليس فيها أية جاذبية. كنا نقول هذه الأشياء، ثم شاهدتم في هذه الانتخابات أن أبرز الشخصيات السياسية في نفس ذلك البلد جاءوا وقالوا نفس تلك الأشياء التي كنا نقولها، قالوها بأبعاد أكثر ومضاعفة ضعفين أو عدة أضعاف. رئيس الجمهورية الذي انتخب في أمريكا (2) يقول لو إن تلك الأموال التي أنفقها الأمريكيون طوال السنوات الماضية على الحرب، لو أردنا إنفاقها داخل أمريكا لاستطعنا بناء أمريكا مرتين، ولما كان لدينا في أمريكا كل هذه الطرق المعطوبة، والجسور المهدمة، والسدود الخربة، والمدن الخربة، وكل هؤلاء الفقراء. هؤلاء الذين ينجذبون لتلك الحالة الخيالية، هل هم مستعدون لفهم هذه الأمور؟ يوجد في ذلك البلد كل هذا الخراب، وأموال ذلك البلد تنفق على أعمال غير مشرّفة. هل هذه الحروب التي يقول عنها إننا أنفقنا عليها عدة ترليونات من الدولارات - يقول أنفقنا عليها عدة آلاف من مليارات الدولارات - هل كانت حروباً شريفة؟ والحرب على نوعين، حرب شريفة يحترم فيها الإنسان القوانين الإنسانية. عدو يهاجم الإنسان ويضطر الإنسان للحرب مقابل هذا العدو، هذه الحرب حرب شريفة. أما تلك الحرب التي شنتها أمريكا في هذه المنطقة خلال الأعوام الماضية فهي ليست حرباً شريفة. هدموا بيوت الناس، وقتلوا عشرات الألوف من المدنيين، قتلوا النساء والأطفال، وألقوا القنابل وقصفوا مجالس العزاء والأعراس، ودمروا البنى التحتية لعدة بلدان. لاحظوا ما الذي ألحقوه بليبيا وسورية والعراق واليمن وأفغانستان. لقد أنفقت تلك الترليونات على هذه الأشياء. هذه أمور كنا نقولها دوماً. البصيرة هي أن تعرفوا من الذي تواجهونه ومن هو طرفكم المقابل، وأن تعلموا ما الذي يفكّر به تجاهكم، وأن تعلموا أنكم إذا أغمضتم أعينكم ولم تفكروا فسوف تتلقون ضربة، هذه هي البصيرة. توقعنا من النخبة السياسيين وغير السياسيين في البلاد هو التحلي بهذه البصيرة. والشعب يتحلى بهذه البصيرة لحسن الحظ. وهذا عجيب أن يتحلى الناس العاديون وكتل الشعب بهذه البصيرة السياسية لكن بعض النخب عندنا لا تتوفر لديهم هذه البصيرة انطلاقاً من بعض الأوهام التي يعيشونها.


حينما تنعدم البصيرة ينجذب الإنسان لشيء ليست له جاذبية حقيقية. البعض ينجذبون لأمريكا، لكن هذه الجاذبية جاذبية كاذبة.

وأنا طبعاً ليس لدي أي حكم أو تقييم لهذه الانتخابات التي تمّت في أمريكا. فأمريكا هي أمريكا. هذا الحزب أو ذاك الحزب، أيهما جاء إلى الحكم لم يصلنا منه خير، بل وصلنا منهم الشر.

أحدهما فرض حظراً، والآخر قصف طائرة، والآخر هاجم رصيفاً نفطياً، والآخر ساعد أعداءنا. ليس لدينا قلق، فنحن بتوفيق من الله مستعدون جاهزون لمواجهة أية حادثة محتملة. البعض في العالم أقاموا المآتم أنْ لماذا كانت الانتخابات في ذلك البلد على هذا النحو، والبعض في العالم فرحوا وابتهجوا، أما نحن فلا، لا نقيم مآتم ولا نقيم أفراحاً، فالأمر لا يختلف بالنسبة لنا. إننا نفكر في كيفية حل المشاكل المحتملة، على الشعب التفكير بهذا الشيء. طريق اجتياز كل المشاكل المحتملة بالنسبة للبلاد سواء في هذه الدورة أو خلال عشرة أعوام قادمة، أو خلال خمسين سنة قادمة، هو أن يكون البلد قوياً من الداخل. لاحظوا كيف تحصل المتانة والقوة. المتانة الداخلية للنظام هي أساس الأمور، سواء المتانة والقوة السياسية أو المتانة الاقتصادية أو المتانة الثقافية، أو فوق كل ذلك المتانة الروحية والنفسية للأفراد، وخصوصاً النخبة، وعلى الأخص المسؤولين الكبار في البلاد. إذا توفرت هذه المتانة والقوة لما هدد البلد أي خطر، وستكون البلاد جاهزة حيال كل الأخطار. على شبابنا الأعزاء أن يواصلوا هذا النماء المبارك للروح الثورية. السجالات والضجيج والأمور الجانبية واللغط والخوض في الشؤون الصغيرة والجزئية وما إلى ذلك، هذه ليست قضايا البلاد، إنما قضية البلاد هي الروح الثورية، قضية البلاد هي الاتجاه الثوري. وقضية البلاد من الناحية العملية والتخطيطية هي الاقتصاد الذي تحدثنا عنه مراراً، وهي التقدم العلمي الذي تحدثنا عنه مراراً، وهي الاتحاد والانسجام بين أبناء الشعب وهذا أيضاً ما تحدثنا عنه مراراً. هذه هي القضايا الأساسية في البلاد.


رئيس الجمهورية الذي انتخب في أمريكا يقول لو إن تلك الأموال التي أنفقها الأمريكيون طوال السنوات الماضية على الحرب، لو أردنا إنفاقها داخل أمريكا لاستطعنا بناء أمريكا مرتين.

لقد كان أهالي إصفهان والحمد لله موفقين ناجحين في الماضي البعيد والقريب، وخرجوا من الاختبارات ناجحين مرفوعي الرؤوس. الامتحانات الصعبة كانت في الماضي البعيد والقريب امتحانات بناءة بالنسبة لإصفهان. الامتحان بمعنى التمرين، الامتحان الإلهي معناه التمرين والمناورات. المناورات تكشف للإنسان نقاط ضعفه فيحاول تصحيح نقاط الضعف تلك وتبديلها إلى نقاط قوة. هذا هو ما يوجد أمام شعب إيران. وإصفهان والحمد لله رائدة سبّاقة في هذا المضمار. ونتمنى أن تكون هكذا دائماً. أعزائي، اعلموا أن غد هذا البلد أفضل من يومه بكثير، وبفضل من الله وبحول منه وقوة سيستطيع هذا البلد ببركة الثورة وببركة الآيات الإلهية وببركة الاعتماد على الإيمان بالقرآن والإسلام وتعاليم أئمة الهدى (عليهم السلام) أن يتغلب على كل المشكلات ويتقدم إلى الأمام، وهذا ما نتمنى أن يتحقق إن شاء الله. نحن مسرورون كثيراً لأننا استطعنا اللقاء بكم أيها الإخوة والأخوات الأعزاء. أبلغوا سلامنا لكل الإخوة والأخوات الإصفهانيين.

والسّلام عليكم ورحمة الله.



الهوامش:

1 - في بداية هذا اللقاء - الذي أقيم بمناسبة الذكرى السنوية لتشييع جثامين 370 شهيداً في عمليات محرم في الخامس والعشرين من آبان سنة 1361 هـ ش [16 تشرين الثاني 1982 م] في مدينة إصفهان، تحدث آية الله السيد يوسف طباطبائي إمام جمعة مدينة إصفهان وممثل الولي الفقيه في محافظة إصفهان.

2 - دونالد ترامپ.

(Khm/ABNS)
Share this post :

Post a Comment

mohon gunakan email

Terkait Berita: