Pesan Rahbar

Home » » Taqiyah Dalam Kitab Sunni

Taqiyah Dalam Kitab Sunni

Written By Unknown on Saturday 2 August 2014 | 09:58:00


Sering kita mendengar atau membaca bahkan fitnah kepada Syiah Imamiyah bahwa Syiah melakukan taqiyah yang menurut mereka taqiyah adalah bentuk kemunafikan. Disini kita tidak akan membicarakan panjang lebar apa taqiyah dan apa syarat taqiyah. Namun kita akan melihat apakah taqiyah tidak ada dalam sunni? apakah ulama mereka tidak membahas hal tersebut?

Dalam kitab Kanzul Ummal (3/96) tercatat :

5665 لا دين لمن لا تقية له.

"Orang yang tidak ber-taqiyah tidak beragama"

_____________________________________

http://islamport.com/d/1/krj/1/76/840.html


صدر هذا الكتاب آليا بواسطة الموسوعة الشاملة
(اضغط هنا للانتقال إلى صفحة الموسوعة الشاملة على الإنترنت)


 


الكتاب : كنز العمال
مصدر الكتاب : الإنترنت
[ ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ]

5133 حسن الخلق يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد.
(عد عن ابن عباس).
5134 إن حسن الخلق ليذيب الخطيئة كما تذيب الشمس الجليد (الخرائطي في مكارم الاخلاق عن ابن عباس عن أنس).
5135 الخلق الحسن زمام من رحمة الله تعالى.
(أبو الشيخ في الثواب عن أبي موسى).
5136 الخلق الحسن لا ينزع إلا من ولد حيضة أو ولد زنية.
(فر عن أبي هريرة).
5137 الخلق وعاء الدين.
(الحكيم عن أنس).
5138 أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا.
(طب عن أسامة بن شريك).
5139 إن الله يحب السهل الطليق.
(الشيرازي هب عن أبي هريرة).
5140 حسن الخلق خلق الله الاعظم.
(طب عن عمار بن ياسر) 5141 حسن الخلق نصف الدين.
(فر عن أنس).
5142 حسن الملكة نماء ، وسوء الخلق شؤم ، والبر زيادة في
(3/3)


العمر ، والصدقة تمنع ميتة السوء.
(حم طب عن رافع بن مكيث).
5143 حسن الملكة يمن ، وسوء الخلق شؤم.
(د عن رافع ابن مكيث) (1) 5144 حسن الملكة يمن ، وسوء الخلق شؤم ، وطاعة المرأة ندامة ، والصدقة تدفع القضاء السوء.
(ابن عساكر عن جابر).
5145 إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة القائم بالليل الظامئ بالهواجر.
(طب عن أبي أمامة).
5146 إن المؤمن ليدرك بحسن الخلق درجة القائم الصائم.
(د حب عن عائشة).
5147 إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل صائم النهار.
(حم ك عن عائشة) (2).
__________
1) رافع بن مكيث الجهني ، شهد الحديبة وكان معه أحد الوية جهينة يوم الفتح واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على صدقات قومه وشهد الجابية مع عمر رضي الله عنه ، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وعنه ابنه الحارث له عند أبي داود حديث واحد في حسن الخلق وسوء الملكة.
مكيث : بفتح الميم وكسر الكاف ، تهذيب التهذيب (3 / 231).
ص.
2) رواه البخاري في الادب المفرد برقم (284) باب حسن الخلق إذا (*) =
(3/4)

5148 إن المسلم المسدد ليدرك درجة الصوام القوام بآيات الله بحسن خلقه وكرم ضريبته (1).
(حم طب عن ابن عمر).
5149 إن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الاخرة وشرف المنازل وإنه لضعيف العبادة وإنه ليبلغ بسوء خلقه أسفل درك جهنم ، وإنه لعابد.
(سمويه طب والضياء عن أنس).
5150 ما من شئ يوضع في اليمزان أثقل من حسن الخلق ، فان صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة.
(ت عن أبي الدرداء).
وسيأتي برقم [ 5192 ].
5151 إن الناس لم يعطوا شيئا خيرا من حسن الخلق.
(طب عن أسامة بن شريك).
5152 إن أحسن الحسن الخلق الحسن.
(المستغفري في مسلسلاته وابن عساكر عن الحسن بن علي).
5153 إن محاسن الاخلاق مخزونة عند الله تعالى ، فإذا أحب الله عبدا منحه خلقا حسنا.
(الحكيم عن العلاء بن كثير) مرسلا.
__________
= فقهوا.
وقال : أخرجه الحاكم في الايمان ورواه أبو داود عن عائشة وزاد : صائم النهار.
ص.
1) ضريبته : أي طبيعته وسجيته.
النهاية في غريب الحديث (3 / 80).
ص (*)
(3/5)

5154 إمن من أحبكم إلى أحسنكم اخلاقا.
(خ عن ابن عمرو) (1) خياركم أحسنكم أخلاقا ، كتاب المناقب باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم.
صحيح البخاري (4 / 230).
ورواه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
كتاب الفضائل رقم (2321).
وفي الادب المفرد للبخاري برقم (271).
ص.
5155 إن من أكمل المؤمنين ايمانا أحسنهم خلقا ، والطفهم بأهله (ت ك عن عائشة) (2)
5156 إن هذه الاخلاق من الله تعالى فمن أراد الله به خيرا منحه خلقا حسنا ، ومن أراد به سوءا منحه سئيا.
(طس عن أبي هريرة).
5157 إنك امرؤ قد أحسن الله خلقك فأحسن خلقك.
(ابن عساكر عن جرير).
5158 إنكم لا تسعون الناس بأموالكم ، ولكن يسعهم منكم بسط الوجه ، وحسن الخلق.
(البزار حل ك هب عن أبي هريرة).
__________
1) رواه البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : إن من 2) رواه الترمذي كتاب الايمان باب في استكمال الايمان والزيادة والنقصان رقم (2615) وقال حديث حسن صحيح.
وأخرجه الحاكم تحفة الاحوذي (7 / 357).
ص.
(3/6)

5159 أوحى الله تعالى إلي إبراهيم : يا خليلي حسن خلقك ولو مع الكفار تدخل مداخل الابرار ، فان كلمتي سبقت لمن حسن خلقه أن أظله في عرشي.
وأن أسكنه حظيرة قدسي ، وان أذنيه من جواري.
(الحكيم طس عن أبي هريرة).
5160 أول ما يوضع في الميزان الخلق الحسن.
(طب عن أم الدرداء).
5161 ليس شئ أثقل في الميزان من الخلق الحسن.
(حم عن أبي الدرداء).
5162 ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار غدا على كل هين لين قريب سهل.
(ت عن ابن مسعود) (1).
5163 البر حسن الخلق ، والاثم ما حاك في صدرك ، وكرهت
أن يطلع عليه الناس.
(خد م ت عن النواس بن سمعان) (2).
__________
1) رواه الترمذي في صفة القيامة رقم (1490) عن عبد الله بن مسعود وقال هذا حديث حسن غريب.
وقال صاحب تحفة الاحوذي (7 / 191) وأخرجه أحمد والطبراني.
ص.
2) رواه مسلم في صحيحه باب تفسير البر والاثم رقم (2553).
قال النووي : البر يكون بمعني الصلة وبمعنى اللطف والمبرة وحسن الصحبة والعشرة وبمعني الطاعة وهذه الامور هي مجامع حسن الخلق (*) =
(3/7)

5164 الجمال في الرجل اللسان.
(ك عن علي بن الحسين مرسلا).
5165 خياركم أحاسنكم أخلاقا.
(حم ق ت عن ابن عمرو).
5166 خياركم أحاسنكم أخلاقا ، الموطؤون أكنافا ، وشراركم الثرثارون المتفيهقون المتشدقون.
(هب عن ابن عباس).
5167 خياركم أطولكم أعمارا ، وأحسنكم أخلاقا.
(حم والبزار عن أبي هريرة).
5168 خير الناس أحسنهم خلقا.
(طب عن ابن عمر).
5169 خير ما أعطي الناس خلق حسن.
(حم ن ه ك عن أسامة بن شريك).
5170 خير ما أعطي الرجل المؤمن خلق حسن ، وشر ما أعطي الرجل قلب سوء في صورة حسنة.
(ش عن رجل من جهينة).
5171 خيركم إسلاما أحاسنكم أخلاقا إذا فقهوا.
(خد عن
__________
= حاك : أي تحرك فيه وتردد ولم ينشرح له الصدر وحصل في القلب منه الشك وخوف كونه ذنبا.
والترمذي كتاب الزهد رقم (2390) باب ما جاء في البر والاثم.
وقال هذا حديث حسن صحيح.
ص (*)
(3/8)

أبي هريرة) (1).
5172 رأس العقل بعد الايمان بالله التحبب إلى الناس (طس عن علي).
5173 رأس العقل بعد الايمان بالله التودد إلى الناس.
(هب عن أبي هريرة).
5174 رأس العقل بعد الدين التودد إلى الناس ، واصطناع الخير إلى كل بر وفاجر.
(هب عن علي).
5175 أثقل شئ في الميزان الخلق الحسن.
(حب عن أبي الدرداء).
5176 أثقل شئ في ميزان المؤمن خلق حسن ، إن الله يبغض الفاحش المتفحش البذي.
(هق عن أبي الدرداء).
5177 أفضل الاعمال حسن الخلق وأن لا تغضب إن استطعت (الخرائطي في مساوى الاخلاق عن العلاء بن الشخير) (2).
__________
1) رواه البخاري في الادب المفرد رقم (285) وقال أخرجه أحمد.
إذا فقهوا : بسكر القاف أي إذا فهموا وعلموا ، وبضمها : إذا صاروا فقهاء علماء.
شرح الادب المفرد للبخاري رقم الحديث (71).
ص 2) يزيد بن عبد الله بن الشخير العامري أبو العلاء البصري.
وقال النسائي ثقة ، وذكره ابن حبان في الثقات وتوفي سنة (111) ه.
وقال العجلي : بصري تابعي ثقة.
تهذيب التهذيب (11 / 341).
ص (*)
(3/9)

5178 أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم خلقا.
(ابن
النجار عن علي).
5179 أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون ، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف.
(طس عن أبي سعيد).
5180 إن الله يحب معالي الاخلاق ويكره سفسافها.
(ك عن سهل بن سعد).
5181 إن أحبكم إلي وأقربكم مني في الآخرة مجالس محاسنكم أخلاقا وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني في الآخرة مساويكم أخلاقا الثرثارون المتفيهقون المتشدقون.
(حم حب طب هب عن أبي ثعلبة الخشني).
5182 إن أقربكم مني منزلا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا في الدنيا.
(ابن عساكر عن أبي هريرة).
5183 إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، وإن حسن الخلق ليلغ درجة الصوم والصلاة.
(البزار عن أنس).
5184 إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون
(3/10)

والمتفيهقون ، قالوا : يا رسول الله ما المتفيهقون ؟ قال : المتكبرون.
(ت عن جابر).
كتاب البر رقم [ 2019 ].
5185 ما شئ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن فان الله تعالى يبغض الفاحش البذي.
(ت عن أبي الدرداء).
5186 لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم (خ عن أبي هريرة).
5187 عليك بحسن الخلق فان أحسن الناس خلقا أحسنهم دينا.
(طب عن معاذ).
5188 عليك بحسن الخلق وطول الصمت ، فو الذي نفسي بيده ما تجمل الخلائق بمثلهما.
(ع عن أنس).
5189 عليك بحسن الكلام ، وبذل الطعام.
(خد ك عن هانئ بن يزيد).
5190 لو كان حسن الخلق رجلا يمشي في الناس لكان رجلا صالحا.
(الخرائطي في مكارم الاخلاق عن عائشة).
5191 ما حسن الله تعالى خلق رجل ولا خلقه فتطعمه النار أبدا.
(طس هب عن أبي هريرة).
5192 ما من شئ في الميزان أثقل من حسن الخلق.
(حم د
(3/11)

عن أبي الدرداء) (1).
مر برقم (5150) 5193 من سعادة المرء حسن الخلق ، ومن شقاوته سوء الخلق.
(هب عن جابر).
5194 من كان سهلا هينا لينا حرمه الله على النار.
(ك هق عن أبي هريرة).
5195 حرم على النار كل هين لين سهل قريب من الناس.
(حم عن ابي مسعود).
5196 اليمن حسن الخلق.
(الخرائطي في مكارم الاخلاق عن عائشة).
5197 اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي.
(حم عن
ابن مسعود).
__________
1) رواه البخاري في الادب المفرد برقم (270) ، وأخرجه أبو داود ، والترمذي وأحمد وأبن حبان.
والترمذي كتاب البر رقم (2004) وقال هذا حديث غريب.
ص (*)
(3/12)

الاكمال 5198 أحبكم إلى الله أحاسنكم أخلاقا ، المطؤون أكنافا ، الذين يألفون ويؤلفون ، وإن أبغظكم إلى الله المشاؤن بالنميمة الملتمسون (1) لهم العثرات ، المفرقون بين الاخوان.
(خط عن أنس).
5199 أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا وأبغضكم إلي ، وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة مساويكم أخلاقا الثرثارون المتشدقون المتفيهقون.
(هب عن أبي ثعلبة الخشني) (كر عن جابر).
5200 أفضل عمل يؤتى به يوم القيامة خلق حسن.
(طب عن أبي الدرداء).
5201 أفضل المؤمنين أحسنهم خلقا (حل كر ك عن ابن عمر).
5202 أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا.
(ع والحاكم في الكني ص عن أنس) (حم والدارمي د حب ك هب عن أبي هريرة عن جابر) (طس هب والخرئطي عن عمير بن قتادة الليثي) (الخرائطي في مكارم الاخلاق عن أبي ذر).
__________
1) لعل في هذه العبارة تقديما وتأخيرا وصوابها (المفرقون بين الاخوان الملتمسون لهم العثرات) كما سيأتي مثله قريبا برقم (5215).
(*)
(3/13)

5203 - أكمل المؤمنين إيمانا أحسنكم خلقا ، وإنما المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.
(ابن النجار عن علي).
5204 - إن أفضل ما يوضع في الميزان يوم القيامة الخلق الحسن.
(طب عن أم الدرداء).
5205 - إن خياركم أحاسنكم أخلاقا وألطفكم بأهله.
(الخطيب عن عائشة).
5206 - إن من أكمل الايمان حسن الخلق.
(الخرائطي في مكارم الاخلاق عن أبي هريرة).
5207 - أفضل شئ في الميزان الخلق الحسن (كر عن أبي الدرداء) 5208 - أفضل ما أعطي المرء المسلم حسن الخلق.
(طب عن أسامة بن شريك).
5209 - أفضل ما أعطي المسلم خلق حسن.
(طب عن أسامة بن شريك).
5210 - إن الله عزوجل يحب السهل الطلق.
(الشيرازي في الالقاب والخرائطي في مكارم الاخلاق والديلمي عن أبي هريرة).
5211 - إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم الظمآن في الهواجر.
(الخرائطي في مكارم الاخلاق عن أبي هريرة).
(3/14)

5212 - إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا وان أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة مساويكم أخلاقا ، الثرثارون المتشدقون المتفيهقون.
(الخرائطي في مكارم الاخلاق والخطيب وابن عساكر ص عن جابر).
5213 - إن أحبكم وأقربكم مني في الآخرة مجلسا محاسنكم أخلاقا ، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني في الآخرة مساويكم أخلاقا الثرثارون المتفيهقون.
(حم حب طب وأبو نعيم هب والخرائطي عن أبي ثعلبة الخشني).
5214 - إن أحبكم إلي يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ، وإن أبغضكم إلي يوم القيامة المتشدقون المتفيهقون.
(طب عن ابن مسعود).
5215 - إن أحبكم إلي أحسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون ، وإن أبغضكم إلى الله تعالى المشاؤن بالنميمة المفرقون بين الاخوان الملتمسون للبراء العثرات.
(ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة عن أبي هريرة).
مر برقم [ 5198 ].
5216 - إن هذه الاخلاق منائح من الله فإذا أحب الله عبدا منحه خلقا حسنا ، وإذا أبغض الله عبدا منحه خلقا سيئا.
(العسكري في الامثال عن عائشة).
(3/15)

5217 إنما بعث لاتمم مكارم الاخلاق (ق عن أبي هريرة) (1) 5218 إنما بعثت لاتمم حسن الاخلاق.
(ابن سعد عن مالك ابن مالك) بلاغا.
5219 إنما هذه الاخلاق بيدي الله فمن شاء منحه خلقا حسنا فعل.
(الخرائطي في مكارم الاخلاق عن أبي المنهال).
5220 إنما يحرم على النار كل هين لين ، سهل قريب.
(حب عن ابن مسعود).
5221 ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار ؟ على كل قريب هين
لين سهل.
(ت حسن غريب طب هب عن ابن مسعود).
مر برقم [ 5162 ].
5222 ألا أخبركم على من تحرم النار غدا ؟ على كل هين لين قريب سهل.
(ع ص عن جابر).
5223 ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة ؟ أحسنكم خلقا.
(حم والخرائطي في مكارم الاخلاق عن ابن عمر).
5224 ألا أنبئكم بخياركم ؟ أحاسنكم أخلاقا.
(الخرائطي في مكارم
__________
1) رواه البخاري في الادب المفرد برقم (273) عن أبي هريرة وقال : أخرجه أحمد والحاكم في الترجمة النبوية.
ص (*)
(3/16)

الاخلاق عن أبي هريرة).
5225 الاسلام حسن الخلق.
(الديلمي عن أبي سعيد).
5226 حسن الملكة نماء ، وسوء الخلق شؤم.
(حم د عن رافع ابن مكيث).
مر برقم [ 5143 ].
5227 حرمت النار على الهين اللين السهل القريب.
(طب عن معيقيب).
5228 إنما يهدي أحسن الاخلاق ، وانما يصرف سيئها هو.
(طب عن ابن عباس).
5229 انما تفسير حسن الخلق ما أصاب الدنيا يرضى ، وإن لم يصبه لم يسخط.
(حل عن أبي هريرة).
5230 خالطوا الناس بأخلاقكم وخالفوهم في أعمالهم.
(العسكري في الامثال عن ثوبان).
5231 أخيركم أحاسنكم أخلاقا إذا فقهوا (حب عن أبي هريرة).
5232 دخل رجلان الجنة ، صلاتهما وصيامهما وحجهما وجهادهما واصطناعهما للخير واحد ، ويفضل أحدهما على صاحبه بحسن الخلق كما بين المشرق والمغرب.
(الديلمي عن ابن عمر).
(3/17)

5233 عليكم بحسن الخلق فانه في الجنة لا محالة.
(ابن لال عن علي) وفيه داود بن سليمان بن الغازي.
5234 قال الله تعالى : أنا الله خلقت العباد بعلمي ، فمن أردت به خيرا منحته خلقا حسنا ، ومن أردت به سوءا منحته سيئا.
(أبو الشيخ عن ابن عمر).
5235 قال لي جبريل عليه السلام : قال الله تبارك وتعالى : إن هذا دين ارتضيته لنفسي ، ولن يصلحه إلا السخاء ، وحسن الخلق ، فأكرموه ما صحبتموه.
(سمويه عد وأبو نعيم والخرائطي في مكارم الاخلاق والخطيب في المتفق والمفترق وابن عساكر ص عن جابر) وقال عق : لم يتابع عليه إبراهيم بن أبي بكر بن المنكدر من وجه يثبت.
5236 كمال الايمان حسن الخلق.
(أبو الشيخ عن أبي هريرة).
5237 ما أحسن الله خلق رجل ولا خلقه فتطعمه النار.
(كر عن أبي هريرة).
5238 ما يوضع في الميزان يوم القيامة أفضل من حسن الخلق وان الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجه الصائم القائم.
(طب عن أبي الدرداء).
(3/18)

5239 مكارم الاخلاق عند الله ثلاثة : تعفو عمن ظلمك ، وتعطي من حرمك ، وتصل من قطعك.
(ك في تاريخه عن أنس)
5240 من كان هينا لينا سهلا قريبا حرمه الله على النار.
(ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن ابن مسعود).
5241 من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، وألطفهم بأهله (ك عن عائشة).
5242 من خياركم محاسنكم أخلاقا.
(الخرائطي في مكارم الاخلاق عن ابن عمر).
5243 من سعادة ابن آدم حسن الخلق ، ومن شقاوة ابن آدم سوء الخلق.
(الخرائطي في مكرام الاخلاق عن سعد).
5244 لا يستكمل العبد الايمان حتى يحسن خلقه ، ولا يشفي غيظه ، وأن يود للناس ما يود لنفسه ، فلقد دخل رجال الجنة بغير اعمال ، ولكن بالنصيحة لاهل الاسلام.
(عد وابن شاهين والديلمي عن أنس).
5245 يابن أم عبد : تدري من أفضل المؤمنين إيمانا ؟ أفضل المؤمنين إيمانا وأحاسنهم أخلاقا : الموطؤون أكنافا ، لا يبلغ عبد حقيقة
(3/19)

الايمان حتى يحب للناس ما يحب لنفسه ، وحتى يأمن جاره بوائقه.
(ابن عساكر عن ابن عمر).
5246 يا معاذ أتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن.
(حم عن معاذ) (1).
5247 - يحرم على النار كل هين لين قريب سهل.
(ابن النجار عن أبي هريرة).
5248 - زوجت المقداد وزيدا ليكون أشرفكم عند الله أحسنكم
خلقا.
(ق ق عن الشعبي مرسلا).
__________
1) ورواه الترمذي برقم (1988) وأوله : اتق الله حيث ما كنت.
عن أبي ذر وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وأخرجه أحمد والدارمي والحاكم في الايمان وقال على شرطهما.
راجع تحفة الاحوذي (6 / 122).
ص (*)
(3/20)

الفصل الثاني في تعدبد الاخلاق المحمودة على ترتيب الحروف المعجمة حرف الالف الاحسان في الطاعات 5249 الاحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فان تكن تراه فانه يراك.
(م 3 عن عمر) (حم ق ه عن أبي هريرة).
5250 ا عبد الله كأنك تراه ، فان لم تكن تراه فانه يراك ، واحسب نفسك مع الموتى ، واتق دعوة المظلوم ، فانها مستجابة.
(حل عن زيد بن أرقم) (1).
5251 ا عبد الله كأنك تراه ، وعد نفسك من الموتى ، وإياك ودعوات المظلوم ، فانهن مستجابات ، وعليك بصلاة الغداة وصلاة العشاء فاشهدهما ، فلو تعلمون ما فيهما لا تيتموهما ولو حبوا.
(طب عن أبي الدرداء).
5252 ا عبد الله ولا تشرك به شيئا ، واعمل لله كأنك تراه ، واعدد نفسك في الموتى ، واذكر الله عند كل حجر وكل شجر ، فإذا علمت
__________
1) حلية الاولياء (8 / 202).
ص (*)
(3/21)

سيئة فاعمل بجنبها حسنة : السر بالسر ، والعلانية بالعلانية.
(طب هب عن معاذ بن جبل).
5253 صل صلاة مودع كأنك تراه فان كنت لا تراه فانه يراك ، وايئس مما في أيدي الناس تعش غنيا ، وإياك وما يعتذر منه.
(أبو محمد البراهمي في كتاب الصلاة وابن النجار عن ابن عمر).
الاكمال 5254 الاحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فان لم تكن تراه فانه يراك ، فإذا فعلت فقد أحسنت.
(حم ز عن ابن عباس) (طب عن ابن عمر) (حم عن أبي مالك أو أبي عامر) (ز عن أنس) (ابن عساكر عن عبد الرحمن بن غنم).
5255 كن كأنك ترى الله ، فان لم تكن تراه فانه يراك.
(أبو نعيم عن زيد بن أرقم).
5256 ا عبد الله كأنك تراه ، وكن في الدينا كأنك غريب أو عابر سبيل.
(حل عن ابن عمر).
(1).
__________
1) حلية الاولياء (6 / 115) ورواه الفريابي عن الاوزاعي عن مجاهد ، وروى بعضه البخاري في صحيحه (8 / 110) والترمذي برقم (2334).
ص.
(*)
(3/22)

الاخلاص 5257 أخلص دينك يكفيك القليل من العمل.
(ابن أبي الدنيا في الاخلاص ك عن معاذ).
5258 أخلصوا أعمالكم لله ، فان الله لا يقبل إلا ما خلص له.
(قط عن الضحاك بن قيس).
5259 اخلصوا عبادة الله ، وأقيموا خمسكم ، وأدوا زكاة أموالكم طيبة بها أنفسكم ، وصوموا شهركم ، وحجوا بيتكم ، تدخلوا جنة ربكم.
(طب عن أبي الدرداء).
5260 اعمل لوجه واحد يكفيك الوجه كلها.
(عد فر عن أنس).
5261 إن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا ، وابتغ به وجه.
(ن عن أبي أمامة).
5262 إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن إنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم.
(م ه عن أبي هريرة).
5263 إنما الاعمال كالوعاء ، إذا طاب أسفله طاب أعلاه ، وإذا فسد أسفله فسد أعلاه.
(ه عن معاوية).
(3/23)

5264 إن العبد إذا صلى في العلانية فأحسن ، وصلى في السر فأحسن ، قال الله تعالى : هذا عبدي حقا.
(ه عن أبي هريرة).
5265 تمام البر أن تعمل في السر عمل العلانية.
(طب عن أبي عامر السكوني).
5266 صلاة الرجل تطوعا حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس خمسا وعشرين.
(ع عن صهيب).
5267 له أجران ، أجر السر ، وأجر العلانية ، (ت ه حب عن أبي هريرة).
5268 طوبى للمخلصين أولئك مصابيح الهدى ، تنجلي عنهم كل
فتنة ظلماء.
(حل عن ثوبان).
5269 ما تقرب العبد إلى الله بشئ أفضل من سجود خفي.
(ابن المبارك عن ضمرة بن حبيب) مرسلا.
5270 ما كرهت أن يراه الناس منك فلا تفعل بنفسك إذا خلوت.
(حب عن أسامة بن شريك).
5271 من أخلص لله أربعين يوما ظهرت ينابيع الحكمة من قبله على لسانه.
(حل عن أبي أيوب).
(3/24)

5272 من أراد منكم أن لا يحول بينه وبين قبله أحد فليفعل.
(د عن أبي سعيد).
5273 السر أفضل من العلانية ، والعلانية لمن أراد الاقتداء.
(فر عن ابن عمر).
5274 لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ، ليس لها باب ، ولا كوة لخرج عمله للناس كائنا ما كان.
(حم ع حب ك عن أبي سعيد).
5275 ما أسر عبد سريرة إلا ألبسه الله رداءها ، إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
(طب عن جندب البجلي).
5276 من أحسن فيما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين الناس ومن أصلح سريرته أصلح الله علانية.
(ك في تاريخه عن ابن عمرو).
5277 من استطاع منكم أن يكون له خبئ من عمل صالح فليفعل.
(الضياء عن الزبير).
5278 إن الله ليضحك إلى الرجلين إلى القوم ، إذا صفوا في الصلاة ، والرجل قائم في ظلمة بيته يقول : عبدي قام في لا يرائي بعمله
أحدا غيري.
(ابن النجار عن أبي سعيد).
5279 ا عبد الله كأنك تراه ، وكن في الدينا كأنك غريب أو عابر سبيل.
(حل عن ابن عمر).
ومر برقم [ 5256 ].
(3/25)

الاخلاص من الاكمال 5280 أيها الناس أخلصوا أعمالكم لله ، فان الله لا يقبل من الاعمال إلا ما خلص له ، ولا تقولوا : هذا لله وللرحم.
(الديلمي عن الضحاك بن قيس).
5281 إن الله عزوجل لا يقبل من الاعمال إلا ما كان خالصا ، وابتغي به وجهه.
(ز طب عن أبي أمامة).
5282 إذا صلى العبد في العلانية فأحسن ، وصلى في السر فأحسن قال الله تبارك وتعالى : أحسن عبدي.
(الرافعي عن أبي هريرة).
5283 السر أفضل من العلانية ، ولمن أراد الاقتداء ، العلانية أفضل من السر.
(الديلمي عن ابن عمر).
5284 كتب لك أجران : أجر السر وأجر العلانية.
(طس عن ابن مسعود).
5285 إن لك ما احتسبت.
(ه عن أبي بن كعب).
5286 إنما الاعمال بخواتيمها ، كالوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله وإذا خبث أعلاه خبث أسفله.
(ابن عساكر عن معاوية).
(3/26)

5287 إنما بقي من الدنيا وفتنة ، إنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله ، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله.
(ابن المبارك والرامهرمزي في الامثال عن معاوية) وهو صحيح.
5288 من كانت له سريرة صالحة أو سيئة ، أظهر الله تعالى عليه منها رداء يعرف به.
(حل عن عثمان بن عفان).
5289 هل تدرون من المؤمن ؟ المؤمن من لا يموت حتى يملا الله مسامعه بما يحب ، ولو أن عبدا اتقى الله في جوف بيت إلى سبعين بيتا ، على كل بيت باب من حديد ألبسه الله رداء عمله ، حتى يتحدث الناس به ويزيدون ، قالوا كيف يزيدون ؟ قال : إن التقي لو يستطيع أن يزيد في بره لزاد ، وكذلك الفاجر يتحدث الناس بفجوره ويزيدون ، لانه لو يستطيع أن يزيد في فجوره لزاد.
(الحكيم ك في تاريخه عن أنس).
5290 والذي نفس محمد بيده ، ما عمل أحد قط سرا إلا ألبسته الله رداء علانية ، إن خيرا فخير ، وان شرا فشر.
(ابن جرير عن عثمان).
5291 لتأتينكم أجوركم ولو كان أحدكم في حجر ثعلب.
(حم ق عن جبير بن مطعم).
(3/27)

الاقتصاد والرفق في الاعمال بلا افراط ولا تفريط 5292 إن الهدي الصالح والسمت الصالح والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزإ من النبوة.
(حم د عن ابن عباس).
5293 رحماء أمتي أوساطها.
(فر عن ابن عمر).
5294 ما أحسن القصد في الغنى ، ما أحسن القصد في الققر ، ما أحسن القصد في العبادة.
(البزار عن حذيفة).
5295 يا أيها الناس عليكم بالقصد ، عليكم بالقصد ، عليكم بالقصد فان الله تعالى لا يمل حتى تملوا.
(حب ع عن جابر).
5296 يا أيها الناس عليكم بالقصد عليكم بالقصد عليكم بالقصد فان الله تعالى لن يمل حتى تملوا.
(ه عن جابر).
5297 إن الله لا يمل حتى تملوا (خ ن ه البزار عن أبي هريرة).
5298 مه عليكم بما تطيقون من الاعمال ، فو الله لا يمل الله حتى تملوا.
(خ ن ه عن عائشة).
5299 يا أيها الناس عليكم من الاعمال بما تطيقون ، فان الله لا
(3/28)

يمل حتى تملوا ، وإن أحب الاعمال إلى الله ما دووم عليه ، وإن قل.
(ق عن عائشة).
5300 خذاوا من العمل ما تطيقون ، فان الله لا يمل حتى تملوا.
(ق عن عائشة).
5301 خذوا من العبادة ما تطيقون ، فان الله لا يسأم حتي تسأموا.
(طب عن أمامة).
5302 عليكم من الاعمال ما تطيقون ، فان الله لا يمل حتى تملوا (ط ب عن عمران بن حصين).
5303 ليتكلف أحدكم من الاعمال ما يطيق ، فان الله تعالى لا يمل حتى تملوا ، وقاربوا وسددوا.
(حل عن عائشة).
5304 لا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه ، يتعرض من البلاء ما لا يطيق.
(حم ت ه عن حذيفة).
5305 عليكم هديا قاصدا ، عليكم هديا قاصدا ، عليكم هديا
قاصدا ، فانه من يشاد هذا الدين يغلبه.
(حم ك هق عن بريدة).
5306 أدعوا الناس وبشروا ولا تنفروا ، ويسروا ولا تعسروا (م عن أبي موسى).
(3/29)

5307 إذا حدثتم الناس عن ربهم فلا تحدثوهم بما يفزعهم ، ويشق عليهم (الحسن بن سفيان طس عد هب عن المقداد بن معد يكرب).
5308 اكلفوا من العمل ما تطيقون ، فان خير العمل أدومه ، وإن قل.
(ه عن أبي هريرة).
5309 اكلفوا من العمل ما تطيقون ، فان الله لا يمل حتى تملوا فان أحب الاعمال إلى الله أدومه ، وإن قل.
(حم د ن عن عائشة).
5310 أما والله إني لاتقاكم لله ، وأخشاكم له.
(م عن عمر ابن أبي سلمة).
5311 أما والله إني لاتقاكم لله ، وأخشاكم له ، لكني أصوم ، وأفطر ، وأصلي وأرقد ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني.
(خ عن أنس).
5312 إن النفس ملولة ، وإن أحدكم لا يدري ما قدر المدة فلينظر من العبادة ما يطيق ، ثم ليداوم عليه ، فان أحب الاعمال إلى الله ما ديم عليه وإن قل.
(طس عن ابن عمر).
5313 إني لست مثلكم ، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني.
(حم ق عن أنس) (خ عن ابن عمر وعن أبي سعيد وعن أبي هريرة وعن عائشة).
(3/30)

5314 قاربوا وسددوا وأبشروا ، واعلموا أنه لن ينجوا أحد منكم بعلمه ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل.
(حم م عن جابر بن سمرة) (حم م ه عن أبي هريرة).
5315 لن يدخل أحدكم عمله الجنة ، ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله برحمته ، فسددوا وقاربوا ولا يتمن أحدكم الموت ، إما محسن فلعله يزداد خيرا ، وإما مسئ فلعله أن يستعتب.
(ق عن أبي هريرة).
5316 لن ينجي أحدا منكم عمله ، ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله برحمته ، ولكن سددوا وقاربوا واغدوا وروحوا ، وشئ من الدلجة ، والقصد القصد تبلغوا.
(ق عن أبي هريرة).
5317 ما بال رجال يواصلون ؟ إنكم لستم مثلي ، أما والله لو مد لي الشهر لواصلت وصالا يدع المتعمقون تعمقهم.
(حم م عن أنس).
5318 ما بال أقوام قالوا كذا وكذا ، ولكني أصلي وأنام ، وأصوم وأفطر ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني.
(حم ق ن عن أنس).
5319 يا أيها الناس إنكم لن تطيقوا كل ما أمرتم به ، ولكن سددوا وقاربوا وأبشروا.
(حم د عن الحكم بن حزن).
(3/31)

5320 ما بال أقوام يتنزهون عن الشئ أصنعه فو الله إني لاعلمهم بالله ، وأشدهم له خشية.
(حم ق عن عائشة).
5321 إياكم والوصال ، إنكم لستم في ذلك مثلي ، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني ، فاكلفوا من العمل ما تطيقون (ق عن أبي هريرة).
5322 لا تواصلوا إني لست كاحد منكم إني أطعم وأسقى.
(خ ت عن أنس).
5323 لا تواصلوا ، فأيكم أراد أن يواصل فليواصل حتى السحر إني لست كهيئتكم إني ابيت لي مطعم يطعمني وساق يسقيني.
(حم خ د عن أبي سعيد).
5324 يا عبد الله ألم اخبر انك تصوم النهار وتقوم الليل ؟ فلا تفعل ، فانك إذا فعلت ذلك هجمت (1) عينك ونفهت (2) نفسك فصم وأفطر ، وقم ونم ، فان لجسد عليك حقا ، وإن لعينك عليك حقا ، وإن لزوجك عليك حقا ، وإن لزورك عليك حقا ، وإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام ، فان لك بكل حسنة عشرة أمثالها ، فان ذلك صيام الدهر كله ، قال : فاني أجد قوة ، قال : فصم صيام نبي الله داود ولا تزد عليه نصف الدهر.
(حم ق ن عن ابن عمر).
__________
1) هجمت : أي غرت.
2) نفهت : أي أعيت وكلت اه قاموس.
ح.
(*)
(3/32)

5325 يا عثمان أرغبت عن سنتي ؟ فاني أنام وأصلي ، وأصوم وأفطر ، وأنكح النساء ، فاتق الله يا عثمان ، فان لاهلك عليك حقا ، وان لضيفك عليك حقا ، وإن لنفسك عليك حقا ، فصم وأفطر وصل ونم.
(د عن عائشة).
5326 يسروا ولا تعسروا ، وبشرا ولا تنفرا ، وتطاوعا ولا تختلفا (حم ق عن أبي موسى).
5327 اليسر يمن ، والعسر شؤم.
(فر عن رجل).
5328 إن الله أرسلني مبلغا ، ولم يرسلني متعنتا (م عن عائشة).
5329 والله إني لارجو أن أكون أخشاكم لله ، وأعلمكم بما اتقى (م د عن عائشة).
5330 أمر بين أمرين ، وخير الامور أوساطها.
(هب عن عمر بن الحارث) بلاغا.
5331 إن الله رضي لهذه الامة اليسر وكره لها العسر.
(طب عن محجن بن الادرع).
5332 إن الله تعالى رفيق يحب الرفق ، ويعطي عليه مالا يعطي على العنف.
(خد د عن عبد الله بن مغفل) (ه حب عن أبي هريرة) (حم م عن علي) (طب عن أبي أمامة) (البزار عن أنس).
(3/33)

5333 إن الله تعالى يحب الرفق في الامر كله (خ عن عائشة).
5334 إن الله يحب أن تؤتي رخصه كما يحب أن تؤتي عزائمه.
(حم ق عن ابن عمر) (طب عن ابن عباس) (د عن ابن مسعود).
5335 إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصته كما يكره أن تؤتى معصيته.
(حم حب عن ابن عمر).
5336 إن الله تعالى يحب أن تقبل رخصته ، كما يحب العبد مغفرته.
(طب عن أبي الدرداء وواثلة وأبي أمامة).
5337 أدوا العزائم ، واقبلوا الرخص ، ودعوا الناس ، فقد كفيتوهم.
(خط عن ابن عمر).
5338 عليكم برخصة الله التي رخص لكم.
(ص م عن جابر).
5339 من لم يقبل رخصة الله ، كان عليه من الاثم مثل جبال
عرفة.
(حم عن ابن عمر).
5340 أفضل أمتي الذين يعلمون بالرخص.
(ابن لال عن عمر).
5341 إن الله يحب أن يؤخذ برخصة ، كما يحب أن يؤخذ بعزائمه ، إن الله بعثني بالحنيفية السمحة دين ابراهيم.
(ابن عساكر عن علي).
(3/34)

5342 ان الله تعالى يحب الفضل في كل شئ ، حتى الصلاة.
(ابن عساكر عن ابن عمر).
5343 إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه ، فسددوا وقاربوا وأبشروا ، واستعينوا بالغدوة والروحة وشئ من الدلجة.
(خ ن عن أبي هريرة).
كتاب الايمان باب الدين يسر.
5344 إنكم لن تدركوا هذا الامر بالمغالبة.
(ابن سعد حم حب عن ابن الادرع).
5345 إنما بعثتم ميسرين ، ولم تبعثوا معسرين.
(ت عن أبي هريرة).
مر برقمي [ 3299 و 4936 ].
5346 لا تشددوا على أنفسكم فيشدد عليكم ، فان قوما شددوا على أنفسهم فشدد عليهم ، فتلك بقاياهم في الصوامع والديارات : (رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم).
(د عن أنس).
5347 إياكم والغلوا في الدين ، فانما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين ، (حم ن ه ك عن ابن عباس).
5348 إياكم والتعمق في الدين ، فان الله تعالى قد جعله سهلا ، فخذوا منه ما تطيقون ، فان الله يحب ما دام من عمل صالح ، وإن كان
يسيرا.
(أبو القاسم بن بشران في أماليه عن عمر).
(3/35)

5349 إن لكل شئ شرة (1) ولكل شرة فترة فان صاحبها سدد وقارب فارجوه ، وإن أشير إليه بالاصابع فلا تعدوه (2).
(ت عن أبي هريرة) (3) 5350 إن هذا الدين متين فاوغلوا فيه برفق.
(حم عن أنس).
5351 إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ، فان المنبت لا أرضا قطع ولاظهرا أبقى.
(البزار عن جابر).
5352 خير دينكم أيسره.
(حم خد طب عن محجن بن الادرع) (طب عن عمران بن حصين) (طس عد الضياء عن أنس).
5353 خير دينكم أيسره ، وخير العبادة الفقه.
(ابن عبد البر في العلم عن أنس).
__________
1) شرة : بسكر الشين وتشديد الراء ، هي النشاط في القاموس : شرة الشباب : نشاطه اه.
ح.
2) فلا تعده : بفتح التاء وسكون العين وضم الدال : أي لا تعتدوا به ولا تحسبوه من الصالحين لكونه مرائيا اه من فيض القدير : شرح جامع الصغير.
ح.
3) رواه الترمذي برقم (2455) كتاب صفة القيامة عن أبي هريرة وقال هذا حديث صحيح غريب.
ص.
(*)
(3/36)

5354 روحوا القلوب ساعة فساعة.
(د في مراسيله عن ابن شهاب) مرسلا (أبو بكر المقري في فوائده والقضاعي عنه عن أنس).
5355 سددوا وقاربوا.
(طب عن ابن عمر).
5356 سددوا وقاربوا وأبشروا واعلموا انه لن يدخل أحدكم الجنة بعمله ، ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله بمغفرة ورحمة.
(حم ق عن عائشة).
5357 ليصل أحدكم نشاطه ، فإذا كسل أو فتر فليقعد.
(حم ق د ن ه عن أنس).
5358 ناموا فإذا انتبهتم فأحسنوا.
(حب عن ابن مسعود).
5359 الليل والنهار مطيتان فاركبوهما بلاغا إلى الآخرة.
(عد وابن عساكر عن ابن عباس).
5360 يسروا ولا تعسروا ، وبشروا ولا تنفروا.
(حم ق ن عن أنس).
5361 عليك بالرفق ، إن الرفق لا يكون في شئ إلا زانه ولا ينزع من شئ إلا شانه.
(م عن عائشة).
كتاب البر رقم [ 2594 ].
5362 عليك بالرفق ، وإياك والعنف والفحش.
(خد عن عائشة).
(3/37)

5363 يا عائشة ان الله رفيق يحب الرفق ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على سواه (م عن عائشة).
5364 يا عائشة عليك بتقوى الله والرفق ، فان الرفق لم يكن في شئ إلا زانه ، وما نزع من شئ قط إلا شانه.
(حم د عن عائشة).
5365 مهلا يا عائشة عليك بالرفق ، وإياك والعنف والفحش.
(خ عن عائشة) (1).
5366 يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق في الامر كله.
(حم ق ن ه عن عائشة).
5367 ما كان الرفق في شئ إلا زانه ، ولا نزع من شئ إلا شانه.
(عبد بن حميد والضياء عن أنس).
5368 من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير
__________
1) هذه الاحادث يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم بها السيدة عائشة أم المؤمنين ، ذكر المناوي في شرحه لجامع الصغير سببين : الاول : أنها ركبت بعيرا فيه صعوبه فجعلت ترده وتضربه.
والثاني : عند ما قال اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم : السام عليكم ، فغضبت وقالت : عليكم السام واللعنة اه شرح الجامع.
ح (*)
(3/38)

ومن حرم حظه من الرفق ، فقد حرم حظه من الخير.
(حم ت عن أبي الدرداء).
5369 من يحرم الرفق يحرم الخير كله.
(حم د ه عن جرير).
وصحيح مسلم رقم [ 2592 ] كتاب البر.
الاكمال 5370 إن الله عزوجل رفيق يحب الرفق في الامر كله ، ويحب كل قلب خاشع حزين يعلم الناس الخير ، ويدعوا إلى طاعة الله ويبغض كل قلب قاس لاه ينام الليل كله ، ولا يذكر الله فلا يدري يرد الله روحه أم لا ؟ (الديلمي عن أبي الدرداء).
5371 إن الله رفيق يحب الرفق ويرضاه ، ويعين عليه ما لا يعين على العنف.
(طب وابن عساكر عن أبي أمامة).
5372 إن الله يحب ان تؤتى رخصه ، كما يحب أن تترك معاصيه
(الشيرازي في الالقاب عن ابن عمر).
5373 إن الله يحب الرفق ويرضاه ، ويعين عليه ما لا يعين على على العنف.
(طب عن أبي أمامة).
5374 إن الله يعطي على الرفق ما لا يعطى على العنف.
(طب عن جرير).
(3/39)

5375 إن خير دينكم أيسره.
(حم عن محجن بن الادرع) (حم عن الاعرابي).
5376 إن دينكم دين متين فأوغل فيه برفق فان المنبت لا ظهرا أبقي ، ولا أرضا قطع.
(العسكري في الامثال عن علي).
5377 إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ، ولا تبغض إلي نفسك عبادة الله ، فان المنبت لا أرضا قطع ، ولا ظهرا أبقى.
(بز ق والعسكري في الامثال عن جابر وضعف).
5378 إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ، ولا تكرهوا عبادة الله إلى عبادة ، فان المنبت لا يقطع سفرا ولا يستبقى ظهرا.
(هب عن عائشة).
5379 إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ، ولا تبغض إلى نفسك عبادة ربك ، فان المنبت لا سفرا قطع ، ولا ظهرا أبقى ، فاعمل عمل امرئ يظن انه لن يموت أبدا ، واحذر حذر من يخشى ان يموت غدا.
(هب ق والعسكري في الامثال عن ابن عمرو) وفي لفظ : يظن أن لن يموت إلا هرما.
5380 إن ربكم عزوجل ميسر ييسر فعليكم باليسر من العمل ،
(3/40)

ألا إنه من يغالب امر الله يغلبه ، ومن يجهر عمل الله يسؤه.
(ابن قانع عن سويد بن جبلة).
5381 إن في حكمة آل داود عبرة للعاقل اللبيب أن لا يشغل نفسه إلا في أربع ساعات : ساعة يناجي فيها ربه ، وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يلقى فيها اخوانه الذين يناجي الذين ينصحونه في نفسه ويخبرونه بعيوبه ، وساعة يخلو بين نفسه وبين ربها فيما يحل ويجمل ، فان في هذه الساعة عونا على هذا الساعات واستجمام القلوب بفضل بلغة ، وينبغي للعاقل اللبيب أن يكون مالكا للسان ، وعارفا برنامه ، مقبلا على شأنه مستوحشا من أوثق إخوانه (1).
__________
1) مستوحشا من أوثق اخوانه : بمعني محترسا منهم بالقوى ، كما قال امير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه : اخوان هذا الزمان جواسيس العيوب ، ح.
(الديلمي عن ابن مسعود).
5382 - إن لهذا القرآن شرة ، ثم للناس عنه فترة ، فمن كانت فترته للقسط و السنة فنعما هي ، ومن كانت فترته إلى الاعراض فأولئك هم بور.
(هب عن أبي هريرة).
5383 - أنا أصوم وأفطر ، وأصلي وأنام ، ولكل عمل شرة ، ولكل شرة فترة ، فمن تكون فترته إلى السنة فقد اهتدى ، ومن تكون
__________
1) مستوحشا من أوثق اخوانه : بمعني محترسا منهم بالقوى ، كما قال امير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه : اخوان هذا الزمان جواسيس العيوب ، ح (*)
(3/41)

فترته إلي ذلك فقد ضل.
(طب وأبو نعيم ص عن جعدة بن هبيرة) وهو أبن أم هانئ بنت أبي طالب.
5384 - إن هذا الدين يسر ، ولن يشاد هذا الدين أحد إلا غلبه ، فسددوا وقاربوا ويسروا ، واستعينوا بالغدوة والروح وشئ من ادلجة.
(حب والعسكري في الامثال عن أبي هريرة).
5385 - ألا أنبئكم بخياركم ؟ خياركم أطولكم أعمارا في الاسلام إذا سددوا.
(ع عن أنس) (طب عن عبادة بن الصامت).
5386 - ألا أنبئكم بأعجب من ذلك ؟ رسول الله نبيكم ينبئكم بما كان قبلكم ، وبما هو كائن بعدكم ، فاستقيموا وسددوا فان الله عزوجل لا يعبأ بعذابكم شيئا ، وسيأتي قوم لا يدفعون عن أنفسهم بشئ.
(حم طب عن أبي كبشة).
5387 - إياكم والوصال ، قيل : إنك تواصل ؟ قال : إنكم لستم في ذلك مثلي ، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني ، فاكلفوا من العمل ما تطيقون.
(خ م عن أبي هريرة).
5388 - لا تواصلوا ، قالوا : إنك تواصل ، قال : إني لست مثلكم إني أبيت طيعمني ربي ويسقيني.
(حم عن أبي هريرة).
5389 - أيها الناس إن دين الله يسر.
(حم وابن سعد عن عاصم
(3/42)

ابن هلال عن غاضرة بن عروة الفقيمي عن أبيه).
5390 - تساندا وتطاوعا وبشرا ولا تنفرا (طس عن ابن عمر).
5391 - تكاتفا ولا تعصيا ويسرا ولا تعسرا.
(طب عن أبي موسى).
5392 - خذوا من العبادة ما تطيقون ، وإياكم أن يتعود أحدكم عبادة فيرجع عنها ، فانه ليس شئ أشد عن الله من أن يتعود الرجل العبادة ثم يرجع عنها.
(الديلمي عن ابن عباس).
5393 - خذوا الناس بالميسر لا تملوهم ، فان المؤمن رفقاء رحماء.
(الديلمي عن أنس).
5394 - سددوا وقاربوا ، ولن ينجي أحدا منكم عمله ، قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال ولا أنا ، إلا يتغمدني الله منه برحمته.
(حب عن أبي هريرة وجابر معا).
5395 - سددوا وقاربوا ، وابشروا واعلموا أنه لن يدخل أحدكم عمله الجنة ، قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله بمغفرة ورحمة.
(حم خ م عن عائشة).
5396 - قاربوا وسددوا و أبشروا واعلموا أنه لن ينجوا أحد منكم بعمله ، قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله
(3/43)

عزوجل برحمة منه وفضل.
(حم م و الدرامي حب وأبو عوانة عن جابر) (حم ه حب عن أبي هريرة) (م عن عائشة).
5397 - ما منكم من أحد ينجيه عمله ، قيل : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله برحمته ، ولكن سددوا.
(حب عن أبي هريرة).
5398 - سددوا وأبشروا فان الله عزوجل ليس إلى عذابكم بسريع وسيأتي قوم لا حجة لهم.
(عن طب ص عن عبد الله بن بشر).
5399 - سددوا وقاربوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ، ولن
يحافظ على الوضوء إلا مؤمن.
(حب هب عن ثوبان).
5400 - عليكم من العمل ما تطيقون فان الله تعالى لا يمل حتى تملوا.
(حب عن عمران بن حصين).
5401 - عليكم يا أيها الناس من العمل ما تطيقون ، فان الله تعالى لا يمل حتى تملوا ، وإن أحب الاعمال إلى الله أدومها ، وإن قل.
(محمد بن نصر عن أبي هريرة).
5402 - عويمر ، سلمان أعلم منك لا تحقحق (1) فتقطع ، ولا تحبس
__________
1) الحقحقة : المتعب من السير وهو اشاره إلى الرفق في العبادة.
النهاية في غريب الحديث (1 / 412).
ص (*)
(3/44)

فتسبق تقصد تبلغ سير الركاب تطأ فيها البردين والخفقتين من الليل.
(ابن سعد عن قتادة مرسلا).
5403 - يا أبا الدرداء إن لجسدك عليك حقا ، وإن لاهلك عليك حقا ، وإن لربك عليك حقا ، فأعط كل ذي حق حقه ، فأفطر وصم وقم ونم ، وأئت أهلك.
(حل عن أبي جحيفة).
5404 - ما ازداد عبد قط فقها في دينه إلا ازداد قصدا في عمله.
(أبو نعيم عن ابن عمر).
5405 - لتصل ما علقت فإذا خشيت أن تغلب فلتنم.
(عبد ابن حميد عن أنس).
5406 - من أعطي الرفق في الدنيا ينفعه في الاخرة.
(البغوي عن رجل).
5407 - من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير ،
ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير.
(حم ت حسن صحيح) (طب ق عن أبي الدرداء).
5408 - من أعطي حظه من الرفق أعطي حظه من خير الدنيا والاخرة ، ومن رحم حظه من الرفق حرم حظه من خير الدنيا والآخرة وصلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمرن الديار ، ويزدن في
(3/45)

الاعمار.
(عن عائشة) (حم ت عن أبي الدرداء).
5409 - من حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من خير الدنيا والآخرة ومن أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الدنيا والآخرة (الحكيم عن عائشة).
5410 - من رفق بأمتي رفق الله به ، ومن شق على أمتي شق الله عليه (ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن عائشة).
5411 - مهلا يا عائشة إن الله يحب الرفق في الامر كله.
(خ عن عائشة).
5412 - لا تشددوا على أنفسكم فانما هلك من كان قبلكم بتشديدهم على أنفسهم ، وستجدون بقاياهم في الصوامع والديارات.
(ابن قانع طب هب عن سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه عن جده).
5413 - لا تعجلوا بالبلئ قبل نزولها ، وقاربوا وسددوا ، فان عجلتم بها قبل نزولها فانها ستبل بكم السيل ههنا وههنا (طب عن معاذ).
5414 - لا تكابدوا هذا الليل ، فانكم لا تطيقونه ، وإذا نعس أحدكم فلينم على فراشه فانه أسلم.
(الديلمى عن أنس).
5215 - لا يكون الرافق في شئ إلا زانه.
(خ في الادب
ص عن أنس).
(3/46)

5416 - يا أبا بكر سدد وقارب تنج.
(حل عن أبي بكر).
5417 - يا أيها الناس إنكم لن تفعلوا ولن تطيقوا كل ما أمرتم به ولكن سددوا وقاربوا وأبشروا.
(ص حم د وابن سعد وابن خزيمة ع والبغوي والباوردي وابن قانع طب عد ق ص عن الحكم بن حزن الكلفي).
5418 - يا أيها الناس إن دين الله يسر (طب عن عروة الفقيمي).
5419 - يا عثمان إن الله قد أبدلنا بالرهبانية ، الحنيفية السمحة والتكبير على كل شرف ، فان كنت منا فاصنع كما نصنع.
(طب عن أبي أمية الطائفي عن جده سعيد بن العاص).
5420 - يا عثمان إن الرهبانية لم تكتب علينا أما لك في أسوة ؟ فو الله إن أخشاكم لله وأحفظكم لحدوده لانا.
(عبد الرزاق في المصنف طب عن عائشة).
5421 - يا عثمان أما لك في أسوة ؟ تقوم الليل وتصوم النهار ، إن لاهلك عليك حقا ولجسدك عليك حقا.
(طب عن أبي موسى).
5422 - يا عثمان إن الله لم يبعثني بالرهبانية ، وإن خير الدين عند الله الحنيفية السمحة.
(ابن سعد عن أبي قلابة) مرسلا.
5423 - يا عائشة انه من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه كنز
(3/47)

من خيري الدنيا والآخرة ، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من خيري الدنيا والآخرة.
(ابن أبي الدنيا في ذم الغضب والحكيم والخرائطي في مكارم الاخلاق حل وابن النجار عن عائشة).
5424 - يا عائشة إن الرفق لو كان خلقا ما رأى الناس أحسن خلقا منه ، ولو كان الخرق خلقا ، ما رأى الناس أقبح منه.
(الحاكم في الكنى عن عائشة).
5425 - يا عائشة ارفقي فان الله إذا أراد بأهل بيت كرامة دلهم على باب الرفق.
(ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن عطاء بن يسار).
5426 - لا ينجي أحدا عمله ، قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله منه برحمته ، فسددوا وقاربوا واغدوا وروحوا وشيئا من الدلجة ، والقصد القصد تبلغوا.
(حم كر عن أبي هريرة).
5427 - لن ينجي أحدا منكم عمله ، قالوا : ولا أنت يارسول الله ؟ قال : ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله برحمته ، ولكن سددوا وقاربوا واغدوا وروحوا وشيئا من الدلجة ، والقصد القصد تبلغوا (خ م عن أبي هريرة).
5428 - يسروا ولا تعسروا ، وبشروا ولا تنفروا ، وإذا غضبت فاسكت.
(ه د عن ابن عباس).
(3/48)

5429 - يسروا ولا تعسروا ، وسكنوا ولا تنفروا.
(ط حم خ م ن عن أنس).
5430 - ما رأيتما إعراضي عن الرجل ؟ فاني رأيت ملكين يدسان في فيه من أثمار الجنة ، فعلمت أنه مات جائعا.
حم عن جرير).
الاقتصاد والرفق في المعيشة 5431 - ما عال من اقتصد.
(حم عن ابن مسعود).
5432 - ما عال مقتصد.
(قط طب عن ابن عباس).
5433 - الاقتصاد نصف المعيشة ، وحسن الخلق نصف الدين.
خط عن أنس).
5434 - الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة ، والتودد إلى الناس نصف العقل ، وحسن السؤال نصف العلم.
(طب في مكارم الاخلاق هب عن ابن عمر).
5435 - التدبير نصف العيش ، والتودد نصف العقل ، والهم نصف الهرم ، وقلة العيال أحد اليسارين.
(القضاعي عن علي) (فر عن أنس).
(3/49)

5436 - لا عقل كالتدبير ولا رع كالكف ، ولا حسب كحسن الخلق.
(ه عن أبي ذر) (1).
5437 - من اقتصد أغناه الله ، ومن بذر أفقره الله ، ومن تواضع لله رفعه الله ، ومن تجبر قصمه الله.
(البزار عن طلحة).
5438 - من فقه الرجل رفقه في معيشته.
(حم طب عن أبي الدرداء).
5439 - من فقه الرجل أن يصلح معيشته ، وليس من حب الدنيا طلب ما يصلحك.
(عد حب عن أبي الدرداء).
5440 - من باع دارا ثم لم يجعل ثمنها في مثلها لم يبارك له فيها.
(ه عن حذيفة) (2).
5441 - من باع منكم دارا أو عقارا ، فليعلم أنه مال قمن (3) أن لا يبارك له فيه ، إلا أن يجعله في مثله.
(حم ه عن سعيد بن حريث).
__________
1) رواه ابن ماجه في السنن برقم (4218) كتاب الزهد وقال في الزوائد
في اسناده القاسم بن محمد المصري وهو ضعيف.
ص.
2) رواه ابن ماجه في كتاب الرهون من باع عقارا ولم يجعل ثمنه في مثله برقم (2491) ، وفي الزوائد : في اسناده يوسف بن ميمون ضعفه احمد وغيره.
ص.
3) رواه ابن ماجه كتاب الرهون رقم (2490).
(*) =
(3/50)

5442 - من باع عقر دار من غير ضرورة سلط الله على ثمنها تالفا يتلفه.
(طس عن معقل بن يسار).
5443 - ما من عبد يبيع تالدا إلا سلط الله عليه تالفا.
(طب عن عمر).
5444 - إن الرفق رأس الحكمة.
(القضاعي عن جرير).
5445 - الرفق في المعيشة خير من بعض التجارة.
(قط في الافراد والاسماعيلي في معجمه طب هب عن جابر).
5446 - الرفق به الزيادة والبركة ، ومن يحرم الرفق يحرم الخير (طب عن جرير).
5447 - الرفق يمن والخرق شؤم.
(طس عن ابن مسعود).
5448 - الرفق يمن ، والخرق شؤم ، فإذا أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم باب الرفق ، فان الرفق لم يكن في شئ قط إلا زانه
__________
= وقال في الزوائد : حديث سعيد بن حريث ، اسماعيل بن ابراهيم ضعفه البخاري وأبو داود وغيرهما ، قال : ليس لسعيد بن حريث في الكتب الخمسة شئ ولا للمصنف سوى هذا الحديث.
والقمن : يقال قمن وقمن وقمين أي خليق وجدير ، فمن فتح الميم
لم يثن ولم يجمع ولم يؤنث لانه مصدر ، ومن كسر ثنى وجمع وأنث لانه وصف وكذلك القيمن.
النهاية في غريب الحديث (4 / 111).
ص.
(*)
(3/51)

وان الخرق لم يكن في شئ قط إلا شانه ، الحياء من الايمان ، والايمان في الجنة ، ولو كان الحياء رجلا لكان رجلا صالحا ، وإن الفحش من الفجور ، وإن الفجور في النار ، ولو كان الفحش رجلا لكان رجلا سوءا ، وإن الله لم يخلقني فحاشا.
(هب عن عائشة).
5449 - إن الله إذا أحب أهل بيت ادخل عليهم الرفق.
(ابن أبي الدنيا في ذم الغضب والضياء عن جابر).
5450 - إذا أراد الله بأهل بيت خيرا ادخل عليهم الرفق.
(حم ع هب عن عائشة) (البزار عن جابر).
5451 - إذا أراد بعبيد خيرا رزقهم الرفق في معاشهم ، وإذا أراد بهم شرا رزقهم الخرق (1) في معاشهم.
(هب عن عائشة).
5452 - إن أحدكم يأتيه الله برزق عشرة أيام في يوم ، فان هو حبس عاش تسعة أيام بخير ، وإن هو وسع قتر عليه تسعة أيام.
(فر عن أنس).
__________
1) الخرق بالضم : الجهل والحمق ، وقد خرق يخرق خرقا فهو أخرق ، والاسم الخرق بالضم اه.
النهاية في غريب الحديث (2 / 29).
ص.
(*)
(3/52)

الاكمال 5453 - الرفق في المعيشة خير من بعض التجارة.
(قط في
الافراد كر عن جابر).
5454 - إياكم والسرف في المال والنفقة ، وعليكم بالاقتصاد فما افتقر قوم قط اقتصدوا.
الديلمي عن أبي أمامة).
5455 - إذا أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق.
(حم خ في التاريخ وابن أبي الدنيا في ذم الغضب هب عن عائشة) (ه عن جابر).
5456 - إذا أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم بابا من الرفق (الخرائطي في مكارم الاخلاق عن عائشة).
5458 - ما أعطي أهل بيت الرفق إلا نفعهم ، ولا منعوه إلا ضرهم.
(البغوي وأبو نعيم كر عن عبد الله بن معمر القرشي) قال البغوي ولا أعلم له غيره ، وقال غيره هو مرسل.
5459 - أن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على الخرق ، فإذا أحب الله عبدا أعطاه الرفق ، ما من أهل بيت يحرمون الرفق إلا حرموا (ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن جرير).
(3/53)

5460 - إن الله ليعطي على الرفق ما لا يعطي على الخرق ، فإذا أحب الله عبدا أعطاه الرفق ، ما من أهل بيت يحرمون الرفق إلا قد حرموا.
(طب عن جابر).
5461 - إن الرفق يمن ، والخرق شؤم ، وإن الله عزوجل إذا أراد بأهل بيت خيرا أدخل عليهم باب بالرفق ، وان الرفق لم يكن في شئ إلا زانه ، وإن الخرق لم يكن في شئ إلا شانه.
(الخرائطي في مكارم الاخلاق عن عائشة).
5462 - من باع دارا ولم يشتر بمثنها دارا لم يبارك له فيها ، ولا في
شئ من ثمنها.
(ق عن حذيفة).
5463 - من باع عقدة وهو يجد بادا من بيعها وكل بذلك المال من يتلفه.
(الحكيم عن عمران بن حصين).
4564 - لا يبارك في ثمن أرض ولا دار لا يجعل في أرض ولا دار.
(حم عن سعيد بن زيد) (1).
5465 - من باع عقدة مال سلط الله عليها تالفا يتلفها.
(حم عن عمران بن حصين).
5466 - من فقهك رفقك في معيشتك (عد هب عن أبي الدرداء).
__________
1) مسند الامام أحمد (ج / 1 ص 190).
(3/54)

5467 - يا أبا الهيثم إياك واللبون ، إذبح لنا عناقا.
(ك عن ابن عباس).
الاستثناء 5468 - إن من تمام إيمان العبد أن يستثني في كل شئ.
(طس عن أبي هريرة).
5469 - قال سليمان بن داود : لاطوفن الليلة على مائة امرأة ، كلهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله ، فقال له صاحبه : قل إن شاء الله ولم يقل إن شاء الله فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق إنسان ، والذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لم يحنث وكان دركا لحاجته.
(حم ق ن عن أبي هريرة).
5470 - إن سليمان بن داود كان له أربعمائة امرأة وستمائة سرية فقال يوما : لاطوفن الليلة على ألف امرأة ، فتحمل كل واحدة منهن
بفارس يجاهد في سبيل الله ، ولم يستثن ، فطاف عليهن فلم تحمل واحدة منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق إنسان ، والذي نفسي بيده لو استثنى فقال : إن شاء الله لولد له ما قال فرسان ، ولجاهدوا في سبيل الله.
(الخطيب وابن عساكر عن أبي هريرة) وفيه اسحاق بن بشر كذاب).
(3/55)

5471 - قال سليمان بن داود : لاطوفن الليلة على مائة امرأة ، كلهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله ، فقال له صاحبه : قل إن شاء الله ، فلم يقل إن شاء الله : فطاف عليهن فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة ، جاءت بشق إنسان ، والذي نفس محمد بيده ، لو قال إن شاء الله لم يحنث ، وكان دركا لحاجته ، يجاهدون في سبيل الله فرسانا أجمعون.
(حم خ م ن عن أبي هريرة) (1).
الاكمال 5472 - يا أيها الناس استثنوا ولو بعد شهر.
(الديلمي عن ابن عمر).
__________
1) رواية " مسلم في صحيحه " كان لسيلمان ستون امرأة : باب الاستثناء رقم (1654).
وفى رواية ثانية : لاطوفن الليلة على سبعين امرأة ، وعلى تسعين امرأة صحيح مسلم (3 / 1275).
وفي صحيح البخاري (8 / 182) باب الاستثناء في الايمان عن أبي هريرة لاطوفن الليلة على تسعين امرأة اه ص (*)
(3/56)

الاستقامة
5473 - استقم ، ولتحسن خلقك للناس.
(طب ك هب عن ابن عمرو).
5474 - استقيموا ولن تحصوا ، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن.
(حم ه ك هق عن ثوبان) (ه طب عن ابن عمر) (طب عن سلمة بن الاكوع).
5475 - استقيموا ونعما إن استقمتم ، وخير أعمالكم الصلاة ، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن.
(ه عن أبي أمامة) (طب عن عبادة ابن الصامت).
5476 - أحب الاعمال إلى الله أدومها وإن قل.
(ق عن عائشة).
5477 - قل آمنت بالله ثم استقم.
(حم م ت ن ه عن سفيان ابن عبد الله الثقفي).
الاكمال 4578 - لو صليتم حتى تكونوا كالحنايا وصمتم حتى تكونوا كالاوتار ثم كان الاثنان أحب اليكم من الواحد لم تبلغو الاستقامة.
(أبو عبد الله
(3/57)

محمد بن اسحاق بن يحيى بن منده حدثنا محمد بن فارس البخلي حدثنا حاتم الاصم عن شقيق بن إبراهيم البلخي عن ابراهيم بن أدهم عن مالك بن دينار عن أبي مسلم الخولاني عن عمر - وابن عساكر من طريقه وقال : مالك ابن دينار لم يسمع من أبي مسلم (والديلمي).
5479 - إن تستقيموا تفلحوا.
(تمام ص عن ثوبان).
اصلاح ذات البين 5480 - ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟
إصلاح ذات البين ، فان فساد ذات البين هي الحالقة.
(حم ت د عن أبي الدرداء).
5481 - إياكم وسوء ذات البين ، فانها الحالقة (ت عن أبي هريرة).
5482 - اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ، فان الله تعالى يصلح بين المؤمنين يوم القيامة.
(عن ك عن أنس).
5483 - أفضل الصدقة اصلاح ذات البين.
(طب هب عن ابن عمر).
5484 - إن اصلاح ذات البين أعظم من عامة الصلاة والصيام.
(طب عن علي).
(3/58)

الاكمال 5485 - ألا أخبركم بخير من كثير من الصلاة الصدقة ؟ والصلاح ذات البين إياكم والبغضاء ، فانما هي الحالقة.
(قط في الافراد عن أبي الدرداء).
5486 - ألا أدلكم على صدقة يحبها الله ورسوله ؟ اصلاح ذات البين ، إذا تفاسدوا (أبو سعيد السمان في مشيخته عن أنس).
5487 - اصلاح ذات البين خير من عامة الصلاة والصوم.
(الديلمي عن علي).
5488 - يا أبا أيوب : ألا أدلك على صدقة يرضي الله ورسوله موضعها ؟ تصلح بين الناس إذا تفاسدوا) وتقرب بينهم إذا تباعدوا.
(ط د عبد بن حميد طب عن أبي أيوب).
5489 - ألا أدلكم على شئ خير من الصلاة والصيام ؟ اصلاح
ذات البين وإياكم والبغضاء فانها الحالقة (1) (طب عن أبي الدرداء).
__________
1) في اللسان والهروي : البغضاء الحالقة ا ه.
النهاية لابن الاثير (1 / 428).
ص (*)
(3/59)

الامانة 5490 - إن الامانة نزلت في جذر (1) قلوب الرجال ، ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة ، ينام الرجل النومة فتقبض الامانة من قلبه فيظل أثرها مثل الشوكة ، ثم ينام النومة فتقبض الامانة من قبله فيظل أثرها مثل المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرا وليس فيه شئ ، فيصبح الناس يتبايعون لا يكاد أحد يؤدي الامانة حتى يقال إن في بني فلان رجلا أمينا ، حتى يقال للرجل : ما أجلده ؟ ما أظرفه ؟ ما أعقله ؟ وما في قلبه حبة خردل من ايمان.
(حم ق ت ه عن حذيفة).
5491 - إن أول ما يرفع من الناس الامانة ، وإن آخر ما يبقى الصلاة ورب مصل لاخير فيه.
(هب عن عمر).
5492 - الامانة غنى.
(القضاعي عن أنس).
5493 - الامانة تجلب الرزق ، والخيانة تجلب الفقر.
(فر عن جابر) (القضاعي عن علي).
__________
1) جذر : بفتح الجيم وسكون الذال : أي أصل القلوب اه من القاموس والنهاية لابن الاثير.
ح (*)
(3/60)

5494 - أد الامانة إلى من ائتمنك ، ولا تخن من خانك.
(تخ
د ت لك عن أبي هريرة) (قط ص والضياء عن أنس) (طب عن أبي أمامة) (قط عن أبي بن كعب) (د عن رجل من الصحابة).
5495 - أول ما يرفع من الناس الامانة ، وآخر ما يبقى من دينهم الصلاة ، ورب مصل لا خلاق له عند الله.
(الحكم عن زيد بن ثابت).
5496 - أو لما تفقدون من دينكم الامانة.
(د عن شداد بن أوس).
5497 - لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا صلاة له ، وموضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد.
(طس عن ابن عمر).
الاكمال 5497 - الامانة عز.
(الديلمي عن ثوبان).
5499 - الامانة تجر الرزق ، والخيانة تجر الفقر.
(القضاعي عن علي).
5500 - لا إيمان لمن لا أمانة له ، والمتعدي في الصدقة كمانعها (عد ق عن أنس) (طب عن عبادة بن الصامت).
(3/61)

5501 - لا إيمان لمن لا أمانة له ، والذي نفسي بيده ، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا.
(طب عن أبي أمامة).
5502 - لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا صلاة لمن وضوء له.
(هب عن ثوبان).
5503 - لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له ، والذي نفس محمد بيده لا يستقيم دين عبد حتى يستقيم لسانه ولا يستقيم لسانه حتى يستقيم قلبه.
ولا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه ، قيل : يا رسول الله ما البوائق ؟ قال غشه وظلمه ، وأيما رجل أصاب مالا من
غير حله وأنفق منه لم يبارك له فيه ، وإن تصدق لم تقبل منه ، وما بقي فزاده إلى النار ، ان الخبيث لا يكفر الخبيث ، ولكن الطيب يكفر الطيب.
(1) (طب عن ابن مسعود).
5504 - لن تزال أمتي على الفطرة ما لم يتخذوا الامانة مغنما ، والزكاة مغرما.
(ص عن ثوبان).
5505 - إن أول شئ يرفع من هذه الامة الامانة ، والخشوع حتى لا تكاد ترى خاشعا.
(ابن المبارك عن سمرة بن جندب) مرسلا.
5506 - إن أول ما يرفع من الناس الامانة وآخر ما يبقي من دينهم الصلاة ورب مصل لا خلاق له عند الله.
(الحكيم عن زيد بن ثابت).
__________
1) ولعل الصواب هو أن يكوم : ولكن الطيب يكفر الخبيث.
والله أعلم.
ص.
(*) =
(3/62)

5507 - إن أول ما يذهب من هذا الدين الامانة ، وآخر ما يبقى منه الصلاة ، وسيصلى من لا خير فيه ، وما استجاز قوم الزنا إلا استوجبوا حرب الله ورسوله ، ولا ظهرت فيهم المعازف والغناء ، إلا صمت قلوبهم ، ولا ركبوا الزهو (1) والبهاء إلا عميت أبصارهم ، ولا تكبروا إلا حرموا نفع الوحي ، ولا تركوا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا نكست قلوبهم ، حتى لا يعرفون معروفا ، ولا ينكرون منكرا.
(ابن عساكر عن واصل بن عبد الله السلامي عمن حدثه).
5508 - من قدر على طمع من طمع الدنيا فاداه (2) ولو شاء لم يؤده زوجه الله عزوجل من الحور العين حيث شاء.
(طب عن أبي أمامة).
__________
= حديث عبد الله بن مسعود رواه احمد في مسنده (1 / 387) وآخر فقرة منه : إن الله عزوجل لا يمحوا السئ بالسئ ولكن يمحوا السئ بالحسن إن الخبيث لا يمحوا
الخبيث.
وحديث آخر : عن مسروق عن عبد الله يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الخبيث لا يكفر السئ ولكن الطيب يكفر السئ.
الحلية (2 / 97).
1) الزهو : الكبر والفخر اه النهاية في غريب الحديث (2 / 323).
ص.
2) قوله فأداه : لعل المراد أدى حق الله فيه فليتأمل اه ح.
(*)
(3/63)

الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 5509 - ما من رجل ينعش بلسانه حقا فعمل به بعده إلا جرى عليه أجره إلى يوم القيامة ، ثم وفاه ثوابه يوم القيامة.
(حم عن أنس).
5510 - أحب الجهاد إلى الله عزوجل كلمة حق تقال لامام جائر.
(حم طب عن أبي أمامة).
5511 - أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر.
(ه عن أبي سعيد) (حم ه طب هب عن أبي أمامة) (حم ن هب عن طارق ابن شهاب) مرسلا.
5512 - أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر وأمير جائر (خط عن أبي سعيد).
5513 - الجهاد أربع : الامر بالمعروف ، والنهى عن المنكر ، والصدق في مواطن الصبر ، وشنآن الفاسق.
(حل عن علي) (1).
__________
1) لدى مراجعتي لكتاب الحلية (5 / 10) رأيت : وشنآن الفاسقين ، وقال في آخر الحديث غريب من حديث محمد تفرد به الرصافي.
وفي منتخب كنز العمال : وشنآن الفاسق.
ومعنى الشنآن : يرفع عنكم الطاعون والشدة.
شنأ ؟ من شنئت : أبغضت أه النهاية في غريب الحديث (2 / 503).
ص (*)
(3/64)

5514 - إن من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر.
(ت عن أبي سعيد).
5515 - إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة ، حتى تكون العامة تستطيع تغير على الخاصة ، فإذا لم تغير العامة على الخاصة عذب الله العامة والخاصة.
(حم طب عن عدي بن عميرة) (1).
5516 - إن التارك للامر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس مؤمنا بالقرآن ولا بي.
(خط عن زيد بن أرقم).
5517 - إن الناس إذا رأوا المنكر ولا يغيرونه أوشك أن يعمهم الله بعقابه.
(حم عن أبي بكرة).
5518 - تقربوا إلى الله ببغض أهل المعاصي ، والقوهم بوجوه مكفهرة والتمسوا رضا الله بسخطهم ، وتقربوا إلى الله بالتباعد منهم.
(ابن شاهين في الافراد عن ابن مسعود).
__________
1) عدي بن عميرة الكندي أبو زرارة والد الذي قبله وهو : عدي بن عدي بن عميرة بن فروة.
وفد على النبي ثلى الله عليه وسلم وروى عنه شيئا يسيرا وعن أخيه العرس بن عميرة ان كان محفوظا ، وتوفي بالكوفة (40) ه تهديب التهديب (7 / 169).
عميرة : بالفتح جماعة هكذا ضبطه ابن حجر في تبصير المنتبه (3 / 972).
ص (*)
(3/65)

5519 - غشيتكم السكرتان : سكرة حب العيش ، وحب الجهل فعندك ذلك لا تأمرون بالمعروف ولا تنهون عن المنكر ، والقائمون بالكتاب والسنة كالسابقين الاولين من المهاجرين والانصار.
(حل عن عائشة).
5520 - لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ، أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم.
(البزار طس عن أبي هريرة).
5521 - مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا فلا يستجاب لكم.
(ه عن عائشة).
5522 - مروا بالمعروف وإن لم تفعلوه ، وانهوا عن المنكر وإن لم تجتنبوه كله.
(طص عن أنس).
5523 - من أمر بمعروف فليكن أمره ذلك بمعروف.
(هب عن ابن عمرو).
5524 - من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فان لم يستطع فبلسانه ، فان لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الايمان.
(حم م 4 عن أبي سعيد) (1).
__________
1) صحيح مسلم في كتاب الايمان رقم (78) عن أبي سعيد.
(*) =
(3/66)

5525 - خذوا على أيدي سفهائكم.
(طب عن النعمان بن بشير).
5526 - ستكون امراء فتعرفون وتنكرون ، فمن كره برئ ، ومن أنكر سلم ولكن من رضي وتابع.
(م د عن أم سلمة) (1).
5527 - إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول يا هذا اتق الله ودع ما تصنع ، فانه لا يحل لك ، ثم
يلقاه من الغد فلا يمنعه ، ذلك ان يكون اكيله وشريبه وقعيده ، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ، كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على أيدي الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا أو ليضربن الله بقلوب بعظكم على بعض ، ثم يلعنكم كما لعنهم.
(د عن ابن مسعود) (2).
__________
= والترمذي أبواب الفتن باب ما جاء في تغيير المنكر باليد أو باللسان أو بالقلب رقم (2173) وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح.
وقال في تحفة الاحوذي (6 / 394) أخرجه مسلم وأحمد في مسنده وأصحاب السنن.
ص 1) وآخر فقرة من هذا الحديث هي : قالوا : أفلا نقاتلهم ؟ قال : لا ما صلوا ، صحيح مسلم كتاب الامارة باب وجوب الانكار على الامراء ، رقم (1854).
ص 2) ورواه الترمذي كتاب التفسير رقم (3051) عن أبي عبيدة.
وتحفة الاحوذي (7 / 414).
ص.
(*)
(3/67)

5528 - لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي ، فنهتهم علماؤهم فلم ينتهوا فجالسواهم في مجالسهم ، وآكلوهم وشاربواهم ، فضرب الله قلوب بعضهم ببعض ، ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم ، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ، لا والذي نفسي بيده حتى تأطروهم على الحق أطرا.
(حم ت عن ابن مسعود) (1) 5529 - والذي نفس محمد بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من عنده ، ثم لتدعنه فلا
يستجاب لكم.
(حم ت عن حذيفة).
5530 - إنه سيكون عليكم أئمة تعرفون وتنكرون ، فمن أنكر فهو برئ ، ومن كره فقد سلم ، ولكن من رضي وتابع.
(حم ت عن أم سلمة) (2).
__________
1) رواه الترمذي برقم (3050) وقال هذا حديث حسن غريب.
تأطيروهم : بهمزة ساكنة وبكسر الطاء : أي تعطفوه عليه.
وقال في تحفة الاحوذي (7 / 413) أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه قال المنذري : وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه فهو منقطع.
وفي مسند أحمد (1 / 391).
ص.
2) ورواه مسلم في صحيحه عن أم سلمة رضي الله عنها كتاب الامارة - باب وجوب الانكار عن الامراء...(*) =
(3/68)

5531 - بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيتم شحا مظاعا وهو متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، فعليك بخاصة نفسك ، ودع عنك أمر العوام ، وإن من ورائكم أيام الصبر الصبر فيهن مثل القبض على الجمر ، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعلمون مثل عملكم ، قالوا يا رسول الله : أجر خمسين منهم ؟ قال : لا بل أجر خمسين منكم.
(د ت ه حب عن أبي ثعلبة الخشني).
5532 - ما من نبي بعث الله في أمة من قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويتقدون بأمره ، ثم إنها تخلف منهم من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ، ويفعلون ما لا يأمرون ، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ، ليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل.
(حم م
عن ابن مسعود) (1).
5533 - مثل القائم على حدود الله والمداهن فيها كمثل قوم استهموا على سفينة في البحر ، فأصاب بعضهم أعلاها ، وأصاب بعضهم
__________
= فيما يخالف الشرع وترك قتالهم ما صلوا ونحو ذلك رقم (63).
والترمذي كتاب الفتن رقم (2266).
ص.
1) صحيح مسلم كتاب الايمان رقم (80) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
وكذا في مسند أحمد (1 / 458).
ص (*)
(3/69)

أسفلها ، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقال الذين في أعلاها لا ندعهم يصعدون فيؤذونا ، فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا ، فان يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا.
(حم خ ت عن النعمان ابن بشير) (1).
5534 - لا يحقرن أحدكم نفسه أن يرى أمر الله تعالى فيه مقال ، فلا يقول : يا رب خشيت الناس ، فيقول : فاياي كنت أحق أن تخشى.
(حم ه عن أبي سعيد).
5535 - ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي هم أعز وأكثر ممن يعمله ثم لا يغيروه إلا عمهم الله منه بعقاب.
(حم د ه حب عن جرير).
5536 - الذنب شؤم على غير فاعله ، إن غيره ابتلي وإن اغتابه أثم وإن رضي به شاركه.
(فر عن أنس).
5537 - إذا عملت الخطيئة في الارض ، كان من شهدها فأنكرها كمن غاب عنها ، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها.
(هق عن
أبي هريرة) (د عن العرس بن عميرة).
__________
1) صحيح البخاري عن النعمان بن بشير كتاب الشركة - باب هل يقرع في القسمة.
والترمذي أبواب الفتن رقم (2174) ، وقال : هذا حديث حسن صحيح.
ص (*)
(3/70)

5538 - من حضر معصية فكرهها فكأنما غاب عنها ، ومن غاب عنها فرضيها فكأنما حضرها.
(هق عن أبي هريرة).
5539 - إذا خفيت الخطيئة لا تضر إلا صاحبها ، وإذا ظهرت فلم تغير ضرت العامة.
(طس عن أبي هريرة).
5540 - إذا رأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول له : إنك ظالم فقد تودع منهم.
(حم طب ك هب عن ابن عمرو) (طس عن جابر).
5541 - إذا رأيتم الامر لا تستطيعون تغييره ، فاصبروا حتى يكون الله هو الذي يغيره.
(عد هب عن أبي أمامة).
5542 - إن الله ليسأل العبد يوم القيامة حتى يسأله : ما منعك إذا رأيت المنكر أن تنكره ؟ فإذا لقن الله العبد حجته قال : يا رب رجوتك وفرقت من الناس.
(حم ه حب عن أبي سعيد).
5543 - إن الناس إذا رأوا ظالما فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه.
(ت ه د عن أبي بكر) (1).
__________
1) رواه الترمذي برقم (3059) كتاب التفسير وبرقم (2169) كتاب الفتن عن أبي بكر الصديق.
وقال هذا حديث حسن صحيح وقال في تحفة الاحوذي (7 / 423) ، وأخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه اه ص (*)
(3/71)

5544 - إن الله لا يقدس أمة لا يأخذ الضيف حقه من القوي وهو غير متعتع.
(هق عن أبي سفيان بن الحارث).
5545 - إن الله لا يقدس أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع.
(ه عن أبي سعيد).
5546 - إن الله لا يقدس أمة لا يعطون الضعيف منهم حقه.
(طب عن ابن مسعود).
5547 - كيف يقدس الله أمة لا يأخذ ضعيفها حقه من قويها وهو غير متعتع.
(عن هق عن بريدة).
5548 - لا يقدس الله أمة لا يؤخذ من شديدهم لضعيفهم.
(ه حب عن جابر).
5549 - إنه لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع (ه عن أبي سعيد).
5550 - إن أحدكم مرآة أخيه ، فإذا رأي به أذى فليمطه عنه.
(ت عن أبي هريرة).
كتاب البر رقم [ 1930 ].
5551 - إن من أمتي قوما يعطون مثل أجور أولهم ، ينكرون المنكر.
(حم عن رجل).
(3/72)

5552 - الآمر بالمعروف كفاعله.
(يعقوب بن سفيان في مشيخته) (فر عن عبد الله بن جراد).
5553 - بحسب امرئ إذا رأى منكرا لا يستطيع له تغيير أن يعلم الله تعالى أنه له منكر.
(طب تخ عن ابن مسعود).
الاكمال 5554 - أيها الناس إن الله تعالى يقول : مروا بالمعروف ، وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوني فلا أجيبكم ، وتسألوني فلا أعطيكم ، وتستغفروني فلا أغفر لكم.
(الديلمي عن عائشة).
5555 - أيها الناس ان الله تعالى يقول : مروا بالمعروف ، وانهوا عن المنكر من قبل أن تدعوني فلا أجيب لكم ، وتسألوني فلا أعطيكم ، وتستغفروني فلا أنصركم ، (ق والديلمي عن عائشة).
5556 - من رأى منكم منكرا فغيره بيده فقد برئ ، ومن لم يستطع أن يغيره بيده فغيره بلسانه فقد برئ ، ومن لم يستطع أن يغيره بلسانه يغيره بقبله فقد بري ، وذلك أضعف الايمان.
(ن عن أبي سعيد).
5557 - يا أيا ثعلبة : مروا بالمعروف ، وتناهوا عن المنكر ، فإذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة ، ورأيت أمرا لابد لك
(3/73)

من طلبه فعليك نفسك ، ودهم وعوامهم ، فان وراءكم أياما الصبر ، صبر فيهن كقبض على الجمر ، للعامل فيهن أجر خمسين يعمل مثل عمله.
(ق عن أبي ثعلبة).
5558 - يا نيام : الله عليكم ، يا بني أبي مروا بالمعروف ، وأنهوا عن المنكر.
(ابن قانع عن حميد بن حماس عن أبيه) قال : دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نيام فقال : فذكره.
5559 - وجب عليكم الامر بالمعروف والنهى عن المنكر ما لم تخافوا أن يؤتى اليكم مثل الذي نهيتم عنه ، فإذا خفتم ذلك فقد حل لكم السكوت.
(أبو نعيم والديلمي عن المسور).
5560 - لا تأمر بالمعروف ولا تنه عن المنكر حتى تكون عالما ، وتعلم ما تأمر به.
(ابن النجار والديلمي عن ابن عمر).
5561 - لا ينبغي للرجل أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر حتى يكون فيه خصال ثلاث : رفيق بما يأمر ، رفيق بما ينهى ، عالم بما ينهى عدل فيها ينهى.
(الديلمي عن ابان عن أنس).
5562 - لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من عنده ، ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم.
(ق عن حذيفة).
(3/74)

5563 - لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليبعثن الله عليكم العجم فليضربن رقابكم ، وليكونن أشداء لا يفرون.
(نعيم بن حماد في الفتن عن الحسن) مرسلا.
5564 - من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ، هو خليفة الله في الارض ، وخليفة كتابه ، وخليفة رسوله.
(الديلمي عن ثوبان).
5565 - ألا أخبركم بأقوام ليسوا بأنبياء ولا شهداء ؟ يغبطهم يوم القيامة الانبياء والشهداء بمنازلهم من الله على منابر من نور يرفعون ؟ الذين يحببون عباد الله إلى الله ، ويحببون الله إلى عباده ، و يمشون في الارض نصحاء ، قيل : كيف يحببون عباد الله إلى الله ؟ قال : يأمرونهم بما يحب الله وينهونهم عما يكرهه الله ، فإذا أطاعوهم أحبهم الله.
(هب وأبو سعيد النقاش في معجمه وابن النجار عن أنس).
5566 - إنى لاعرف ناسا ما هم أنبياء ، ولا شهداء ، يغبطهم الانبياء والشهداء بمنزلتهم يوم القيامة ، الذين هم يحبون الله ، ويحببونه
إلى خلقه ، يأمرونهم بطاعة الله ، فإذا أطاعوه أحبهم.
(بز عن أبي سعيد) وضعف.
5567 - لا يمنعن أحدكم هيبة الناس أن يقول الحق إذا رآه أو سمعه.
(حم وعبد بن حميد ع طب ق عن أبي سعيد).
(3/75)

5568 - لا يمنعن أحدكم مخافة الناس أن يتكلم بالحق إذا علمه.
(ابن النجار عن ابن عباس).
5569 - إن أحدكم ليسأل يوم القيامة حتى يكون فيما يسأل عنه أن يقال : ما منعك أن تنكر المنكر إذا رأيته ؟ فمن لقاه الله عزوجل حجته قال : يا رب رجوتك وخفت الناس.
(حم عن أبي سعيد).
5570 - ألا لا يمنعن أحدكم هيبة الناس أن يقول الحق إذا رآه أنى ذكر بعظم الله ، لا يقرب من أجل ولا يبعد من رزق.
(ع عن أبي سعيد).
5571 - إنها ستكون فتنة لا يستطيع المؤمن أن يغير فيها بيده ولا بلسانه ، قيل : يا رسول الله هل ينقص ذلك من إيمانهم ؟ قال : لا ، إلا كما ينقص القطر من السقاء : قيل : ولم ذلك ؟ قال : يكرهون بقلوبهم.
(طب عن عبادة بن الصامت).
5572 - مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا الله فلن يستجيب لكم ، وقبل أن تستغفروا فلن يغفر لكم ، إن الامر والنهي عن المنكر لا يفوت أجلا ، وإن الاحبار من اليهود والرهبان من النصارى لما تركوا الامر بالمعروف والنهى عن المنكر لعنهم الله عزوجل على لسان
(3/76)

أنبيائهم ثم عمهم البلاء.
(حل عن ابن عمر) (1).
5573 - إن من كان قبلكم من بني إسرائيل إذا عمل العامل منهم الخطيئة فنهاه الناهي تعذيرا ، فإذا كان الغد جالسه وآكله وشاربه ، وكأنه لم يه على خطيئة ، فلما رأى الله تعالى ذلك منهم ضرب بقلوب بعضهم على بعض ، ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ، والذي نفس محمد بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدي المسئ ولتأطرنه على الحق أطرا ، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ، ويلعنكم كما لعنهم.
(طب عن أبي موسى).
5574 - إن الله لا يقدس قوما لا يعطي الضعيف منهم حقه.
(ابن سعد عن يحيى بن جعدة) مرسلا (2).
5575 - إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه.
(العدني والحميدي د ت حسن صحيح ه ق
__________
1) الحديث رواه أبو نعيم في الحلية (8 / 287) وضبطناه بموجب ألفاظ الحلية.
اه ص 2) يحيى بن جعدة بن هبيرة القرشي المخرومي ، قال أبو حاتم والنسائي : ثقة وذكره ابن حبان في الثقات.
قال ابن حجر : قال الحربي في العلل لم يدرك ابن مسعود.
تهذيب التهذيب (11 / 192).
ص (*)
(3/77)

عن أبي بكرة).
5576 أفضل الجهاد كلمة عدل عند إمام جائر ، أفضل الجهاد كلمة حكم عند إمام جائر.
(طب عن واثلة).
5577 أيما قوم عمل فيهم بالمعاصى ، هم أعز وأكثر و لم يغيروا
إلا عمهم الله بعقابه.
(ابن أبي الدنيا في كتاب الامر بالمعروف و النهي عن المنكر عن جرير).
5578 إذا ظهر السوء فلم ينهوا عنه أنزل الله بهم بأسه ، قيل : وإن كان فيهم الصالحون ؟ قال : نعم يصيبهم ما أصابهم ، ثم يصيرون إلى مغفرة الله ورحمته.
(نعيم بن حماد في الفتن ك عن مولاة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
55979 إذا ظهرت المعاصي في أمتي ، عمهم الله بعذاب من عنده قيل : أما في الناس يومئذ صالحون ؟ قال : بل يصيبهم ما أصاب الناس ، ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان.
(حم طب عن أم سلمة).
5580 إن بني إسرائيل لما وقع فيهم النقص كان الرجل يرى أخاه يقع على الذنب فينهاه عنه ، فإذا كان الغد لم يمنعه ما رأى منه أن يكون أكيله وشريبه وخليطه ، فضرب الله قلوب بعضهم ببعض ونزل فيهم القرآن : (لعن الذين كفروا من بني اسرائيل) الآيات حتى تأخذوا
(3/78)

على يدي الظالم فتأطروه على الحق أطرا.
(ت ه عن ابن مسعود) (د ت ه) عن أبي عبيدة) مرسلا.
5581 إن من آية سخط الله على العباد أن يسلط عليهم صبيانهم في مساجدهم ، فينهوهم فلا ينتهون.
(الديلمي عن ابن عباس).
5582 الخطيئة إذا خفيت لا تضر إلا صاحبها ، وإذا ظهرت فلم تغير ضرت العامة.
(الديلمي عن أبي هريرة).
5583 بئس القوم قوم لا يقومون الله بالقسط ، وبئس القوم قوم يعمل فيهم بالمعاصي فلا يغيرون.
(الديلمي عن جابر).
5584 بئس القوم قوم يستحلون المحرمات بالشبهات ، وبئس القوم قوم لا يأمرون بالمعروف ، ولا ينهون عن المنكر.
(أبو الشيخ عن ابن مسعود).
5585 تقربوا إلى الله تعالى ببغض أهل المعاصي ، والقوهم بوجوه مكفهرة (1) * (هاش ص 79) * مكفهر : أي عابس قطوب النهاية في غريب الحديث (4 / 193).
ص.
، والتمسوا رضا الله بسخطهم ، وتقربوا إلى الله بالتباعد منهم (ابن شاهين الديلمي عن ابن مسعود).
5586 خذوا على أيدي سفهائكم قبل أن يعمهم الله بعقابه.
(ابن النجار عن أبي بكر).
(3/79)

5587 فلم ابتعثني الله إذا ، إن الله لا يقدس أمة لا يؤخذ للضعيف فيهم حقه.
(الشافعي ق عن يحيى بن جعدة).
(461 5588) كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفها من قويها.
(طب عن عباس).
5589 لمقام أحدكم في الدنيا يتكلم بحق يرد به باطلا ، أو ينصر به حقا أفضل من هجرة معي.
(أبو نعيم عن عصمة بن مالك).
5590 ما قدس الله أمة لا يأخذون للضعيف منهم حقه غير متعتع (طب عن عبد الله بن أبي سفيان).
5591 ما قدس الله تعالى أمة لا يأخذ ضعيفها الحق من قويها غير متعتع (1) ، من انصرف غريمه من حقه عنده وهو راض عنه صلت عليه دواب الارض ونون الماء ، ومن انصر ف غريمه وهو ساخط كتب عليه في كل يوم وليلة وجمعة وشهر ظلم.
(طب عن خولة
بنت قيس).
5592 ما من أحد يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي يقدرون
__________
1) غير متعتع : بفتح التاءين : أي من غير أن يصيبه أذى يقلقه اه من النهاية لابن الاثير.
ح.
(*)
(3/80)

على أن يغيروا عليه إلا أصابهم الله بعقاب قبل أن يموتوا.
(ابن النجار عن جرير).
5593 ما من رجل يكون في قوم يعمل بمعاصي الله فيهم وهم أكثر منه وأعز ، ثم يدهنوا في شأنه ، إلا عاقبهم الله.
(طب حل عن ابن مسعود).
5594 ما من رجل يكون في قوم فيعمل فيهم بالمعاصي وهم أكثر منه وأعز ثم لم يذهبوا.
(كر عن ابن مسعود).
5595 ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي يقدرون على أن يغيروا ولا يغيروا إلا أوشك أن يعمهم الله منه بعقاب.
(ق عن أبي بكر).
5596 مثل المقيم على حدود الله والمداهن في حدود الله والمنهمك فيهما كمثل ثلاثة في سفينة ، قال : وذكر الحديث.
(الرامهرمزي عن النعمان بن بشير).
5597 مدهن في حدود الله والراكب حدود الله عزوجل والآمر بها والناهي عنها كمثل قوم استهموا على سفينة من سفن البحر ، فأصاب بعضهم مؤخر السفينة ، وأبعدها عن المرفق ، وكانوا سفهاء ، فكانوا إذا أتوا على رحال القووم آذوهم ، فقالوا : نحن أقرب أهل السفينة من المرفق وأبعدها من الماء وبيننا وبين المرفق أن نخرق السفينة ، ثم
(3/81)

نسده إذا استقينا منه ، فقال ضرباؤه من السفهاء : فادخل فدخل فأهوى إلى فاس يضرب به عرض السفينة ، فاشرف عليه رجل منهم ونشده ما تصنع ؟ قال نحن أقربكم إلى المرفق وأبعدكم منه ، أخرق دف هذه السفينة ، فإذا استقينا سددناه ، قال : لا تفعل ، فانك إلا تهلك ونهلك (طب عن النعمان بن بشر).
5598 من أرعب صاحب بدعة ملا الله قلبه أمنا وإيمانا ، ومن انتهر صاحب بدعة آمنه الله من الفزع الاكبر ، ومن أهان صاحب بدعة رفعه الله في الجنة درجة ، ومن لان له لقيه تبشبشا فقد استخف بما أنزل على محمد.
(ابن عساكر عن ابن عمر).
5599 من أعرض عن صاحب بدعة بغضا له ملا الله قلبه أمنا وإيمانا ، ومن انتهر صاحب بدعة آمنه الله يوم الفزع الاكبر ، ومن أهان صاحب بدعة رفعه الله في الجنة مائة درجة ، ومن سلم على صاحب بدعة أو لقيه بالبشر واستقبله بما يسره فقد استخف بما أنزل الله على محمد (الخطيب عن ابن عمر) وقال : تفرد به الحسن بن خالد أبو الجنيد وغيره أوثق منه.
5600 من أنعش حقا بلسانه جرى له أجره حتى يأتي الله يوم القيامة فيوفيه ثوابه.
(سمويه حل عن أنس).
(3/82)

5601 من عمل بالمعاصي بين ظهراني قوم هو مثلهم لم يمنعهم من ذلك حتى يغيروا المنكر فقد برئت منه ذمة الله.
(طب عن أبي أمامة).
5602 من شهد أمرا فكرهه كان كمن غاب عنه ، ومن غاب عن أمر فرضي به كان كمن شهده.
(ع عن السيد الحسين).
5603 من كانت عنده نصيحة لذي سلطان فلا يكلمه بها علانية ، وليأخذه بيده ، فليخل به ، فان قبلها ، وإلا كان أدى الذي له والذي عليه.
(طب ك ق وتعقب عن عياض بن غنم وهشام بن حكيم معا).
5604 من مشى مع مظلوم حتى يثبت له حقه ثبت الله تعالى قدميه يوم تزل الاقدام.
(أبو الشيخ وأبو نعيم عن ابن عمر).
5605 والذي نفسي بيده ليخرجن من أمتي من قبورهم في صورة القردة والخنازير بمداهنتهم في المعاصي ، وكفهم عن النهي وهم يستطيعون.
(أبو نعيم عن عبد الرحمن بن عوف).
5606 لا تقدس أمة لا يأخذ ضعيفها الحق من قويها وهو غير متعتع.
(ابن عساكر عن عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث ابن عبد المطلب).
(3/83)

5607 لا تقدس أمة لا يقضى فيها بالحق ويأخذ الضعيف حقه من القوي غير مضطهد.
(طب حل والنقاش في القضاة كر عن ابن عمرو ومعاوية معا).
5608 لا قدست أمة لا يقضى فيها فيأخذ ضعيفها حقه من قويها غير متعتع.
(حل وأبو سعيد النقاش في القضاة عن معاوية وابن عمرو معا).
5609 لا قدست أمة لا يؤخذ فيها للضيف حقه غير متعتع.
(طب عن مخارق) (ع عن أبي سعيد).
5610 لا يقدس الله أمة لا يقضى فيها بالحق فيأخذ ضعيفها حقه من قويها غير متعتع.
(أبو سعيد النقاش في القضاة عن معاوية وابن عمرو معا).
5611 لا يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفها حقه من قويها.
(النقاش عن عائشة) وفيه حكام بن سلم.
5612 لا يقوم بدين الله إلا من حاطه من جميع جوانبه.
(أبو نعيم عن علي).
5613 يكون في آخر الزمان قوم يحضرون السلطان فيحكمون
(3/84)

بغير حكم الله ، ولا ينهونه فعليهم لعنة الله.
(أبو نعيم والديلمي عن ابن مسعود).
5614 لا ينبغي لنفس مؤمنة ترى من يعصي الله فلا تنكر عليه.
(الحكيم عن حسين بن علي).
5615 إن فعلت ذلك فان ذلك علي ، ما عليهم منه شئ.
(حم طب ك عن معاوية بن حيدة (1) أن أخاه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إنهم يزعمون أنك تدعو إلى الامر وتخالف إلى غيره قال فذكره.
__________
1) هو : معاوية بن حيدة بن معاوية بن قشير ، نزل البصرة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وحيدة : بفتح المهملتين بينهما تحتانية ساكنة.
تهذيب التهذيب (10 / 205).
ص.
(*)
(3/85)

حرف الباء
بذل المجهود 5616 إن الله تعالى يحمد على الكيس ويلوم على العجز فإذا غلبك الشئ فقل : حسبي الله ونعم الوكيل.
(طب عن عوف بن مالك).
5617 إن الله تعالى يلوم على العجز ولكن عليك (1) بالكيس فإذا غلبك الشئ ، فقل : حسبي الله ونعم الوكيل.
(د عن عوف ابن مالك).
الاكمال 5618 إن الله عزوجل ليلوم على العجز فأنل من نفسك الجهد ، فان غلبت فقل : توكلت على الله ، أو حسبي الله ونعم الوكيل.
طب عن أبي أمامة).
__________
1) عليك بالكيس : بفتح الكاف وسكون الياء ، هو العقل اه قاموس.
ح (*)
(3/86)

البذاذة والتقشف 5619 البذاذة من الايمان.
(حم ت ك عن أبي أمامة الحارثي).
5620 إن الله تعالى يحب المؤمن المتبذل الذي لا يبالي ما لبس.
(هب عن أبي هريرة).
الاكمال 5621 ألا تستمعون ألا تستمعون إن البذاذة من الايمان ، إن البذاذة من الايمان.
(د ت ص ه عن عبد الله بن أبي أمامه عن عبد الله بن كعب بن مالك عن عن أبي أمامة) (ص عن عبد الله بن أبي أمامة عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبي أمامة) وروى عبد الله بن أبي أمامة عن أبيه قال ص : يحتمل أن يكون سمع منهما عن أبيه ومن أبيه قال المزي (1)
: ورواه عبد الله بن المنيب بن عبد الله بن أبي أمامة عن أبيه عن محمود بن لبيد عن أبي أمامة
__________
1) هو : يوسف بن الزكي عبد الرحمن " تعرف بأيي الحاج : المزي " بن يوسف بن عبد الملك بن يوسف بن علي بن أبي الزهر الحلبي الاصل المزي أبو الحجاج جمال الدين الحافظ.
ولد سنة (654) بالمعقلية بظاهر حلب وأخذ عن الشيخ محي الدين (*) =
(3/87)

5622 البذاذة من الايمان ، البذاذة من الايمان ، البذاذة من الايمان.
(حم ه (1) طب والحاكم في الكنى ك هب وأبو نعيم ص عن عبد الله بن أبي أمامة وثعلبة الحارثي عن أبيه).
5623 يا أبا ذر إلبس الخشن الضيق حتى لا يجد العز والفخر فيك مساغا.
(ابن منده عن أنيس بن الضحاك السلمي) وقال : غريب وفيه انقطاع.
__________
= النووي وتوفي سنة (742).
قال الذهبي : كان خاتمة الحفاظ وناقد الاسانيد والالفاظ.
وتوفي سنة (742).
الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر (5 / 233).
وذكر مصنف التاج المكلل (ص / 476) عن مؤلفات المزي : 1 تهذيب الكمال.
2 تحفد الاشراف بمعرفة الاطراف : يقع في ثمان مجلدات لم يطبع.
ص.
1) ابن ماجه كتاب الزهد باب من لا يؤبه له برقم (4118).
والبذاذة : القشافة يعني التقشف.
(*)
(3/88)

حرف التاء التقوى 5624 آل محمد كل تقي.
(طس عن أنس).
5625 إتق الله فيما تعلم.
(تخ ت عن يزيد بن سلمة الجعفي).
5626 أكرم الناس أتقاهم.
(ق عن أبي هريرة).
5627 من أصبح وهمه التقوي ثم أصاب فيما بين ذلك ذنبا غفر الله له.
(ابن عساكر عن ابن عباس).
5628 اتق الله في عسرك ويسرك.
(أبو قرة الزبيدي في سننه عن طليب بن عرفة).
5629 اتق الله حيثما كنت ، واتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن.
(حم ت ك هب عن أبي ذر) (حم ت هب عن معاذ) (ابن عساكر عن أنس).
ومر برقم [ 5246 ].
5630 إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي.
(حم م عن سعد ابن أبي وقاص).
5631 إن معادن التقوى تعلمك إلى ما قد علمت علم ما لم تعلم والنقص فيما قد علمت قلة الزيادة فيه ، وإنما يزهد الرجل في علم ما لم
(3/89)

يعلم قلة الانتفاع بما قد علم.
(خط عن جابر).
5632 أنظر فانك لست بخير من أحمر ولا أسود إلا أن تفظله بتقوى.
(حم عن أبي ذر).
5633 أوصيك بتقوى الله ، والتكبير على كل شرف.
(ه عن أبي هريرة).
5634 الحسب المال ، والكرم التقوى (حم ت ه ك عن سمرة).
5635 خير الزاد التقوى ، وخير ما ألقي في القلب اليقين.
(أبو الشيخ في الثواب عن ابن عباس).
5636 عليك بتقوى الله ، والتكبير على كل شرف.
(ت عن أبي هريرة).
5637 الكرم التقوى ، والشرف التواضع ، واليقين الغنى.
(ابن أبي الدنيا في اليقين عن يحيى بن أبي كثير) مرسلا.
5638 لكل شئ معدن ، ومعدن التقوى قلوب العارفين.
(طب عن ابن عمر) (هب عن عمر).
5639 ما أتقاه ، ما أتقاه ، ما أتقاه راعي غنم على رأس جبل تقيم فيها الصلاة.
(طب عن أبي أمامة).
(3/90)

5640 من اتق الله كل لسانه ولم يشف غيظه.
(ابن أبي الدنيا في التقوى عن سهل بن سعد).
5641 من رزق تقى فقد رزق خير الدنيا والآخرة.
(أبو الشيخ عن عائشة).
5642 لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا لما به بأس.
(ت ه ك عن عطية السعدي) (1).
5643 إن الله يقول يوم القيامة أمرتكم فضيعتم ما عهدت اليكم فيه ، ورفعتم أنسابكم ، فاليوم أرفع نسبي ، وأضع أنسابكم ، أين المتقون ؟ أين المتقون ؟ إن أكرمكم عند الله أتقاكم.
(ك هب عن أبي هريرة).
5644 إن أولى الناس بي المتقون ، من كانوا ، وحيث كانوا.
(حم عن معاذ).
5645 إن أولى الناس بي المتقون ، من كانوا ، حيث كانوا (حم عن معاذ).
__________
1) عطية بن عروة السعدي صحابي نزل الشام روى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وصحح ابن حبان أنه عطية بن عروة بن سعد اه ص.
تهذيب التهذيب (7 / 227).
(*)
(3/91)

الاكمال 5646 أكرم الناس أتقاهم (خ م عن أبي هريرة) (1) 5647 التقي كريم على الله ، والفاجر شقي هين على الله.
(أبو الشيخ عن ابن عمر).
5648 كرم الرجل تقواه ، ومروءته عقله ، وحسبه خلقه.
(العسكري عن أبي هريرة).
5649 كرم الدنيا الغنى ، وكرم الآخرة التقوى ، وخلقتم من ذكر وأنثى.
(الديلمي عن ابن عباس).
5650 شرف الدنيا الغنى ، وشرف الاخرة التقوى ، وأنتم من ذكر وأنثى شرفكم غناكم ، وكرمكم تقواكم ، وأحسابكم أخلاقكم.
وأنسابكم أعمالكم.
(الديلمي عن عمر).
5651 الناس لآدم وحواء ، كطف الصاع ، لن يملؤه إن لا يسألكم عن أحسابكم ولا أنسابكم يوم القيامة أكرمكم عند الله أتقاكم (ابن سعد وابن جرير عن عقبة بن عامر).
__________
1) قيل يارسول الله من أكرم الناس ؟ قال : أتقاهم.
صحيح البخاري (4 / 216) وصحيح مسلم كتاب الفضائل باب من فضائل يوسف عليه السلام برقم
(2378).
مر برقم [ 5626 ].
ص.
(*)
(3/92)

5652 يا أيها الناس إن ربكم واحد ، وإن أباكم واحد ، ولا فضل لعربي على عجمي ، ولا عجمي على عربي ، ولا أحمر على أسود ، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، ألا هل بلغت ؟ فليبلغ الشاهد الغائب.
(هب عن جابر).
5653 المتقون سادة ، العلماء والفقهاء قادة ، أخذ عليهم أداء مواثيق العلم ، والجلوس إليهم بركة ، والنظر إليهم نور.
(الخطيب عن عائشة) (1).
5654 المتقون سادة والفقهاء قادة ، والجلوس إليهم زيادة ، وعالم ينتفع بعلمه أفضل من ألف عابد.
(الخليلي عن علي).
5655 إن ربكم واحد ، وإن أباكم واحد ، ودينكم واحد ، ونبيكم واحد ، ولا فضل لعربي على عجمي ولا عجمي على عربي ، ولا أحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى.
(ابن النجار عن أبي سعيد).
__________
1) ذكر القاري الهروي المتوفى سنة 1014 ه في كتابه : المصنوع في معرفة الحديث الموضوع رقم (42) ان الحديث موضوع على ما في الخلاصة ووضح فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في تعليقه على هذا الحديث ما يلي : رواه الطبراني في المعجم الكبير ورجاله موثقون كما في مجمع الزوائد للهيثمي (1 / 125 / 126) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
ص.
(*)
(3/93)

5656 إن الله عزوجل يحب العبد التقي الغني الخفي.
(حم م والعسكري في الامثال عن سعد) (1)
5657 إن أهل بيتي هؤلاء يرون أنهم أولى الناس بي ، وليس كذلك إن أوليائي منكم المتقون ، من كانوا ، وحيث كانوا ، اللهم إني لا أحل لهم فساد ما أصلحت وايم الله لتكفأ أمتي عن دينها كما يكفأ الاناء في البطحاء.
(طب عن معاذ).
5657 إن أولى الناس بي المتقون فأبصروا ، لا يأتي الناس بالاعمال يوم القيامة ، وتأتون بالدنيا فأصد عنكم وجهي.
(عن وابن أبي عاصم في الآحاد عن الحكم بن منهال أو ابن ميناء).
5659 إن أوليائي منكم المتقون ، وإن كان نسب أقرب من نسب ، يأتي الناس بالاعمال ، تأتون بالدنيا تحملونها على رقابكم ، تقولون : يا محمد فأقول : هكذا وهكذا (الديلمي عن معاذ).
__________
1) في مسند أحمد (1 / 167) : عن سعيد أبي وقاص رضي الله عنه ، وفي صحيح مسلم كتاب الزهد والرقائق رقم (2965).
الخفي : المراد به الخامل المنقطع إلى العبادة والاشتغال بأمور نفسه وفي هذا الحديث حجة لمن يقول : الاعتزال أفضل من الاختلاط.
ص.
ومر برقم [ 5930 ].
(*)
(3/94)

5660 إن أوليائي منكم المتقون ، فان كنتم أولئك فذاك ، وإلا فابصروا ، ثم أبصروا ، لا يأتين الناس بالاعمال ، وتأتون بالاثقال ، فيعرض عنكم ، إن قريشا أهل أمانة ، من بغاهم العواثر (1) كبه الله لمنخره.
(ك عن اسماعيل بن عبيد بن رفاعة الزرقي عن أبيه عن جده) (2).
5661 ألا إن أوليائي منكم ليسوا بني فلان ، ولكن أوليائي منكم المتقون ، من كانوا ، وحيث كانوا.
الحكيم عن عمرو بن العاص).
5662 يا معشر قريش إن أوليائي منكم المتقون ، فان كنتم تتقون الله فأنتم أوليائي ، وإن كان غيركم اتقى الله فهو أولى بي ، إن هذا الامر فيكم ما استقمتم على الحق ، فإذا عدلتم عنه لحاكم الله كما تلحي (3)
__________
1) وفيه : ان قرشيا أهل أمانة من بغاها العواثير كبه الله لمنخريه ويروى (العواثر).
العواثير : جمع عاثور وهو المكان الوعث الخشن لانه يعثر فيه.
وقيل : هو حفرة تحفر ليقع فيها الاسد وغيره فيصاد.
النهاية في غريب الحديث (3 / 182).
ص.
2) هو : اسماعيل بن عبيد ويقال : ابن عبيد الله بن رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان الزرقي روى عن أبيه عن جده ، وذكر ابن حبان في الثقات.
تهذيب التهذيب (1 / 318).
ص.
3) تلحا العصا : ازال قشرها عنها اه قاموس.
ح.
العصا.
(الديلمي عن أبي سعيد).
(*)
(3/95)

5663 إنك لن تدع شيئا اتقاء لله عزوجل إلا أعطاك الله خير منه.
(حم ن والبغوي عن رجل من أهل البادية).
5664 عليك بتقوى الله ، وإذا قمت من عند القوم فسمعتهم يقولون لك ما يعجبك فأته ، وإذا سمعتهم يقولون لك ما تكره فاتركه.
(ابن سعد عن ضرغامة بن عليبة بن حرملة (1) عن أبيه عن جده).
5665 لا دين لمن لا تقية له.
(الديلمي عن علي).
5666 يا أيها الناس اتخذوا التقوى تجارة يأتكم الرزق بلا بضاعة ولا تجارة ، ثم قرأ : (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب).
(طب وابن مردويه حل عن معاذ).
5667 إن الله تعالى خلق مائة رحمة ، كل رحمة ملء ما بين السماء والارض ، قسم منها رحمة بين الخلائق ، بها تعطف الوالدة على ولدها ، وبها يشرب الوحش والطير الماء ، وبها يتراحم الخلائق ، فإذا
__________
1) هو : حرملة بن عبد الله التميمي العنبري صحابي ، ويقول ابن حجر : حرملة بن عبد الله بن إياس.
نسب في بعض الروايات إلى جده.
وأورد له البغوي من طريق : ضرغامة بن عليبة بن حرملة العنبري عن أبيه عن جده وكان حرملة من المصلين وكان له مقام قام فيه حتى غاصت قدمه من طول القيام.
اه ص.
تهذيب التهذيب (2 / 228).
(*)
(3/96)

كان يوم القيامة قصرها على المتقين وزادهم تسعا وتسعين (ك عن أبي هريرة).
5668 إن الله تعالى خلق مائة رحمة ، فرحمة بين خلقه يتراحمون بها ، وادخر لاوليائه تسعة وتسعين.
(طب عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده).
5669 إن الله تعالى خلق مائة رحمة ، رحمة قسم بين الخلائق ، وتسعة وتسعين إلى يوم القيامة.
(طب عن ابن عباس).
5670 إن الله خلق يوم خلق السموات والارض مائة رحمة ، كل رحمة طباقها طباق السموات والارض ، فقسم رحمة بين جميع الخلائق
وادخر تسعة وتسعين رحمة لنفسه ، فإذا كان يوم القيامة رد هذه الرحمة ، فصارت مائة رحمة يرحم بها عباده.
(ك عن أبي هريرة).
5671 نفس ابن آدم شابة ، ولو التقت ترقوتاه من الكبر ، إلا من امتحن الله قلبه للتقوى ، وقليل ما هم.
(الحكيم عن مكحول مرسلا) (ابن المبارك عن أبي الدرداء) موقوفا
(3/97)

التؤدة والتأني والتبيين 5672 التؤدة والاقتصاد والسمت الحسن جزء من أربعة وعشرين جزأ من النبوة.
(عبد بن حميد طب والضياء عبد الله بن سرجس) (1).
5673 التؤدة في كل شئ خير إلا في عمل الآخرة.
(د ك هب عن سعد).
5674 الاناة من الله والعجلة من الشيطان.
(ت عن سهل ابن سعد) (2).
__________
1) هو عبد الله بن سرجس المزني وقيل المخزومي حليف لهم : صحابي سكن البصرة ، وذكر البخاري في تاريخه وابن حبان في التابعين من كتاب الثقات.
قال ابن حجر : مفهوم البخاري وابن حبان لم يذكرا : عبد الله بن سرجس في الصحابة وليس كذلك فقد ذكراه فيهم لكنهما أفردا الذي روى عن أبي هريرة بتجرمة فكأنهما عندهما اثنان والله أعلم.
تهذيب التهذيب (5 / 332).
وذكر هذا الحديث الترمذي في كتاب البر باب ما جاء في التأني والعجلة برقم (2011) عن عبد الله بن سرجس المزني.
وقال : هذا حديث
حسن غريب.
ص.
2) في كتاب البر باب ما جاء في التأني والعجلة رقم (2013) عن (*) =
(3/98)

5675 التأني من الله ، والعجلة من الشيطان.
(هب عن أنس).
5676 إذا أردت أمرا فتدبر عاقبته ، فان كان خيرا فامضه ، وإن كان شرا فانته.
(ابن مبارك في الزهد عن أبي جعفر عبد الله بن مسور الهاشمي) مرسلا.
5677 إذا أردت أمرا فعليك بالتؤدة ، حتي يريك الله منه المخرج (خد هب عن رجل من بلي).
5678 من تأنى أصاب أو كاد ، ومن عجل أخطأ أو كاد.
(طب عن عقبة بن عامر).
5679 إذا تأنيت أصبت أو كدت تصيب ، وإذا استعجلت أخطأت أو كدت تخطئ.
(هق عن ابن عباس).
5680 التبيين من الله ، والعجلة من الشيطان فتبينوا.
(ابن أبي الدنيا في ذم الغضب والخرائطي في مكارم الاخلاق عن الحسن مرسلا).
__________
= سهل بن سعد الساعدي عن أبيه عن جده.
وقال الترمذي : هذا حديث غريب وفي بعض النسخ : حسن غريب ، راجع تحفة الاحوذي (6 / 153).
ص (*)
(3/99)

التوكل 5681 يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب ، هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون.
(خ عن ابن عباس) (حم م عن عمران بن حصين) (م عن أبي هريرة).
5682 عرضت علي الامم ، فرأيت النبي ومعه الرهط ، والنبي ومعه الرجل ، والرجلان ، والنبي ليس معه أحد ، إذ رفع لي سواد عظيم ، فظننت أنهم أمتي ، فقيل لي : هذا موسى وقومه ، ولكن انظر إلى الافق ، فنظرت فإذا سواد عظيم ، فقيل لي : انظر إلى الافق الآخر ، فإذا سواد عظيم ، فقيل لي : هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ، قيل : من هم ؟ قال هم الذين : لا يرقون ، ولا يسترقون ، ولا يتطيرون ، ولا يكتوون ، وعلى ربهم يتوكلون.
(حم ق عن ابن عباس).
5683 سبعون ألفا من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب هم الذين لا يكتوون ، ولا يكوون ، ولا يسترقون ، ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون.
(البزار عن أنس).
5684 لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق
(3/100)

الطير تغدو خمصا ، وتروح بطانا.
(حم ت ه ك عن عمر).
5685 أبى الله أن يرزق عبده المؤمن إلا من حيث لا يحتسب (فر عن أبي هريرة) (هب علي).
5686 من سره أن يكون أقى الناس فليتوكل على الله.
(ابن أبي الدنيا في التوكل عن ابن عباس).
5687 إعقلها وتوكل.
(ت عن أنس).
5688 قيد وتوكل.
(هب عن عمرو بن أمية).
5689 - قيدها وتوكل.
(خط في رواة مالك وابن عساكر
عن ابن عمر).
5690 أوحى الله إلى داود : ما من عبد يعتصم بي دون خلقي أعرف ذلك من نيته فتكيده السموات بمن فيها إلا جعلت له من بين ذلك مخرجا ، وما من عبد يعتصم بمخلوق دوني أعرف ذلك من نيته إلا قطعت أسباب السموات بين يديه ، وأرسخت الهوى من تحت قدميه ، وما من عبد يطيعني إلا وأنا معطيه قبل أن يسألني ، وغافر له قبل ان يستغفرني (ابن عساكر عن كعب بن مالك).
5691 يا غلام إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ
(3/101)

الله تجده تجاهك ، إذا سألت فسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الامة لو أن الامة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك ، جفت الاقلام ورفعت الصحف.
(حم ت ك عن ابن عباس).
الاكمال 5692 أوحى الله عزوجل إلى داود : وعزتي ما من عبد يعتصم بي دون خلقي أعرف ذلك من نيته فتكيده السموات بمن فيها والارض بمن فيها إلا جعلت له ما بين ذلك مخرجا ، وما من عبد يعتصم بمخلوق دوني أعرف ذلك من نيته إلا قطعت أسباب السماء بين يديه وأرسخت (1) الهواء من تحت قدميه وما من عبد يطيعني إلا وأنا معطيه قبل أن يسألني ومستجيب له قبل أن يدعوني ، وغافر له قبل أن يستغفرني.
(تمام وابن عساكر والديلمي عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه)
وفيه يوسف بن السفر متروك يكذب وقال البيهقي : هو في عداد
__________
1) وارسخت الهواء : قال الراغب في مفرداته : والهواء ما بين السماء والارض اه فيكون المعنى ليس تحت أقدامه شئ يستند عليه.
ح.
(*)
(3/102)

من يضع الحديث (1).
5693 من توكل على الله كفاه مؤنته ، ورزقه من حيث لا يحتسب ومن انقطع إلى الدنيا وكله الله إليها.
(الديلمي عن عمران بن حصين والشاشي وابن جرير).
5694 لو توكلت على الله حق توكله لرزقت كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا.
(هب عن عمر).
5695 إعقلها وتوكل.
(ت غريب وابن خزيمة حل هب ص عن أنس) قال : يحيى بن سعد هو منكر (حب ك هب عن عمرو ابن أمية الضميري).
5696 التوكل بعد الكيس موعظة.
(الديلمي عن عائذ ابن قريظ).
5697 لم يتوكل من استرقى واكتوى.
(ط هب عن المغيرة وشعبة).
__________
1) يوسف بن السفر أبو الفيض الدمشقي كاتب الاوزاعي.
قال النسائي : ليس بثقة ، وقال الدارقطني : متروك يكذب ، وقال أبو زرعة وغيره : متروك.
ميزان الاعتدال (4 / 466).
ص.
(*)
(3/103)

5698 قيدها وتوكل.
(الخطيب في رواة مالك وابن عساكر
عن ابن عمر) قال قلت يا رسول الله : أرسل وأتوكل ؟ قال فذكره ، وفيه محمد بن عبد الرحمن بن بجير بن يسار قال الخطيب متروك.
(طب هب وابن عساكر عن جعفر بن عمرو بن أمية الضميري عن أبيه مثله).
5699 وعدني ربي أن يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفا بغير حساب ، هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون قلت أي رب زدني ، قال لك : بكل واحد من السبعين سبعون ألفا ، قلت أي رب إنهم لا يكلمون ، قال إذا نكملهم لك من الاعراب.
(ابن سعد عن عمر بن عمير).
5700 يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب ، هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون.
(خ عن ابن عباس) (حم م) عن عمران بن حصين) (م عن أبي هريرة) (طب عن خباب) (ورواه قط في الافراد عن ابن عباس) وزاد بعد قوله ولا يتطيرون ولا يعتافون.
5701 يدخل الجند سبعون ألفا بغير حساب ، لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون.
(أبو نعيم عن خباب ابن الارت).
(3/104)

5702 عرضت علي الانبياء بأممها ، فجعل النبي يمر ومعه الثلاثة والنبي ومعه العصابة ، والنبي ومعه النفر ، والنبي وليس معه أحد ، حتى عرض علي موسى معه كبكبة من بني إسرائيل فأعجبوني ، فقلت من هؤلاء ؟ فقيل : هذا أخوك موسى ومعه بنو إسرائيل ، قلت فأين أمتي ؟ قيل : انظر عن يمينك ، فنظرت فإذا الظراب قد سد بوجوه الرجال ، ثم قيل
لي : انظر عن يسار فنظرت فإذا الافق قد سد بوجوه الرجال ، فقيل لي أرضيت ؟ فقلت رضيت يا رب ، فقيل لي : إن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ، فدى لكم أبي وأمي ، إن استطعتم أن تكونوا من السبعين ألفا فافعلوا ، فان قصرتم فكونوا من أهل الضراب ، فان قصرتم فكونوا من أهل الافق ، فاني قد رأيت أناسا يتهاوشون كثيرا إني لارجو أن يكون من تبعني ربع أهل الجنة ، إني لارجو أن يكونوا شطر أهل الجنة ، فقام عكاشة فقال : ادع الله لي يا رسول الله أن يجعلني من السبعين ، فدعا له ، فقام آخر فقال ادع الله لي أن يجعلني منهم ، فقال سبقك بها عكاشة ، فقيل من هؤلاء السبعون الالف ؟ قال : هم الذين لا يكتوون ، ولا يسترقون ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون.
(عبد الرزاق في المصنف حم طب ك عن ابن مسعود).
5703 من أبل في شر الزمان إبلا واتخذ كنزا أو عقارا مخافة
(3/105)

الدوائر لقي الله يوم القيامة خائنا غالا.
(نعيم بن حماد في الفتن حدثنا المغيرة عن المهلب وأبي عثمان معا مرسلا).
التفكر 5704 تفكروا في كل شئ ، ولا تفكروا في ذات الله ، فان بين السماء السابعد إلى كرسيه سبعة آلاف نور ، وهو في ذلك.
(أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس).
5705 تفكروا في خلق الله ، ولا تفكروا في الله فتهلكوا (أبو الشيخ عن أبي ذر).
5706 تفكروا في الخلق ، ولا تفكروا في الخالق ، فانكم لا
تقدرون قدره.
(أبو الشيخ عن ابن عباس).
5707 تفكروا في آلاء الله تعالى ، ولا تفكرو ا في الله.
(أبو الشيخ طس عد هب عن ابن عمر).
5708 تفكروا في خلق الله ، ولا تفكروا في الله.
(أبو الشيخ حل عن ابن عباس).
5709 عودوا قلوبكم الترقب ، وأكثروا التفكر والاعتبار.
(فر عن الحكم بن عمير).
5710 فكرة ساعة خير من عبادة ستين سنة.
(أبو الشيخ في العظمة عن أبي هريرة).
(3/106)

الاكمال 5711 تفكر ساعة خير من قيام ليلة.
(صالح بن أحمد في كتاب التبصرة عن أنس) مرفوعا (أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس) موقوفا.
5712 التفكر في عظمة الله وجنته وناره ساعة خير من قيام ليلة وخير الناس المتفكرون في ذات الله ، وشرهم من لا يتفكر في ذات الله.
(أبو الشيخ عن نهشل (1) عن الضحاك عن ابن عباس).
5713 إلا في الله فلا تفكروا ثلاثا ، فتفكروا في عظم خلق الله ثلاثا.
(أبو الشيخ في العظمة عن يونس بن ميسرة) مرسلا.
5714 لا تفكروا في الله ، وتفكروا في خلق الله ، فان ربنا خلق ملكا قدماه في الارض السابعة السفلي ، ورأسه قد جاوز السماء العليا ،
ما بين قدميه إلى كعبيه مسيرة ستمائة عام ، والخالق أعظم من المخلوق
__________
1) نهشل بن سعيد البصري الضحاك بن مزاحم وغيره.
قال اسحاق بن راهوية : كان كذابا ، وقال أبو حاتم والنسائي متروك ، وقال يحيى والدارقطني : ضعيف.
ميزان الاعتدال (4 / 275).
ص.
(*)
(3/107)

(أبو الشيخ في العظمة حل عن عبد الله بن سلام) (1).
توسيد الامر إلى أهله من الاكمال 5715 إنكم يا أهل يمامة أخذق شئ باخلاط (2) الطين فأخلط لنا الطين.
(طب عن طلق بن علي).
5716 قدموا اليمامي من الطين فانه من أحسنكم لها مسا.
حب عن طلق) (3).
__________
1) ذكر القاري الهروي في كتابه الموضوعات الصغرى عند رقم (94) : تفكر ساعة.
ليس بحديث إنما هو كلام السري السقطي رحمه الله المتوفى سنة 253 ه وبين العجلوني في كشف الخفا حديث عبد الله بن سلام هذا عند رقم (1004) راجعه.
وذكره أبو نعيم في الحلية وآخر فقرة منه : ما بين قدميه إلى ركبته مسيرة ستمائة عام ، وما بين كعبيه إلى أخمص قدميه مسيرة ستمائة عام ، والخالق أعظم من المخلوق.
الحلية (6 / 67).
ص.
2) إخلاط الطين : قال في القاموس : وطين مختلط بتبن أو بقت اه منه.
ح.
3) هو طلق بن علي بن المنذر بن قيس بن عمرو بن عبد الله بن عمرو الحنفي السحيمي : نسبة إلى سحيم بطن من بني حنيفة.
أبو علي اليمامي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وعمل معه في بناء المسجد وروى عنه وذكره ابن السكن وقال يقال له : طلق بن ثمامة.
وفي الاصابة : قربوا الطين فانه أعرف.
تهذيب التهذيب (4 / 33).
ص.
(*)
(3/108)

تنزيل الناس منازلهم 5717 أنزلوا الناس منازلهم.
(م د عن عائشة).
5718 أنزل الناس منازلهم من الخير والشر ، وأحسن أدبهم على الاخلاق الصالحة.
(الخرائطي في مكارم الاخلاق عن معاذ) (1).
__________
1) ذكر مسلم في مقدمة صحيحه (1 / 6) ما يلي : عن عائشة رضي الله عنها قالت : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم.
وذكره الحاكم أبو عبد الله في كتابه : معرفة علوم الحديث في النوع السادس عشر وقال : هو حديث صحيح.
الحديث : عن ميمون بن أبي شبيب رحمه الله : أن عائشة رضي الله عنها مر بها سائل فأعطته كسرة ومر بها رجل عليه ثياب وهنية فأقعدته فأكل ، فقيل لها في ذلك ؟ فقالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنزلوا الناس منازلهم رواه أبو داود في كتاب الادب ولكن قال : ميمون لم يدرك عائشة.
قال ابن علان ما خلاصته من شرحه : دليل الفالحين (2 / 217) قال السخاوي : ورواه ابن خزيمة في صحيحه والبزار وأبو يعلي في مسنديهما والبيهقي في الادب والعسكري في الامثال ، ومداره عندهم على ميمون فالحديث منقطع وقال أيضا : هذا حديث حسن.
وفي المقاصد : وبالجملة فحديث عائشة : حسن اه.
وذكر العلجوني في كشف الخفاء رقم (590) حديث معاذ هذا.
وأورده أيضا برقم (629) بأبسط فراجعه.
ص.
(*)
(3/109)

التواضع 5719 التواضع لا يزيد العبد إلا رفعة ، فتواضعوا يرفعكم الله والعفو لا يزيد العبد إلا عزا ، فاعفوا يعزكم الله ، والصدقة لا تزيد المال إلا كثرة ، فتصدقوا يرحمكم الله عزوجل.
(ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن محمد بن عمير العبدي).
5720 إذا تواضع العبد رفعه الله إلى السماء السابعة.
(الخرائطي في مكارم الاخلاق عن ابن عباس).
5721 من يتواضع لله درجة يرفعه الله درجة حتى يجعله في عليين ومن يتكبر على الله درجة يضعه الله درجة حتى يجعله في أسفل السافلين.
(ه حب ك عن أبي سعيد).
5722 إن الله تعالى أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ، ولا يبغي أحد على أحد (م د ه عن عياض بن حمار) (1).
__________
1) رواه مسلم في صحيحه كتاب الجنة وصفة نعيمها عن عياض بن حمار المجاشعي باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار برقم (2865) و (4 / 2199).
وعياض بن حمار بن أبي حمار بن ناجية بن عقال بن محمد بن (*) =
(3/110)

5723 إن الله تعالى أوحى إلي أن تواضعوا ، ولا يبغ بعضكم على بعض.
(خده عن أنس).
5724 إن من التواضع لله الرضا بالدون من شرف المجالس.
(طب هب عن طلحة).
5725 تواضعوا وجالسوا المساكين تكونوا من كبراء الله ، وتخرجون من الكبر.
(حل عن ابن عمر) (1).
5726 صاحب الشئ أحق بشيئه أن يحمله إلا أن يكون ضعيفا يعجز عنه فيعينه عليه أخوه المسلم.
(طس وابن عساكر عن أبي هريرة).
5727 عليكم بالتواضع فان التواضع في القلب ، ولا يؤذين مسلم مسلما فلرب متضاعف في أطمار (2) لو أقسم على الله لابره.
(طب عن أبي أمامة).
__________
= سفيان بن مجاشع المجاشعي التميمي نسبه خليفة سكن البصرة ، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وله عند مسلم هذا الحديث المذكور انظره بطوله وأخذ المصنف هنا آخر فقرة منه وأوله : (ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم.
).
وعاش عياض إلى الحدود الخمسين.
تهذيب التهذيب (8 / 200).
1) الحليه لابي نعيم (8 / 197) عن ابن عمر وقال أبو نعيم : غريب.
ص.
2) الطمر : الثوب الخلق.
النهاية في غريب الحديث (3 / 138).
ص.
(*)
(3/111)

5728 ما استكبر من أكل مع خادمه وركب الحمار بالاسواق واعتقل الشاة فحلبها.
(خد هب عن أبي هريرة).
5729 ما من آدمي إلا وفي رأسه حكمة (1) بيد ملك فإذا تواضع قيل للملك : ارفع حكمته ، وإذا تكبر قيل للملك : ضع حكمته.
(طب
عن ابن عباس) البزار عن أبي هريرة).
5730 من تواضع لله رفعه الله.
(حل عن أبي هريرة).
5731 إلبس الخشن الضيق ، حتى لا يجد العز والفخر فيك مساغا.
(ابن منده عن أنيس بن الضحاك).
5732 تمعددوا (2)) واخشوشنوا وانتضلوا وامشوا حفاة.
(طب عن أبي حدرد).
5733 من ترك اللباس تواضعا لله وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رؤس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الايمان شاء يلبسها.
(ت ك عن معاذ بن أنس) (3).
__________
1) حكمة : بفتح الكاف والميم هي هنا بمعنى القدر والمنزلة كما في النهاية لابن الاثير والقاموس ، ولها معان كثيرة لكن بغير هذا الموضع.
ح.
2) تمعددوا قال في النهاية تمعدد الغلام إذا شب وغلظ ، وقيل : أراد تشبهوا بعيش معد بن عدنان وكانوا أهل غلظ وقشف أي كونوا مثلهم ودعوا التنعم وزي العجم اه.
ح.
3) رواه الترمذي عن معاذ بن أنس الجهني كتاب صفة القيامة رقم 2483 (*) =
(3/112)




___________________________________

Ibn Abi Syaibah mencatat dalam Al-Mushanaf (7/642) :

حدثنا وكيع عن إسرائيل عن عبد الأعلى عن ابن الحنفية قال: سمعته يقول لا إيمان لمن لا تقية له

Waki' meriwayatkan dari Israil dari Abdul a'la dari Ibn al-Hanafiyah : "seseorang yang tidak melakukan taqiyah tidak memiliki iman"

Perawi :
Waki bin Al-Jarah : Ibn Hajar berkata : 'Tsiqah' (Taqrib al-Tahdib, 2 /283) .
Israil bin Yunus : Ibn Hajar berkata: 'Tsiqah' (Taqrib al-Tahdib, 1/88) .
Abdul a'la bin Amir : Ibn Hajar berkata: 'Shaduq' (Taqrib al-Tahdib, 1/551).

Ibn Abi Syaibah mencatat dalam Al-Mushanaf (6 /474):

دخل بن مسعود وحذيفة على عثمان فقال عثمان لحذيفة بلغني أنك قلت كذا وكذا قال لا والله ما قلته فلما خرج قال له عبد الله ما لك فلم تقوله ما سمعتك تقول قال إني اشتري ديني بعضه ببعض مخافة أن يذهب كله

Ibn Mas'ud dan Hudzaifah datang menemui Ustman, lalau Ustman bertanya kepada Hudzaifah, "Telah sampai kabar kepadaku bahwa kau mengatakan ini dan itu", Hudzaifah menjawab; " Tidak Demi Allah, aku tidak mengatakan hal tersebut", ketika Hudzaifah pulang (Abdullah bin Mas'ud) bertanya kepadanya (hudzaifah); "Apa yang terjadi padamu? Kau tidak mengatakan apa yang aku pernah dengar kau katakan tentangnya?". Hudzaifah menjawab; "Aku membeli sebagian agamaku dengan sebagian ketakutan agar agamaku tidak hilang semuanya"

(atau dapat dilihat online المصنف : http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=4863&idto=4863&bk_no=10&ID=4548)

_________________________________________

أحاديث الأحكام

المصنف

عبد الله بن محمد بن أبي شيبة

دار الفكر
سنة النشر: 1414هـ/1994م
رقم الطبعة: -
عدد الأجزاء: ثمانية أجزاء

الكتب » المصنف » كتاب الجهاد » ما قالوا في المشركين يدعون المسلمين إلى غير ما ينبغي


مسألة: الجزء السابع
4863 [ ص: 642 ] ما قالوا في المشركين يدعون المسلمين إلى غير ما ينبغي ، أيجيبونهم أم لا ، ويكرهون عليه ؟ .

( 1 ) حدثنا ابن علية عن يونس عن الحسن أن عيونا لمسيلمة أخذوا رجلين من المسلمين فأتوه بهما ، فقال لأحدهما : أتشهد أن محمدا رسول الله ؟ قال : نعم ، فقال : أتشهد أن محمدا رسول الله ؟ قال : نعم ، قال : أتشهد أني رسول الله ، قال : فأهوى إلى أذنيه فقال : إني أصم ، قال : ما لك إذا قلت لك : تشهد أني رسول الله ، قلت إني أصم ، فأمر به فقتل ، وقال للآخر : أتشهد أن محمدا رسول الله ؟ قال : نعم ، فقال : أتشهد أني رسول الله ؟ قال : نعم ، فأرسله ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : هلكت ، قال : وما شأنك ؟ فأخبروه بقصته وقصة صاحبه ، فقال : أما صاحبك فمضى على إيمانه ، وأما أنت فأخذت بالرخصة .

( 3 ) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن مخارق بن خليفة عن طارق بن شهاب عن سلمان قال : دخل رجل الجنة في ذباب ودخل رجل النار ، مر رجلان على قوم قد عكفوا على صنم لهم وقالوا : لا يمر علينا اليوم أحد إلا قدم شيئا ، فقالوا لأحدهما : قدم شيئا ، فأبى فقتل ، وقالوا للآخر : قدم شيئا ، فقالوا : قدم ولو ذبابا ، فقال : وأيش ذباب ، فقدم ذبابا فدخل النار ، فقال سلمان : فهذا دخل الجنة في ذباب ، ودخل هذا النار في ذباب .

( 4 ) حدثنا وكيع قال ثنا جرير بن حازم عن قيس بن سعد عن عطاء في رجل أخذه العدو فأكرهوه على شرب الخمر وأكل الخنزير ، قال : إن أكل وشرب فرخصة ، وإن قتل أصاب خيرا .

( 5 ) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن برد عن مكحول قال : ليس في الخمر رخصة ؛ لأنها لا تروي .

( 6 ) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن عمر بن عطية قال : سمعت أبا جعفر يقول : التقية لا تحل إلا كما تحل الميتة للمضطر [ ص: 643 ]

( 7 ) حدثنا مروان عن عوف عن الحسن قال : التقية جائزة للمؤمن إلى يوم القيامة إلا أنه كان لا يجعل في القتل تقية .

( 8 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن جريج عن رجل عن ابن عباس قال : التقية إنما هي باللسان ليست باليد .

( 9 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن أبي جعفر عن الربيع عن أبي العالية إلا أن تتقوا منهم تقاة قال : التقية باللسان وليس بالعمل .

( 10 ) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن عبد الأعلى عن ابن الحنفية قال : سمعته يقول : لا إيمان لمن لا تقية له .

( 11 ) حدثنا علي بن مسهر عن أبي حيان عن أبيه عن الحارث بن سويد عن عبد الله قال : ما من كلام أتكلم به بين يدي سلطان يدرأ عني به ما بين سوط إلى سوطين إلا كنت متكلما به .

( 12 ) حدثنا شريك عن جابر عن أبي جعفر قال : التقية أوسع ما بين السماء إلى الأرض .

( 13 ) حدثنا وكيع عن فضيل بن مرزوق عن الحسن بن أبي الحسن قال : إنما التقية رخصة ، والفضل القيام بأمر الله .

( 14 ) حدثنا ابن علية عن خالد عن أبي قلابة قال : قال حذيفة : إني أشتري ديني بعضه ببعض مخافة أن يذهب كله .

( 15 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة قال : دخل ابن مسعود وحذيفة على عثمان ، فقال عثمان لحذيفة : بلغني أنك قلت كذا وكذا ؟ قال : لا والله ما قلته ، فلما خرج قال له عبد الله : ما لك فلم تقوله ما سمعتك تقول ؟ قال : إني أشتري ديني بعضه ببعض مخافة أن يذهب كله .
______________________________________________

Dalam Shahih Bukhari (VIII/95, Arabic-English)

Telah disebutkan bahwa Abu Darda berkata : "Kami memberi senyum kepada beberapa orang sementara hati kami mengutuk mereka"

Shalat berjamaah di belakang orang fajir tentu saja tidak dapat diterima, namun para sahabat dan tabi'in melakukan shalat dibelakang mereka, apakah ini bukan taqiyah? sebagaimana Imamnya kaum Nawashib yaitu Ibn Taymiyah sendiri mencatat dalam Majmu' al-Fatawa (3/281) :
"Abdullah bin Umar dan diantara sahabat lainnya shalat dibelakang Hajaj sebagaimana sahabat dan tabi'in shalat dibelakang Ibn Abi Ubaid seorang yang dilanda keateisan dan pengajak dalam kesesatan"

fakta meskipun Hajjaj dan Ibnu Abi Ubaid adalah orang yang keji, sahabat dan tabi'in shalat di belakang mereka yang membuktikan bahwa mereka melakukan Taqiyah, kecuali mereka ridha dan setuju dengan kekejian Hajaj secara dhahir maupun batin..!

Ibn Asakir mencatat ucapan Imam Hasan (as) :
"Sayangilah dirimu, Taqiyah adalah pintu keluar bagi umat Islam, setiap kali diperlukan dan ada ketakutan dari orang yang dominan maka orang harus melakukan Taqiyah dan hanya mengatakan kebalikan dari apa yang ada di hati, dengan cara ini, seseorang diselamatkan dari pertanggungjawaban dihadapan Allah " (Tahdib, 1/168)

Ulama Sunni lainnya yaitu Fakhruddin al-Razi juga menyatakan tentang taqiyah dalam Tafsir al-Kabir (4/170):

بل يجوز أيضاً أن يظهر الكلام الموهم للمحبة والموالاة ، ولكن بشرط أن يضمر خلافه

"Sebenarnya juga diperbolehkan mengucapkan kata-kata yang menunjukkan kesetiaan dan cinta, namun pada suatu kondisi untuk percaya (dalam hati) sebaliknya"


Dalam menafsirkan ayat 18-19 Surat Asy-Syu'ara :
[26:18] Fir'aun menjawab: "Bukankah kami telah mengasuhmu di antara (keluarga) kami, waktu kamu masih kanak-kanak dan kamu tinggal bersama kami beberapa tahun dari umurmu."

[26:19] dan kamu telah berbuat suatu perbuatan yang telah kamu lakukan itu dan kamu termasuk golongan orang-orang yang tidak membalas guna."

Fakhruddin Razi menyatakan bahwa Nabi Musa (as) melakukan taqiyah (Tafsir Kabir, 11/467), begitu juga ulama sunni lainnya dalam Tafsir Nafsi (3/182) :

وهذا افتراء منه عليه لأنه معصوم من الكفر وكان يعايشهم بالتقية

Ini adalah dusta darinya kepadanya (musa), karena ia seorang yang ma'sum dari kekafiran, dan ia hidup dengan mereka dengan taqiyah

Dalam Tafsir Baydhawi (1/234)

الكتاب : تفسير البيضاوي
المؤلف : البيضاوي
عدد الأجزاء : 1

___________________________________
http://islamport.com/d/1/tfs/1/31/1692.html



صدر هذا الكتاب آليا بواسطة الموسوعة الشاملة
(اضغط هنا للانتقال إلى صفحة الموسوعة الشاملة على الإنترنت)


 


[ تفسير البيضاوي ]
الكتاب : تفسير البيضاوي
المؤلف : البيضاوي
عدد الأجزاء : 1

11 - { إن الذين جاؤوا بالإفك } بأبلغ ما يكون من الكذب من الإفك وهو الصرف لأنه قول مأفوك عن وجهه والمراد ما أفك به على عائشة رضي الله عنها وذلك أنه عليه والصلاة والسلام استصحبها في بعض الغزوات فأذن ليلة القفول بالرحيل فمشت لقضاء حاجة ثم عادت إلى الرحل فلمست صدرها فإذا عقد من جزع ظفار قد انقطع فرجعت لتلتمسه فظن الذي كان يرحلها أنها دخلت الهودج فرحله على مطيتها وسار فلما عادت إلى منزلها لم تجد ثمة أحدا فجلست كي يرجع إليها منشد وكان صفوان بن المعطل السلمي رضي الله عنه قد عرس وراء الجيش فأدلج فأصبح عند منزلها فعرفها فأناخ راحلته فركبتها فقادها حتى أتيا الجيش فاتهمت به { عصبة منكم } جماعة منكم وهي من العشرة إلى الأربعين وكذلك العصابة يريد عبد الله بن أبي وزيد بن رفاعة وحسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش ومن ساعدهم وهي خبر إن وقوله : { لا تحسبوه شرا لكم } مستأنف والخطاب للرسول صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعائشة وصفوان رضي الله تعالى عنهم والهاء للإفك { بل هو خير لكم } لاكتسابكم به الثواب العظيم وظهور كرامتكم على الله بإنزال ثماني عشرة آية في براءتكم وتعظيم شأنكم وتهويل الوعيد لمن تكل فيكم والثناء على من ظن بكم خيرا { لكل امرىء منهم ما اكتسب من الإثم } لكل جزاء ما اكتسب بقدر ما خاض فيه مختصا به { والذي تولى كبره } معظمه وقرأ يعقوب بالضم وهو لغة فيه { منهم } من الخائضين وهو ابن أبي فإنه بدأ به وأذاعه عداوة لرسول الله صلى الله عليه و سلم أو هو وحسان ومسطح فإنهما شايعاه بالتصريح به { والذي } بمعنى الذين { له عذاب عظيم } في الآخرة أو في الدنيا بأن جلدوا وصار ابن أبي مطرودا مشهورا بالنفاق وحسان أعمى أشل اليدين ومسطح مكفوف البصر
(1/176)


12 - { لولا } هلا { إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا } بالذين منهم من المؤمنين والمؤمنات كقوله تعالى : { ولا تلمزوا أنفسكم } وإنما عدل فيه من الخطاب إلى الغيبة مبالغة في التوبيخ وإشعارا بأن الإيمان يقتضي ظن الخير بالمؤمنين والكف عن الطعن فيهم وذب الطاعنين عنهم كما يذبونهم عن أنفسهم وإنما جاز الفصل بين { لولا } وفعله بالظرف لأنه منزل منزلته من حيث إنه لا ينفك عنه وذلك يتسع فيه ما لا يتسع في غيره وذلك لأن ذكر الظرف أهم فإن التحضيض على أن لا يخلوا بأوله { وقالوا هذا إفك مبين } كما يقول المستيقن المطلع على الحال
(1/177)

13 - { لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون } من جملة المقول تقريرا لكونه كذبا فإن ما لا حجة عليه كذب عند الله أي في حكمه ولذلك رتب الحد عليه
(1/177)

14 - { ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة } لولا هذه لامتناع الشيء لوجود غيره والمعنى لولا فضل الله عليكم في الدنيا بأنواع النعم التي من جملتها الإمهال للتوبة { ورحمته } في الآخرة بالعفو والمغفرة المقدران لكم { لمسكم } عاجلا { في ما أفضتم } خضتم { فيه عذاب عظيم } يستحقر دونه اللوم والجلد
(1/177)

15 - { إذ } ظرف { لمسكم } أو { أفضتم } { تلقونه بألسنتكم } يأخذه بعضكم من بعض بالسؤال عنه يقال تلقى كتلقفه وتلقنه قرئ ( تتلقونه ) على الأصل و { تلقونه } من لقيه إذا لقفه و { تلقونه } بكسر حرف المضارعة و { تلقونه } من إلقائه بعضهم على بعض و { تلقونه } و ( تألقونه ) من الألق والألق وهو الكذب و ( تثقفونه ) من ثقفته إذا طلبته فوجدته و ( تقفونه ) أي تتبعونه { وتقولون بأفواهكم } أي وتقولون كلاما مختصا بالأفواه بلا مساعدة من القلوب { ما ليس لكم به علم } لأنه ليس تعبيرا عن علم به في قلوبكم كقوله تعالى : { يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم } { وتحسبونه هينا } سهلا لا تبعة له { وهو عند الله عظيم } في الوزر واستجرار العذاب فهذه ثلاثة آثام مترتبة علق بها مس العذاب العظيم تلقي الإفك بألسنتهم والتحدث به من غير تحقق واستصغارهم لذلك وهو عند الله عظيم
(1/178)

16 - { ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا } ما ينبغي وما يصح لنا { أن نتكلم بهذا } يجوز أن تكون الإشارة إلى القول المخصوص وأن تكون إلى نوعه فإن قذف آحاد الناس محرم شرعا فضلا عن تعرض الصديقة ابنة الصديق حرمة رسول الله صلى الله عليه و سلم { سبحانك } تعجب من ذلك الإفك أو ممن يقول ذلك وأصله أن يذكر عند كل متعجب تنزيها لله تعالى من أن يصعب عليه مثله ثم كثر فاستعمل لكل متعجب أو تنزيه لله تعالى من أن تكون حرمة نبيه فاجرة فإن فجورها ينفر عنه ويخل بمقصود الزواج بخلاف كفرها فيكون تقريرا لما قبله وتمهيدا لقوله : { هذا بهتان عظيم } لعظمة المبهوت عليه فإن حقارة الذنوب وعظمها باعتبار متعلقاتها
(1/178)

17 - { يعظكم الله أن تعودوا لمثله } كراهة أن تعودوا أو في أن تعودوا { أبدا } ما دمتم أحياء مكلفين { إن كنتم مؤمنين } فإن الإيمان يمنع عنه وفيه تهييج وتقريع
(1/178)

18 - { يبين الله لكم الآيات } الدالة على الشرائع ومحاسن الآداب كي تتعظوا وتتأدبوا { والله عليم } بالأحوال كلها { حكيم } في تدابيره ولا يجوز الكشخنة على نبيه ولا يقرره عليها
(1/179)

19 - { إن الذين يحبون } يريدون { أن تشيع } أن تنتشر { الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة } بالحد والسعير إلى غير ذلك { والله يعلم } ما في الضمائر { وأنتم لا تعلمون } فعاقبوا في الدنيا على ما دل عليه الظاهر والله سبحانه يعاقب على ما في القلوب من حب الإشاعة
(1/179)

20 - { ولولا فضل الله عليكم ورحمته } تكرير للمنة بترك المعاجلة بالعقاب للدلالة على عظم الجريمة ولذا عطف قوله : { وأن الله رؤوف رحيم } على حصول فضله ورحمته عليهم وحذف الجواب وهو مستغنى عنه بذكره مرة
(1/179)

21 - { يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان } بإشاعة الفاحشة وقرئ بفتح الطاء وقرأ نافع و البزي و أبو عمرو و أبو بكر و حمزة بسكونها { ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر } بيان لعلة النهي عن اتباعه و ( الفحشاء ) ما أفرط قبحه و ( المنكر ) ما أنكره الشرع { ولولا فضل الله عليكم ورحمته } بتوفيق التوبة الماحية للذنوب وشرع الحدود المكفرة لها { ما زكا } ما طهر من دنسها { منكم من أحد أبدا } آخر الدهر { ولكن الله يزكي من يشاء } بحمله على التوبة وقبولها { والله سميع } لمقالهم { عليم } بنياتهم
(1/179)

22 - { ولا يأتل } ولا يحلف افتعال من الألية أو ولا يقصر من الألو ويؤيد الأول أنه قرئ ولا ( يتأل ) وأنه نزل في أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وقد حلف أن لا ينفق على مسطح بعد وكان ابن خالته من فقراء المهاجرين { أولو الفضل منكم } في الدين { والسعة } في المال وفيه دلالة على فضل أبي بكر وشرف رضي الله تعالى عنه { أن يؤتوا } على أن لا { يؤتوا } أو في { أن يؤتوا } وقرئ بالتاء على الالتفات { أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله } صفات لموصوف واحد أي ناسا جامعين لها لأن الكلام فيمن كان كذلك أو لموصوفات أقيمت مقامها فيكون أبلغ في تعليل المقصود { وليعفوا } عما فرط منهم { وليصفحوا } بالإغماض عنه { ألا تحبون أن يغفر الله لكم } على عفوكم وصفحكم وإحسانكم إلى من أساء إليكم { والله غفور رحيم } من كمال قدرته فتخلقوا بأخلاقه روي أنه عليه الصلاة و السلام قرأها على أبي بكر رضي الله تعالى عنه فقال : بلى أحب ورجع إلى مسطح نفقته
(1/179)

23 - { إن الذين يرمون المحصنات } العفائف { الغافلات } عما قذفن به { المؤمنات } بالله وبرسوله استباحة لعرضهن وطعنا في الرسول عليه الصلاة و السلام والمؤمنين كابن أبي { لعنوا في الدنيا والآخرة } لما طعنوا فيهن { ولهم عذاب عظيم } لعظم ذنوبهم وقيل هو حكم كل قاذف ما لم يتب وقيل مخصوص بمن قذف أزواج النبي صلى الله عليه و سلم ولذلك قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : لا توبة له ولو فتشت وعيدات القرآن لم تجد أغلظ مما نزل في إفك عائشة رضي الله تعالى عنها
(1/180)

24 - { يوم تشهد عليهم } ظرف لما في لهم من معنى الاستقرار لا للعذاب لأنه موصوف وقرأ حمزة و الكسائي بالياء للتقدم والفصل { ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون } يعترفون بها بإنطاق الله تعالى إياها بغير اختيارهم أو بظهور آثاره عليها وفي ذلك مزيد تهويل للعذاب
(1/180)

25 - { يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق } جزاءهم المستحق { ويعلمون } لمعاينتهم الأمر { أن الله هو الحق المبين } الثابت بذاته الظاهر ألوهيته لا يشاركه في ذلك غيره ولا يقدر على الثواب والعقاب سواه أو ذو الحق البين أي العادل الظاهر عدله ومن كان هذا شأنه ينتقم من الظالم للمظلوم لا محالة
(1/181)

26 - { الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات } أي الخبائث يتزوجن الخباث وبالعكس وكذلك أهل الطيب فيكون كالدليل على قوله : { أولئك } يعني أهل بيت النبي صلى الله عليه و سلم أو الرسول وعائشة وصفوان رضي الله تعالى عنهم { مبرؤون مما يقولون } إذ لو صدق لم تكن زوجته عليه السلام ولم يقرر عليها وقيل { الخبيثات } { والطيبات } من الأقوال والإشارة إلى { للطيبين } والضمير في { يقولون } للآفكين أي مبرؤون مما يقولون فيهم أو { للخبيثين } و { الخبيثات } أي مبرؤون من أن يقولون مثل قولهم { لهم مغفرة ورزق كريم } يعني الجنة ولقد برأ الله أربعة بأربعة : برأ يوسف عليه السلام بشاهد من أهلها وموسى عليه الصلاة و السلام من قول اليهود فيه بالحجر الذي ذهب بثوبه ومريم بإنطاق ولدها وعائشة رضي الله تعالى عنها بهذه الآيات الكريمة مع هذه المبالغة وما ذلك إلا لإظهار منصب الرسول صلى الله عليه و سلم وإعلاه منزلته
(1/181)

27 - { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم } التي لا تسكنونها فإن الآجر والمعير أيضا لا يدخلان إلا بإذن { حتى تستأنسوا } تستأذنوا من الاستئناس بمعنى الاستعلام من آنس الشيء إذا أبصره فإن المستأذن مستعلم للحال مستكشف أنه هل يراد دخوله أو يؤذن له أو من الاستئناس الذي هو خلاف الاستيحاش فإن المستأذن مستوحش خائف أن لا يؤذن له فإذا أذن له استأنس أو تتعرفوا هل ثم إنسان من الإنس { وتسلموا على أهلها } بأن تقولوا السلام عليكم أ أدخل وعنه عليه الصلاة و السلام [ التسليم أن يقول السلام عليكم أ أدخل ثلاث مرات فإن أذن له دخل وإلا رجع ] { ذلك خير لكم } أي الاستئذان أو التسليم خير لكم من أن تدخلوا بغتة أو من تحية الجاهلية كان الرجل منهم إذا دخل بيتا غير بيته قال : حييتم صباحا أو حييتم مساء ودخل فربما أصاب الرجل مع امرأته في لحاف وروي [ أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه و سلم أأستأذن على أمي قال : نعم قال : إنها ليس لها خادم غيري أ أستأذن عليها كلما دخلت قال : أتحب أن تراها عريانة قال : لا قال : فاستأذن ] { لعلكم تذكرون } متعلق بمحذوف أي أنزل عليكم أو قيل لكم هذا إرادة أن تذكروا وتعملوا بما هو أصلح لكم
(1/181)

28 - { فإن لم تجدوا فيها أحدا } يأذن لكم { فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم } حتى يأتي من يأذن لكم فإن المانع من الدخول ليس الإطلاع على العورات فقط بل وعلى ما يخفيه الناس عادة مع أن التصرف في ملك الغير بغير إذنه محظور واستثنى ما إذا عرض فيه حرق أو غرق أو كان فيه منكر ونحوها { وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا } ولا تلحوا { هو أزكى لكم } الرجوع أطهر لكم عما لا يخلو الإلحاح والوقوف على الباب عنه من الكراهة وترك المروءة أو أنفع لدينكم ودنياكم { والله بما تعملون عليم } فيعلم ما تأتون وما تذرون مما خوطبتم به فيجازيكم عليه
(1/182)

29 - { ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة } كالربط والحوانيت والخانات والخانقات { فيها متاع } استمتاع { لكم } كالاستكنان من الحر والبرد وإيواء الأمتعة والجلوس للمعاملة و1لك استثناء من الحكم السابق لشموله البيوت المسكونة وغيرها { والله يعلم ما تبدون وما تكتمون } وعيد لمن دخل مدخلا لفساد أو تطلع على عورات
(1/182)

30 - { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم } أي ما يكون نحو محرم { ويحفظوا فروجهم } إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم ولما كان المستثنى منه كالشاذ النادر بخلاف الغض أطلقه وقيد الغض بحرف التبعيض وقيل حفظ الفروج ها هنا خاصة سترها { ذلك أزكى لهم } أنفع لهم أو أطهر لما فيه من البعد عن الريبة { إن الله خبير بما يصنعون } لا يخفى عليه إجالة أبصارهم واستعمال سائر حواسهم وتحريك جوارحهم وما يقصدون بها فليكونوا على حذر منه في كل حركة وسكون
(1/182)

31 - { وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن } فلا ينظرن إلى ما لا يحل لهن النظر إليه من الرجال { ويحفظن فروجهن } بالتستر أو التحفظ عن الزنا وتقديم الغض لأن النظر بريد الزنا { ولا يبدين زينتهن } كالحلي والثياب والأصباغ فضلا عن مواضعها لمن لا يحل أن تبدي له { إلا ما ظهر منها } عند مزاولة الأشياء كالثياب والخاتم فإن نفي سترها حرجا وقيل المراد بالزينة مواضعها على حذف المضاف أو ما يعم المحاسن الخلقية والتزيينية والمستثنى هو الوجه والكفان لأنها ليست بعورة والأظهر أن هذا في الصلاة لا في النظر فإن كل بدن الحرة عورة لا يحل لغير الزوج والمحرم النظر إلى شيء منها إلا لضرورة كالمعالجة وتحمل الشهادة { وليضربن بخمرهن على جيوبهن } ستراص لأعناقهن وقرأ نافع و عاصم و أبو عمرو و هشام بضم الجيم { ولا يبدين زينتهن } كرره لبيان من يحل الإبداء ومن لا يحل له { إلا لبعولتهن } فإنهم المقصودون بالزينة ولهم أن ينظروا إلى جميع بدنهن حتى الفرج بكره { أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن } لكثرة مداخلتهم عليهن وإحتياجهن إلى مداخلتهم وقلة توقع الفتنة من قبلهم لما في الطباع من النفرة عن مماسة القرائب ولهم أن ينظروا منهن ما يبدو عند المهنة والخدمة وإنما لم يذكر الأعمام والأخوال لأنهم في معنى الإخوان أولان الأحوط أن يتسترن عنهم حذرا أن يصفوهن لأبنائهم { أو نسائهن } يعني المؤمنات فإن الكافرات لا يتحرجن عن وصفهن للرجال أو النساء كلهن وللعلماء في ذلك خلاف { أو ما ملكت أيمانهن } يعم الإماء والعبيد لما روي [ أنه عليه الصلاة و السلام أتى فاطمة بعبد وهبه لها وعليها ثوب إذا قنعت به رأسها لم يبلغ رجليها وإذا غطت رجليها لم يبلغ رأسها فقال عليه الصلاة و السلام : إنه ليس عليك بأس إنما هو أبوك وغلامك ] وقيل المراد بها الإماء وعبد المرأة كالأجنبي منها { أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال } أي أولي الحاجة إلى النساء وهم الشيوخ الهم والممسوحون وفي المجبوب والخصي خلاف وقيل البله الذين يتبعون الناس لفضل طعامهم ولا يعرفون شيئا من أمور النساء وقرأ ابن عامر و أبو بكر غير بالنصب على الحال { أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء } لعدم تمييزهم من الظهور بمعنى الإطلاع أو لعدم بلوغهم حد الشهوة من الظهور بمعنى الغلبة والطفل جنس وضع موضع الجمع اكتفاء بدلالة الوصف { ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن } ليتقعقع خلخالها فيعلم أنها ذات خلخال فإن ذلك يورث ميلا في الرجال وهو أبلغ من النهي عن إظهار الزينة وأدل على المنع من رفع الصوت { وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون } إذ لا يكاد يخلو أحد منكم من تفريط سيما في الكف عن الشهوات وقيل توبوا مما كنتم تفعلونه في الجاهلية فإنه وإن جب بالإسلام لكنه يجب الندم عليه والعزم على الكف عنه كلما يتذكر وقرأ ابن عامر ( أيه المؤمنون ) وفي ( الزخرف ) { يا أيها الساحر } وفي ( الرحمن ) { أيها الثقلان } بضم الهاء في الوصل في الثلاثة والباقون بفتحها ووقف أبو عمرو و الكسائي عليهن بالألف ووقف الباقون بغير الألف { لعلكم تفلحون } بسعادة الدارين
(1/183)

32 - { وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم } لما نهى عما عسى يفضي إلى السفاح المخل بالنسب المقتضي للألفة وحسن التربية ومزيد الشفقة المؤدية إلى بقاء النوع بعد الزجر عن مبالغة فيه عقبه بأمر النكاح الحافظ له والخطاب للأولياء والسادة وفيه دليل على وجوب تزويج المولية والمملوك وذلك عند طلبهما وإشعار بأن المرأة والعبد لا يستبدان به إذ لو استبدا لما وجب على الولي والمولى و ( أيامى ) مقلوب أيايم كيتامى جميع أيم وهو العزب ذكرا كان أو أنثى بكرا كان أو ثيبا قال :
( فإن تنكحي أنكح وإن تتأيمي ... وإن كنت أفتى منكم أتأيم )
وتخصيص { الصالحين } لأن إحصان دينهم والاهتمام بشأنهم أهم وقيل المراد الصالحون للنكاح والقيام بحقوقه { إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله } رد لما عسى يمنع من النكاح والمعنى لا يمنعن فقر الخطاب أو المخطوبة من المناكحة فإن في فضل الله غنية عن المال فإنه غاد ورائح أو وعد من الله بالإغناء لقوله صلى الله عليه و سلم [ اطلبوا الغنى في هذه الآية ] لكن مشروط بالمشيئة كقوله تعالى : { إن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء } { والله واسع } ذو سعة لا تنفد نعمته إذ لا تنتهي قدرته { عليم } يبسط الرزق ويقدر على ما تقتضيه حكمته
(1/184)

33 - { وليستعفف } وليجتهد في العفة وقمع الشهوة { الذين لا يجدون نكاحا } أسبابه ويجوز أن يراد بالنكاح ما ينكح به أو بالوجدان التمكن منه { حتى يغنيهم الله من فضله } فيجدوا ما يتزوجون به { والذين يبتغون الكتاب } المكاتبة وهو أن يقول الرجل لمملوكه كاتبتك على كذا من الكتاب لأن السيد كتب على نفسه عتقه إذا أدى المال أو لأنه مما يكتب لتأجيله أو من الكتب بمعنى الجمع لأن العوض فيه يكون منجما بنجوم يضم بعضها إلى بعض { مما ملكت أيمانكم } عبدا كان أو أمة والموصول بصلته مبتدأ خبره { فكاتبوهم } أو مفعول لمضمر هذا تفسيره والفاء لتضمن معنى الشرط والأمر فيه للندب عند أكثر العلماء لأن الكتابة معاوضة تتضمن الإرفاق فلا تجب كغيرها واحتجاج الحنفية بإطلاقه على جواز الكتابة الحالية ضعيف لأن المطلق لا يعم مع أن العجز عن الأداء في الحال يمنع صحتها كما في السلم فيما لا يوجد عند المحل { إن علمتم فيهم خيرا } أمانة وقدرة على أداء المال بالاحتراف وقد روي مثله مرفوعا وقيل صلاحا في الدين وقيل مالا وضعفه ظاهر لفظا ومعنى وهو شرط الأمر فلا يلزم من عدمه عدم الجواز { وآتوهم من مال الله الذي آتاكم } أمر للموالي كما قبله بأن يبذلوا لهم شيئا من أموالهم وفي معناه حط شيء من مال الكتابة وهو للوجوب عند الأكثر ويكفي أقل ما يتمول وعن علي رضي الله تعالى عنه يحط الربع وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما الثلث وقيل يدب لهم إلى الأنفاق عليهم بعد أن يؤتوا ويعتقوا وقيل أمر لعامة المسلمين بإعانة المكاتبين وإعطائهم سهمهم من الزكاة ويحل للمولى وإن كان غنيا لأنه لا يأخذه صدقة كالدائن والمشتري ويدل عليه قوله عليه الصلاة و السلام في حديث بريرة [ هو لها صدقة ولنا هدية ] { ولا تكرهوا فتياتكم } إماءكم { على البغاء } على الزنا كانت لعبد الله بن أبي ست جوار يكرههن على الزنا وضرب عليهن الضرائب فشكا بعضهن إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فنزلت { إن أردن تحصنا } تعففا شرط للإكراه فإنه لا يوجد دونه وإن جعل شرطا للنهي لم يلزم من عدمه جواز الإكراه لجواز أن يكون ارتفاع النهي بامتناع المنهي عنه وإيثار إن على إذا لأن إرادة المحصن من الإماء كالشاذ النادر { لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم } أي لهن أوله إن تاب والأول أوفق للظاهر ولما في مصحف ابن مسعود رضي الله تعالى عنه : من بعد إكراههن لهن غفور رحيم ولا يرد عليه أن المكرهة غير آثمة فلا حاجة إلى المغفرة لأن الإكراه لا ينافي المؤاخذة بالذات ولذلك حرم على المكره القتل وأوجب عليه القصاص
(1/185)

34 - { ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات } يعني الآيات التي بينت في هذه السورة وأوضحت فيها الأحكام والحدود وقرأ ابن عامر و حفص و والكسائي بالكسر في هذا وفي ( الطلاق ) لأنها واضحات تصدقها الكتب المتقدمة والعقول المستقيمة من بين بمعنى تبين أو لأنها بينت الأحكام والحدود { ومثلا من الذين خلوا من قبلكم } أو ومثلا من أمثال من قبلكم أي وقصة عجيبة مثل قصصهم وهي قصة عائشة رضي الله تعالى عنها فإنها كقصة يوسف ومريم { وموعظة للمتقين } يعني ما وعظ به في تلك الآيات وتخصيص المتقين لأنهم المنتفعون بها وقيل المراد بالآيات القرآن والصفات المذكورة صفاته
(1/187)

35 - { الله نور السماوات والأرض } النور في الأصل كيفية تدركها الباصرة أولا وبواسطتها سائر المبصرات كالكيفية الفائضة ن النيرين على الأجرام الكثيفة المحاذية لهما وهو بهذا المعنى لا يصح إطلاقه على الله تعالى إلا بتقدير مضاف كقولك : زيد كرم بمعنى ذو كرم أو على تجوز إما بمعنى منور السموات والأرض وقد قرئ به فإنه تعالى نورهما بالكواكب وما يفيض عنها من الأنوار أو بالملائكة والأنبياء أو مدبرهما من قولهم للرئيس الفائق في التدبير : نور القوم لأنهم يهتدون به في الأمور أو موجدهما فإن النور ظاهر بذاته مظهر لغيره وأصل الظهور هو الوجود كما أن أصل الخفاء هو العدم والله سبحانه وتعالى موجود بذاته موجد لما عداه أو الذي به تدرك أو يدرك أهلها من حيث إنه يطلق على الباصرة لتعلقها به أو لمشاركتها له في توقف الإدراك عليه ثم على البصيرة لأنها أقوى إدراكا فإنها تدرك نفسها وغيرها من الكليات والجزئيات الموجودات والمعدومات وتغوص في بواطنها وتتصرف فيها بالتركيب والتحليل ثم إن هذه الإدراكات ليست لذاتها وإلا لما فارقتها فهي إذن من سبب يفيضها عليها وهو الله سبحانه وتعالى ابتداء أو بتوسط من الملائكة والأنبياء ولذلك سموا أنوارا ويقرب منه قول ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : معناه هادي من فيهما فهم بنوره يهتدون وإضافته إليهما للدلالة على سعة إشراقه أو لاشتمالهما على الأنوار الحسية والعقلية وقصور الإدراكات البشرية عليهما وعلى المتعلق بهما والمدلول لهما { مثل نوره } صفة نوره العجيبة الشأن وإضافته إلى ضميره سبحانه وتعالى دليل على أن إطلاقه عليه لم يكن على ظاهره { كمشكاة } كصفة مشكاة وهي الكوة الغير النافذة وقرأ الكسائي برواية الدوري بالإمالة { فيها مصباح } سراج ضخم ثاقب وقيل المشكاة الأنبوبة في وسط القنديل والمصباح الفتيلة المشتعلة { المصباح في زجاجة } في قنديل ن الزجاج { الزجاجة كأنها كوكب دري } مضيء متلألئ كالزهرة في صفائه وزهرته منسوب إلى الدر أو فعيل كمريق من الدرء فإنه يدفع الظلام بضوئه أو بعض ضوئه بعضا من لمعانه إلا أنه قلبت همزته ياء ويدل عليه قراءة حمزة و أبي بكر على الأصل وقراءة أبي عمرو و الكسائي ( دريء ) كشريب وقد قرئ به مقلوبا { يوقد من شجرة مباركة زيتونة } أي ابتداء ثقوب المصباح من شجرة الزيتون المتكاثر نفعه بأن رويت ذبالته بزيتها وفي إبهام الشجرة ووصفها بالبركة ثم إبدال الزيتونة عنها تفخيم لشأنها وقرأ نافع و ابن عامر و حفص بالياء والبناء للمفعول من أوقد و حمزة و الكسائي و أبو بكر بالتاء كذلك على إسناده إلى { الزجاجة } بحذف المضاف وقرئ ( توقد ) من تتوقد ويوقد بحذف التاء لاجتماع زيادتين وهو غريب { لا شرقية ولا غربية } تقع الشمس عليها حينا بعد حين بل بحيث تقع عليها طول النهار كالتي تكون على قلة أو صحراء واسعة فإن ثمرتها تكون أنضج وزيتها أصفى أو لا نابتة في شرق المعمورة وغربها بل في وسطها وهو الشام فإن زيتونه أجود الزيتون أو لا في مضحى تشرق الشمس عليها دائما فتحرقها أو في مقيأة تغيب عنها دائما فتتركها نيئا وفي الحديث [ لا خير في شجرة ولا نبات في مقيأة ولا خير فيهما في مضحى ] { يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار } أي يكاد يضيء بنفسه من غير نار لتلألئه وفرط وبيصه { نور على نور } نور متضاعف فإن نور المصباح زاد في إنارته صفاء الزيت وزهرة القنديل وضبط المشكاة لأشعته وقد ذكر في معنى التمثيل وجوه الأول : أنه تمثيل للهدى الذي دلت عليه الآيات المبينات في جلاء مدلولها وظهور ما تضمنته من الهدى بالمشكاة المنعوتة أو تشبيه للهدى من حيث إنه محفوف بظلمات أوهام الناس وخيالاتهم بالمصباح وإنما ولي الكاف المشكاة لاشتمالها عليه وتشبيهه به أوفق من تشبيهه بالشمس أو تمثيل لما نور الله به قلب المؤمن من المعارف والعلوم بنور المشكاة المنبث فيها من مصباحها ويؤيده قراءة أبي : ( مثل نور المؤمن ) أو تمثيل لما منح الله به عباده من القوى الداركة الخمس المترتبة التي منوط بها المعاش والمعاد وهي : الحساسة التي تدرك بها المحسوسات بالحواس الخمس والخيالية التي تحفظ صور تلك المحسوسات لتعرضها على القوة العقلية متى شاءت والعاقلة التي تدرك الحقائق الكلية والمفكرة وهي التي تؤلف المعقولات لتستنتج منها علم ما لم تعلم والقوة القدسية التي تتجلى فيها لوائج الغيب وأسرار الملكوت المختصة بالأنبياء والأولياء المعنية بقوله تعالى : { ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا } بالأشياء الخمسة المذكورة في الآية وهي : ( المشكاة ) و ( الزجاجة ) و ( المصباح ) و ( الشجرة ) و ( الزيت ) فإن الحساسة كالمشكاة لأن محلها كالكوى ووجهها إلى الظاهر لا تدرك ما وراءها وإضاءتها بالمعقولات لا بالذات والخيالية كالزجاجة في قبول صور المدركات من الجوانب وضبطها للأنوار العقلية وإنارتها بما تشتمل عليه من المعقولات والعاقلة كالمصباح لإضاءتها بالإدراكات الكلية والمعارف الإلهية والمفكرة كالشجرة المباركة لتأديتها إلى ثمرات لا نهاية لها الزيتونة المثمرة بالزيت الذي هو مادة المصابيح التي لا تكون شرقية ولا غربية لتجردها عن اللواحق الجسمية أو لوقوعها بين الصور والمعاني متصرفة في القبيلين منتفعة من الجانبين والقوة القدسية كالزيت فإنها لصفائها وشدة ذكائها تكاد تضيء بالمعارف من غير تفكر ولا تعلم أو تمثيل للقوة العقلية في مراتبها بذلك فإنها في بدء أمرها خالية عن العلوم مستعدة لقبولها كالمشكاة ثم تنتقش بالعلوم الضرورية بتوسط إحساس الجزئيات بحيث تتمكن من تحصيل النظريات فتصير كالزجاجة متلألئة في نفسها قابلة للأنوار وذلك التمكن إن كان بفكر واجتهاد فكالشجرة الزيتونة وإن كان بالحدس فكالزيت وإن كان بقوة قدسية فكالتي يكاد زيتها يضيء لأنها تكاد تعلم ولو لم تتصل بملك الوحي والإلهام الذي مثله النار من حيث إن العقول تشتعل عنه ثم إذا حصلت لها العلوم بحيث تتمكن من استحضارها متى شاءت كانت كالمصباح فإذا استحضرتها كانت نورا على نور { يهدي الله لنوره } لهذا النور الثاقب { من يشاء } فإن الأسباب دون مشيئته لاغية إذ بها تمامها { ويضرب الله الأمثال للناس } إدناء للمعقول من المحسوس توضيحا وبيانا { والله بكل شيء عليم } معقولا كان أو محسوسا ظاهرا كان أو خفيا وفيه وعد ووعيد لمن تدبرها ولمن لم يكترث بها
(1/187)

36 - { في بيوت } متعلق بما قبله أي كمشكاة في بعض بيوت أو توقد في بيوت فيكون تقييد للممثل به بما يكون تحييرا ومبالغة فيه فإن قناديل المساجد تكون أعظم أو تمثيلا لصلاة المؤمنين أو أبدانهم بالمساجد ولا ينافي جمع البيوت وحدة المشكاة إذ المراد بها ما له هذا الوصف بلا اعتبار وحدة ولا كثرة أو بما بعده وهو يسبح وفيها تكرير مؤكد لا يذكر لأنه من صلة أن فلا يعمل فيما قبله أو بمحذوف مثل سبحوا في بيوت والمراد بها المساجد لأن الصفة تلائمها وقيل المساجد الثلاثة والتنكير للتعظيم { أذن الله أن ترفع } بالبناء أو التعظيم { ويذكر فيها اسمه } عام فيما يتضمن ذكره حتى المذاكرة في أفعاله والمباحثة في أحكامه { يسبح له فيها بالغدو والآصال } ينزهونه أي يصلون له فيها بالغدوات والعشيات والغدو مصدر أطلق للوقت ولذلك حسن اقترانه بالآصال وهو جمع أصيل وقرئ ( والايصال ) وهو الدخول في الأصيل وقرأ ابن عامر و أبو بكر ( يسبح ) بالفتح على إسناده إلى أحد الظروف الثلاثة ورفع رجال بما يدل عليه وقرئ تسبح بالتاء مكسورا لتأنيث الجمع ومفتوحا على إسناده إلى أوقات الغدو
(1/191)

37 - { رجال لا تلهيهم تجارة } لا تشغلهم معاملة رابحة { ولا بيع عن ذكر الله } مبالغة بالتعميم بعد التخصيص إن أريد به مطلق المعارضة أو بإفراد ما هو الأهم من قسمي التجارة فإن الربح يتحقق بالبيع ويتوقع بالشراء وقيل المراد بالتجارة الشراء فإنه أصلها ومبدؤها وقيل الجلب لأنه الغالب فيها ومنه يقال تجر في كذا إذا جلبه وفيه إيماء بأنهم تجار { وإقام الصلاة } عوض فيه الإضافة من التاء المعوضة عن العين الساقطة بالإعلال كقوله :
( وأخلفوك عد الأمر الذي وعدوا )
{ وإيتاء الزكاة } ما يجب إخراجه من المال للمستحقين { يخافون يوما } مع ما هم عليه من الذكر والطاعة { تتقلب فيه القلوب والأبصار } تضطرب وتتغير من الهول أو تتقلب أحوالها فتفقه القلوب ما لم تكن تفقه وتبصر الأبصار ما لم تكن تبصره أو تتقلب القلوب مع توقع النجاة وخوف الهلاك والأبصار من أي ناحية يؤخذ بهم ويؤتى كتبهم
(1/192)

38 - { ليجزيهم الله } متعلق بيسبح أو لا تلهيهم أو يخافون { أحسن ما عملوا } أحسن جزاء ما عملوا الموعود لهم من الجنة { ويزيدهم من فضله } أشياء لم يعدهم بها على أعمالهم ولم تخطر ببالهم { والله يرزق من يشاء بغير حساب } تقرير للزيادة وتنبيه على كمال القدرة ونفاذ المشيئة وسعة الإحسان
(1/192)

39 - { والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة } والذين كفروا حالهم على ضد ذلك فإن أعمالهم التي يحسبونها صالحة نافعة عند الله يجدونها لاغية مخيبة في العاقبة كالسراب وهو ما يرى في الفلاة من لمعان الشمس عليها وقت الظهيرة فيظن أنه ماء يسرب أي يجري والقيعة بمعنى القاع وهو الأرض الخالية عن النبات وغيره المستوية وقيل جمعه كجار وجيرة وقرئ ( بقيعات ) كديمات في ديمة { يحسبه الظمآن ماء } أي العطشان وتخصيصه لتشبيه الكافر به في شدة الخيبة عند مسيس الحالجة { حتى إذا جاءه } جاء ما توهمه ماء أو موضعه { لم يجده شيئا } مما ظنه { ووجد الله عنده } عقابه أو زبانيته أو وجده محاسبا إياه { فوفاه حسابه } استعراضا أو مجازاة { والله سريع الحساب } لا يشغله حساب عن حساب روي أنها نزلت في عتبة بن ربيعة بن أمية تعبد في الجاهلية والتمس الدين فلما جاء الإسلام كفر
(1/192)

40 - { أو كظلمات } عطف على { كسراب } و { أو } للتخيير فإن أعمالهم لكونها لاغية لا منفعة لها كالسراب ولكونها خالية عن نور الحق كالظلمات المتراكمة من لج البحر والأمواج والسحاب أو للتنويع فإن أعمالهم إن كانت حسنة فكالسراب وإن كانت قبيحة فكالظلمات أو للتقسيم باعتبار وقتين فإنها كالظلمات في الدنيا وكالسراب في الآخرة { في بحر لجي } ذي لج أي عميق منسوب إلى اللج وهو معظم الماء { يغشاه } يغشى البحر { موج من فوقه موج } أي أمواج مترادفة متراكمة { من فوقه } من فوق الموج الثاني { سحاب } غطى النجوم وحجب أنوارها والجملة صفة أخرى للـ { بحر } { ظلمات } أي هذه ظلمات { بعضها فوق بعض } وقرأ ابن كثير { ظلمات } بالجر على إيدالها من الأولى أو بإضافة الـ { سحاب } إليها في رواية البزي { إذا أخرج يده } وهي أقرب ما يرى إليه { لم يكد يراها } لم يقرب أن يراها فضلا أن يراها كقول ذي الرمة :
( إذا غير النأي المحبين لم يكد ... رسيس الهوى من حب مية يبرح )
والضمائر للواقع في البحر وإن لم يجر ذكره لدلالة المعنى عليه { ومن لم يجعل الله له نورا } ومن لم يقدر له الهداية لم يوفقه لأسبابها { فما له من نور } خلاف الموفق الذي له نور على نور
(1/193)

41 - { ألم تر } ألم تعلم علما يشبه المشاهدة في اليقين والوثاقة بالوحي أو الاستدلال { أن الله يسبح له من في السماوات والأرض } ينزه ذاته من كل نقص وآفة أهل السموات والأرض و { من } لتغليب العقلاء أو الملائكة والثقلان بما يدل عليه من مقال أو دلالة حال { والطير } على الأول تخصيص لما فيها من الصنع الظاهر والدليل الباهر ولذلك قيدها بقوله : { صافات } فإن إعطاء الأجرام الثقيلة ما به تقوى على الوقوف في الجو باسطة أجنحتها بما فيها من القبض والبسط حجة قاطعة على كمال قدرة الصانع تعالى ولطف تدبيره { كل } كل واحد مما ذكر أو من الطير { قد علم صلاته وتسبيحه } أي قد علم الله دعاءه وتنزيهه اختبارا أو طبعا لقوله : { والله عليم بما يفعلون } أو علم كل على تشبيه حاله في الدلالة على الحق والميل إلى النفع على وجه يخصه بحال من علم ذلك مع أنه لا يبعد أن يلهم الله تعالى الطير دعاء وتسبيحا كما ألهمها علوما دقيقة في أسباب تعيشها لا تكاد تهتدي إليها العقلاء
(1/193)

42 - { ولله ملك السماوات والأرض } فإنه الخالق لما وما فيهما من الذوات والصفات والأفعال من حيث إنها ممكنة واجبة الانتهاء إلى الواجب { وإلى الله المصير } مرجع الجميع
(1/194)

43 - { ألم تر أن الله يزجي سحابا } يسوقه ومنه البضاعة المزجاة فإنه يزجيها كل أحد { ثم يؤلف بينه } بأن يكون قزعا فيضم بعضه إلى بعض وبهذا الاعتبار صح بينه إذ المعنى بين أجزائه وقرأ نافع برواية ورش ( يولف ) غير مهموز { ثم يجعله ركاما } متراكما بعضه فوق بعض { فترى الودق } المطر { يخرج من خلاله } من فتوقه جمع خلل كجبال في جبل وعرئ من ( خلله ) { وينزل من السماء } من الغمام وكل ما علاك فهو سماء { من جبال فيها } من قطع عظام تشبه الجبال في عظمها أو جمودها { من برد } بيان للجبال والمفعول محذوف أي { ينزل } مبتدأ { من السماء من جبال فيها من برد } بردا ويجوز أن تكون من الثانية أو الثالثة للتبعيض واقعة موقع المفعول وقيل المراد بالسماء المظلة وفيها جبال من برد كما في الأرض جبال من حجر وليس في العقل قاطع يمنعه والمشهور أن الأبخرة إذا تصاعدت ولم تحللها حرارة فبلغت الطبقة الباردة من الهواء وقوي البرد هناك اجتمع وصار سحابا فإن لم يشتد البرد تقاطر مطرا وإن اشتد فإن وصل إلى الأجزاء البخارية قبل اجتماعها نزل ثلجا وإلا نزل بردا وقد يبرد الهواء بردا مفرطا فينقبض وينعقد سحابا وينزل منه المطر أو الثلج وكل ذلك لا بد أن يستند إلى إرادة الواجب الحكيم لقيام الدليل على أنها الموجبة لاختصاص الحوادث بمحالها وأوقاتها وإليها أشار بقوله : { فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء } والضمير الـ { برد } { يكاد سنا برقه } ضوء برقه وقرئ بالمد بمعنى العلو وبإدغام الدال في السين و { برقه } بضم الباء وفتح الراء وهو جمع برقة وهي المقدار من البرق كالغرفة وبضمها للإتباع { يذهب بالأبصار } بأبصار الناظرين إليه من فرط الإضاءة وذلك أقوى دليل على كمال قدرته من حيث إنه توليد للضد من الضد وقرئ { يذهب } على زيادة الباء
(1/194)

44 - { يقلب الله الليل والنهار } بالمعاقبة بينهما أو بنقص أحدهما وزيادة الآخر أو بتغيير أحوالهما بالحر والبرد والظلمة والنور أو بما يعم ذلك { إن في ذلك } فيما تقدم ذكره { لعبرة لأولي الأبصار } لدلالة على وجود الصانع القديم وكمال قدرته وإحاطة علمه ونفاذ مشيئته وتنزهه عن الحاجة وما يفضي إليها لمن يرجع إلى بصيرة
(1/195)

45 - { والله خلق كل دابة } حيوان يدب على الأرض وقرأ حمزة و لكسائي ( خالق كل دابة ) بالإضافة { من ماء } هو جزء مادته أو ماء مخصوص هو النطفة فيكون تنزيلا للغالب منزلة الكل إذ من الحيوانات ما يتولد عن النطفة وقيل { من ماء } متعلق بـ { دابة } وليس بصلة لـ { خلق } { فمنهم من يمشي على بطنه } كالحية وإنما سمي الزحف مشيا على الاستعارة أو المشاكلة { ومنهم من يمشي على رجلين } كالإنس والطير { ومنهم من يمشي على أربع } كالنعم والوحش ويندرج فيه ما له أكثر من أربع كالعناكب فإن اعتمادها إذا مشت على أربع وتذكير الضمير لتغليب العقلاء والتعبير عن الأصناف ليوافق التفصيل الجملة والترتيب لتقديم ما هو أعرف في القدرة { يخلق الله ما يشاء } مما ذكر ومما لم يذكر بسيطا ومركبا على اختلاف الصور والأعضاء والهيئات والحركات والطبائع والقوى والأفعال مع اتحاد العنصر بمقتضى مشيئته { إن الله على كل شيء قدير } فيفعل ما يشاء
(1/195)

46 - { لقد أنزلنا آيات مبينات } للحقائق بأنواع الدلائل { والله يهدي من يشاء } بالتوفيق للنظر فيها والتدبر لمعانيها { إلى صراط مستقيم } هو دين الإسلام الموصل إلى درك الحق والفوز بالجنة
(1/195)

47 - { ويقولون آمنا بالله وبالرسول } نزلت في بشر المنافق خاصم يهوديا فدعاه إلى كعب بن الأشرف وهو يدعوه إلى النبي صلى الله عليه و سلم وقيل في مغيرة بن وائل خاصم عليا رضي الله عنه في أرض فأبى أن يحاكمه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم { وأطعنا } أي وأطعناهما { ثم يتولى } بالامتناع عن قبول حكمه { فريق منهم من بعد ذلك } بعد قولهم هذا { وما أولئك بالمؤمنين } إشارة إلى القائلين بأسرهم فيكون إعلاما من الله تعالى بأن جميعهم وإن آمنوا بلسانهم لم تؤمن قلوبهم أو إلى الفريق منهم وسلب الإيمان عنهم لتوليهم والتعريف فيه للدلالة على أنهم ليسوا بالمؤمنين الذين عرفتهم وهم المخلصون في الإيمان والثابتون عليه
(1/196)

48 - { وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم } أي ليحكم النبي صلى الله عليه و سلم في الحقيقة حكم الله تعالى { إذا فريق منهم معرضون } فاجأ فريق منهم الإعراض إذا كان الحق عليهم لعلمهم بأنك لا تحكم لهم وهو شرح للتولي ومبالغة فيه
(1/196)

49 - { وإن يكن لهم الحق } أي الحكم لا عليهم { يأتوا إليه مذعنين } منقادين لعلمهم بأنه يحكم لهم و { إليه } صلة لـ { يأتوا } أو لـ { مذعنين } وتقديمه للاختصاص
(1/196)

50 - { أفي قلوبهم مرض } كفر أو ميل إلى الظلم { أم ارتابوا } بأن رأوا منك تهمة فزال يقينهم وثقتهم بك { أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله } في الحكومة { بل أولئك هم الظالمون } إضراب عن القسمين الأخيرين لتحقيق القسم فتعين الأول ووجه التقسيم أن امتناعهم إما لخلل فيهم أو في الحاكم والثاني إما أن يكون محققا عندهم أو متوقعا وكلاهما باطل لأن منصب نبوته وفرط أمانته صلى الله عليه و سلم يمنعه فتعين الأول وظلمهم يعم خلل عقيدتهم وميل نفوسهم إلى الحيف والفصل لنفي ذلك عن غيرهم سيما المدعو إلى حكمه
(1/196)

51 - { إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون } على عادته تعالى في إتباع ذكر المحق المبطل والتنبيه على ما ينبغي بعد إنكاره لما لا ينبغي وقرئ { قول } بالرفع و { ليحكم } على البناء للمفعول وإسناده إلى ضمير مصدره على معنى ليفعل الحكم
(1/196)

52 - { ومن يطع الله ورسوله } فيما يأمرانه أو في الفرائض والسنن { ويخش الله } على ما صدر عنه من الذنوب { ويتقه } فيما بقي من عمره وقرأ يعقوب و قالون عن نافع بلا ياء و أبو بكر و أبو عمرو بسكون الهاء و حفص بسكون القاف فشبه تقه بكتف وخفف والهاء ساكنة في الوقف بالاتفاق { فأولئك هم الفائزون } بالنعيم المقيم
(1/197)

53 - { وأقسموا بالله جهد أيمانهم } إنكار للامتناع عن حكمه { لئن أمرتهم } الخروج عن ديارهم وأموالهم { ليخرجن } جواب لـ { أقسموا } على الحكاية { قل لا تقسموا } على الكذب { طاعة معروفة } أي المطلوب منكم طاعة معروفة لا اليمين على الطاعة النفاقية المنكرة أو { طاعة معروفة } أمثل منها أو لتكن طاعة وقرئت بالنصب على أطيعوا طاعة { إن الله خبير بما تعملون } فلا يخفى عليه سرائركم
(1/197)

54 - { قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول } أمر بتبليغ ما خاطبهم الله به على الحكاية مبالغة في تبكيتهم { فإن تولوا فإنما عليه } أي على محمد صلى الله عليه و سلم { ما حمل } من التبليغ { وعليكم ما حملتم } من الامتثال { وإن تطيعوه } في حكمه { تهتدوا } إلى الحق { وما على الرسول إلا البلاغ المبين } التبليغ الموضح لما كلفتم به وقد أدى وإنما بقي { ما حملتم } فإن أديتم فلكم وإن توليتم فعليكم
(1/197)

55 - { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات } خطاب للرسول صلى الله عليه و سلم وللأمة أوله ولمن معه ومن للبيان { ليستخلفنهم في الأرض } ليجعلهم خلفاء متصرفين في الأرض تصرف الملوك في مماليكهم وهو جواب قسم مضمر تقديره وعدهم الله وأقسم ليستخلفنهم أو الوعد في تحققه منزل منزلة القسم { كما استخلف الذين من قبلهم } يعني بني إسرائيل استخلفهم في مصر والشام بعد الجبابرة وقرأ أبو بكر بضم التاء وكسر اللام وإذا ابتدأ ضم الألف والباقون بفتحهما وإذا ابتدؤوا كسورا الألف { وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم } وهو الإسلام بالتقوية والتثبيت { وليبدلنهم من بعد خوفهم } من الأعداء وقرأ ابن كثير و أبو بكر بالتخفيف { أمنا } منهم وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه مكثوا بمكة عشر سنين خائفين ثم هاجروا إلى المدينة وكان يصبحون في السلاح ويمسون فيه حتى أنجز الله وعده فأظهرهم على العرب كلهم وفتح لهم بلاد الشرق والغرب وفيه دليل على صحة النبوة للإخبار عن الغيب على ما هو به وخلافة الخلفاء الراشدين إذ لم يجتمع الموعود والموعود عليه لغيرهم بالإجماع وقيل الخوف من العذاب والأمن منه في الآخرة { يعبدونني } حال من الذين لتقييد الوعد بالثبات على التوحيد أو استئناف ببيان المقتضي للاستخلاف والأمن { لا يشركون بي شيئا } حال من الواو أي يعبدونني غير مشركين { ومن كفر } ومن ارتد أو كفر هذه النعمة { بعد ذلك } بعد الوعد أو حصول الخلافة { فأولئك هم الفاسقون } الكاملون في فسقهم حيث ارتدوا بعد وضوح مثل هذه الآيات أو كفروا تلك النعمة العظيمة
(1/197)

56 - { وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول } في سائر ما أمركم به ولا يبعد عطف ذلك على أطيعوا الله فإن الفاصل وعد على المأمور به فيكون تكرير الأمر بطاعة الرسول صلى الله عليه و سلم للتأكيد وتعليق الرحمة بها أو بالمندرجة هي فيه بقوله : { لعلكم ترحمون } كما علق به الهدى
(1/198)

57 - { لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض } لا تحسبن يا محمد الكفار معجزين لله عن إدراكهم وإهلاكهم و { في الأرض } صلة { معجزين } وقرأ ابن عامر و حمزة بالياء على أن الضمير فيه لمحمد صلى الله عليه و سلم والمعنى كما هو في القراءة بالتاء أو { الذين كفروا } فاعل والمعنى ولا يحسبن الكفار في الأرض أحدا معجزا لله فيكون { معجزين في الأرض } مفعوليه أو لا يحسبونهم { معجزين } فحذف المفعول الأول لأن الفاعل والمفعولين لشيء واحد فاكتفى بذكر اثنين عن الثالث { ومأواهم النار } عطف عليه من حيث المعنى كأنه قيل : الذين كفروا ليسوا بمعجزين ومأواهم النار لأن المقصود من النهي عن الحسبان تحقيق نفي الإعجاز { ولبئس المصير } المأوى الذي يصيرون إليه
(1/198)

58 - { يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم } رجوع إلى تتمة الأحكام السالفة بعد الفراغ من الإلهيات الدالة على وجوب الطاعة فيما سلف من الأحكام وغيرها والوعد عليها والوعيد على الإعراض عنها والمراد به خطاب الرجال والنساء غلب فيه الرجال لما روي أن غلام أسماء بنت أبي مرثد دخل عليها في وقت كرهته فنزلت وقيل أرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم مدلج بن عمرو الأنصاري وكان غلاما وقت الظهيرة ليدعو عمر فدخل وهو نائم وقد انكشف عنه ثوبه فقال عمر رضي الله تعالى عنه : لوددت أن الله عز و جل نهى آباءنا وأبناءنا وخدمنا أن لا يدخلوا هذه الساعات علينا إلا بإذن ثم انطلق معه إلى النبي صلى الله عليه و سلم فوجده وقد أنزلت هذه الآية : { والذين لم يبلغوا الحلم منكم } والصبيان الذي لم يبلغوا من الأحرار فعبر عن البلوغ بالاحتلام لأنه أقوى دلائله { ثلاث مرات } في اليوم والليلة مرة { من قبل صلاة الفجر } لأنه وقت القيام من المضاجع وطرح ثياب النوم ولبس ثياب اليقظة ومحله النصب بدلا من ثلاث مرات أو الرفع خبرا لمحذوف أي هي من قبل صلاة الفجر { وحين تضعون ثيابكم } أي ثيابكم لليقظة للقيلولة { من الظهيرة } بيان للحين { ومن بعد صلاة العشاء } لأنه وقت التجرد عن اللباس والالتحاف باللحاف { ثلاث عورات لكم } أي هي ثلاث أوقات يختل فيها تستركم ويجوز أن يكون مبتدأ وخبره ما بعده وأصل العورة الخلل ومنها اعور المكان ورجل أعور وقرأ أبو بكر و حمزة و الكسائي { ثلاث } بالنصب بدلا من { ثلاث مرات } { ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن } بعد هذه الأوقات في ترك الاستئذان وليس فيه ما ينافي آية الاستئذان فينسخها لأنه في الصبيان ومماليك المدخول عليه وتلك في الأحرار البالغين { طوافون عليكم } أي هم طوافون استئناف ببيان العذر الرخص في ترك الاستئذان وهو المخالطة وكثرة المداخلة وفيه دليل على تعليل الأحكام وكذا في الفرق بين الأوقات الثلاثة وغيرها بأنها عورات { بعضكم على بعض } بعضكم طائف على بعض أو يطوف بعضكم على بعض { كذلك } مثل ذلك التبيين { يبين الله لكم الآيات } أي الأحكام { والله عليم } بأحوالكم { حكيم } فيما شرع لكم
(1/199)

59 - { وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم } الذين بلغوا من قبلهم في الأوقات كلها واستدل به من أوجب استئذان العبد البالغ على سيدته وجوابه أن المراد بهم المعهودين الذين جعلوا قسيما للمماليك فلا يندرجون فيهم { كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم حكيم } كرره تأكيدا ومبالغة في الأمر بالاستئذان
(1/200)

60 - { والقواعد من النساء } والعجائز اللاتي قعدن عن الحيض والحمل { اللاتي لا يرجون نكاحا } لا يطمعن فيه لكبرهن { فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن } أي الثياب الظاهرة كالجلباب والفاء فيه لأن اللام في { القواعد } بمعنى اللاتي أولوصفها بها { غير متبرجات بزينة } غير مظهرات زينة مما أمرن بإخفائه في قوله تعالى { ولا يبدين زينتهن } وأصل التبرج التكلف في إظهار ما يخفى من قولهم سفينة
بارجة لا غطاء عليها والبرج سعة العين بحيث يرى بياضها محيطا بسوادها كله لا يغيب منه شيء إلا أنه خص بتكشف المرأة زينتها ومحاسنها للرجال { وأن يستعففن خير لهن } من الوضع لأنه أبعد من التهمة { والله سميع } لمقالتهن للرجال
{ عليم } بمقصودهن
(1/200)

61 - { ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج } نفي لما كانوا يتحرجون من مؤاكلة الأصحاء حذرا من استقذارهم أو أكلهم من بيت من يدفع إليهم المفتاح ويبيح لهم التبسط فيه إذا خرج إلى الغزو وخلفهم على المنازل مخافة أن لا يكون ذلك من طيب قلب أو من إجابة من يدعوهم إلى بيوت آبائهم وأولادهم وأقاربهم فيطعمونهم كراهة أن يكونوا كلا عليهم وهذا إنما يكون إذا علم رضا صاحب البيت بإذن أو قرينة أو كان في أول الإسلام ثم نسخ بنحو قوله { لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام } وقيل نفي للحرج عنهم في القعود عن الجهاد وهو لا يلائم ما قبله ولا ما بعده { ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم } من البيوت التي فيها أزواجكم وعيالكم فيدخل فيها بيوت الأولاد لأن بيت الولد كبيته لقوله عليه الصلاة و السلام [ أنت ومالك لأبيك ] وقوله عليه الصلاة و السلام [ إن أطيب ما يأكل المؤمن من كسبه وإن ولده من كسبه ] { أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه } وهو ما يكون تحت أيديكم وتصرفكم من ضيعة أو ماشية وكالة أو حفظا وقيل بيوت المماليك والمفاتح جمع مفتح وهو ما يفتح به وقرئ { مفاتحه } { أو صديقكم } أو بيوت صديقكم فإنهم أرضى بالتبسط في أموالهم وأسر به وهو يقع على الواحد والجمع كالخليط هذا كله إنما يكون إذا علم رضا صاحب البيت بإذن أو قرينة ولذلك خصص هؤلاء فإنه يعتاد التبسط بينهم أو كان ذلك في أول الإسلام فنسخ فلا احتجاج للحنفية به على أن لا قطع بسرقة مال المحرم { ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا } مجتمعين أو متفرقين نزلت في بني ليث بن عمرو من كنانة كانوا يتحرجون أن يأكل الرجل وحده أو في قوم من الأنصار إذا نزل بهم ضيف لا يأكلون إلا معه أو في قوم تحرجوا عن الاجتماع على الطعام لاختلاف الطبائع في القذارة والنهمة { فإذا دخلتم بيوتا } من هذه البيوت { فسلموا على أنفسكم } على أهلها الذين هم منكم دينا وقرابة { تحية من عند الله } ثابتة بأمره مشروعة من لدنه ويجوز أن تكون من صلة للتحية فإنه طلب الحياة وهي من عنده تعالى وانتصابها بالمصدر لأنها بمعنى التسليم { مباركة } لأنها يرجى بها زيادة الخير والثواب { طيبة } تطيب بها نفس المستمع وعن أنس رضي الله تعالى عنه أنه عليه الصلاة و السلام قال لي [ متى لقيت أحدا من أمتي فسلم عليه يطل عمرك وإذا دخلت بيتك فسلم عليهم يكثر خير بيتك وصل صلاة الضحى فإنها صلاة الأبرار الأوابين ] { كذلك يبين الله لكم الآيات } كرره ثلاثا لمزيد التأكيد وتفخيم الأحكام المختتمة به وفصل الأولين بما هو المقتضى لذلك وهذا بما هو المقصود منه فقال : { لعلكم تعقلون } أي الحق والخير في الأمور
(1/201)

سورة الفرقان
62 - لله ورسوله } من صميم قلوبهم { وإذا كانوا معه على أمر جامع } كالجمعة والأعياد والحروب والمشاورة في الأمور ووصف الأمر بالجمع للمبالغة وقرئ ( أمر جميع ) { لم يذهبوا حتى يستأذنوه } يستأذنوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فيأذن لهم واعتباره في كمال الإيمان لأنه كالمصداق لصحته والمميز للمخلص فيه عن المنافق فإن ديدنه التسلل والفرار ولتعظيم الجرم في الذهاب عن مجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم بغير إذنه ولذلك أعاده مؤكدا على أسلوب أبلغ فقال : { إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله } فإنه يفيد أن المستأذن مؤمن لا محالة وأن الذهاب بغير إذن ليس كذلك { فإذا استأذنوك لبعض شأنهم } ما يعرض لهم من المهام وفيه أيضا مبالغة وتضييق الأمر { فأذن لمن شئت منهم } تفويض للأمر إلى رأي الرسول صلى الله عليه و سلم واستدل به على أن بعض الأحكام مفوضة إلى رأيه ومن منع ذلك قيد المشيئة بأن تكون تابعة لعلمه بصدقه فكأن المعنى : فائذن لمن علمت أن له عذرا { واستغفر لهم الله } بعد الإذن فن الاستئذان ولو لعذر قصور لأنه تقديم لأمر الدنيا على أمر الدين { إن الله غفور } لفرطات العباد { رحيم } بالتيسير عليهم
(1/203)

63 - { لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا } لا تقيسوا دعاءه إياكم على دعاء بعضكم بعضا في جواز الإعراض والمساهلة في الإجابة والرجوع بغير إذن فإن المبادرة إلى إجابته عليه الصلاة و السلام واجبة والمراجعة بغير إذنه محرمة وقيل لا تجعلوا نداءه وتسميته كنداء بعضكم بعضا باسمه ورفع الصوت به والنداء من وراء الحجرات ولكن بلقبه المعظم مثل يا نبي الله ويا رسول الله مع التوقير والتواضع وخفض الصوت أو لا تجعلوا دعاءه عليكم كدعاء بعضكم على بعض فلا تبالوا بسخطه فإن دعاءه موجب أو لا تجعلوا دعاءه ربه كدعاء صغيركم وكبيركم يجيبه مرة ويرده أخرى فإن دعاءه مستجاب { قد يعلم الله الذين يتسللون منكم } ينسلون قليلا قليلا من الجماعة ونظير تسلل تدرج وتدخل { لواذا } ملاوذة بأن يستتر بعضكم ببعض حتى يخرج أو يلوذ بمن يؤذن له فينطلق معه كأنه تابعه وانتصابه على الحال وقرئ بالفتح { فليحذر الذين يخالفون عن أمره } يخالفون أمره بترك مقتضاه ويذهبون سمتا خلاف سمته و { عن } لتضمنه معنى الإعراض أو يصدون عن أمره دون المؤمنين من خالفه عن الأمر إذا صد عنه دونه وحذف المفعول لأن المقصود بيان المخالف والمخالف عنه والضمير لله تعالى فإن الأمر له في الحقيقة أو للرسول فإنه المقصود بالذكر { أن تصيبهم فتنة } محنة في الدنيا { أو يصيبهم عذاب أليم } في الآخرة واستدل به على أن لأمر للوجوب فإنه يدل على أن ترك مقتضى الأمر مقتض لأحد العذابين فإن الأمر بالحذر عنه يدل على خشية المشروط بقيام المقتضي له وذلك يستلزم الوجوب
(1/203)

64 - { ألا إن لله ما في السماوات والأرض قد يعلم ما أنتم عليه } أيها المكلفون من المخالفة والموافقة والنفاق والإخلاص وإنما أكد علمه بـ { قد } لتأكيد الوعيد { ويوم يرجعون إليه } يوم يرجع المنافقون إليه للجزاء ويجوز أن يكون الخطاب أيضا مخصوصا بهم على طريق الالتفات وقرأ يعقوب بفتح الياء وكسر الجيم { فينبئهم بما عملوا } من سوء الأعمال بالتوبيخ والمجازاة عليه { والله بكل شيء عليم } لا يخفى عليه خافية
عن النبي صلى الله عليه و سلم [ من قرأ سورة النور أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كل مؤمن ومؤمنة فيما مضى وفيما بقي ]
(1/204)

1 - { تبارك الذي نزل الفرقان على عبده } تكاثر خيره من البركة وهي كثرة الخير أو تزايد على كل شيء وتعالى عنه في صفاته وأفعاله فإن البركة تتضمن معنى الزيادة وترتيبه عن إنزاله { الفرقان } لما فيه من كثرة الخير أو لدلالته على تعاليه وقيل دام من بروك الطير على الماء ومنه البركة لدوام الماء فيها وهو لا يتصرف فيه ولا يستعمل إلا لله تعالى و { الفرقان } مصدر فرق بين الشيئين إذا فصل بينهما سمي به القرآن لفصله بين الحق والباطل بتقريره أو المحق والمبطل بإعجازه أو لكونه مفصولا بعضه عن بعض في الإنزال وقرئ ( على عباده ) وهم رسول الله صلى الله عليه و سلم وأمته كقوله تعالى : { ولقد أنزلنا إليكم آيات } أو الأنبياء على أن { الفرقان } اسم جنس للكتب السماوية { ليكون } العبد أو الفرقان { للعالمين } للجن والأنس { نذيرا } منذرا أو إنذارا كالنكير بمعنى الإنكار هذه الجملة وإن لم تكن معلومة لكنها لقوة دليلها أجريت مجرى المعلوم وجعلت صلة
(1/205)

2 - { الذي له ملك السماوات والأرض } بدل من الأول أو مدح مرفوع أو منصوب { ولم يتخذ ولدا } كزعم النصارى { ولم يكن له شريك في الملك } كقول الثنوية أثبت له الملك مطلقا ونفى ما يقوم مقامه وما يقاومه فيه ثم نبه على ما يدل عليه فقال : { وخلق كل شيء } أحدثه إحداثا مراعى فيه التقدير حسب إرادته كخلقه الإنسان من مواد مخصوصة وصور وأشكال معينة { فقدره تقديرا } فقدره وهيأه لما أراد منه من الخصائص والأفعال كتهيئة الإنسان للإدراك والفهم والنظر والتدبير واستنباط الصنائع المتنوعة مزاولة الأعمال المختلفة إلى غير ذلك أو { فقدره } للبقاء إلى أجل مسمى وقد يطلق الخلق لمجرد الإيجاد من غير نظر إلى وجه الاشتقاق فيكون المعنى وأوجد كل شيء فقدره في إيجاده حتى لا يكون متفاوتا
(1/205)

3 - { واتخذوا من دونه آلهة } لما تضمن إثبات التوحيد والنبوة أخذ في الرد على المخالفين فيهما { لا يخلقون شيئا وهم يخلقون } لأن عبدتم ينحتونهم ويصورونهم
{ ولا يملكون } ولا يستطيعون { لأنفسهم ضرا } دفع ضر { ولا نفعا } ولا جلب نفع { ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا } ولا يملكون إماتة أحد وإحياءه أولا وبعثه ثانيا ومن كان كذلك فبمعزل عن الألوهية لعرائه عن لوازمها واتصافه بما ينافيها وفيه تنبيه على أن الإله يجب أن يكون قادرا على البعث والجزاء
(1/206)

4 - { وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك } كذب مصروف عن وجهه
{ افتراه } اختلقه { وأعانه عليه قوم آخرون } أي اليهود فإنهم يلقون إليه أخبار الأمم وهو يعبر عنها بعبارته وقيل جبر ويسار وعداس وقد سبق في قوله { إنما يعلمه بشر } { فقد جاؤوا ظلما } يجعل الكلام المعجز { إفك } مختلقا متلقفا من اليهود { وزورا } بنسبة ما هو بريء منه إليه وأتى وجاء يطلقان بمعنى فعل فيعديان تعديته
(1/206)

5 - { وقالوا أساطير الأولين } ما سطره المتقدمون { اكتتبها } كتبها لنفسه أو استكتبها وقرئ على البناء للمفعول لأنه أمي وأصله : اكتتبها كاتب له فحذف اللام وأفضى الفعل إلى الضمير فصار اكتتبها إياه كاتب ثم حذف الفاعل وبني الفعل للضمير فاستتر فيه { فهي تملى عليه بكرة وأصيلا } ليحفظها فإنه أمي لا يقدر أن يكرر من الكتاب أو لتكتب
(1/206)

6 - { قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض } لأنه أعجزكم عن آخركم بفصاحته وتضمنه أخبارا عن مغيبات مستقبلة وأشياء مكنونة لا يعلمها إلا عالم الأسرار فكيف تجعلونه { أساطير الأولين } { إنه كان غفورا رحيما } فلذلك لا يعجل في عقوبتكم على ما تقولون مع كمال قدرته عليها واستحقاقكم أن يصب عليكم العذاب صبا
(1/207)

7 - { وقالوا مال هذا الرسول } ما لهذا الذي يزعم الرسالة وفيه استهانة وتهكم { يأكل الطعام } كما نأكل { ويمشي في الأسواق } لطلب المعاش كما نمشي والمعنى إن صح دعواه فما باله لم يخالف حاله حالنا وذلك لعمههم وقصور نظرهم على المحسوسات فإن تميز الرسل عمن عداهم ليس بأمور جسمانية وإنما هو بأحوال نفسانية كما أشار إليه تعالى بقوله { قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد } { لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا } لنعلم صدقه بتصديق الملك
(1/207)

8 - { أو يلقى إليه كنز } فيستظهر به ويستغني عن تحصيل المعاش { أو تكون له جنة يأكل منها } هذا على سبيل التنزل أي إن لم يلق إليه كنز فلا أقل من أن يكون له بستان كما للدهاقين والمياسير فيتعيش بريعه وقرأ حمزة و الكسائي
بالنون والضمير للكفار { وقال الظالمون } وضع { الظالمون } موضع ضميرهم تسجيلا عليهم بالظلم فيما قالوه { إن تتبعون } ما تتبعون { إلا رجلا مسحورا } سحر فغلب على عقله وقيل ذا سحر وهو الرئة أي بشرا لا ملكا
(1/207)

9 - { انظر كيف ضربوا لك الأمثال } أي قالوا فيك الأقوال الشاذة واخترعوا لك الأحوال النادرة { فضلوا } عن الطريق الموصل إلى معرفة خواص النبي والمميز بينه وبين المتنبي فخبطوا خبطه عشواء { فلا يستطيعون سبيلا } إلى القدح في نبوتك أو إلى الرشد والهدى
(1/207)

10 - { تبارك الذي إن شاء جعل لك } في الدنيا { خيرا من ذلك } مما قالوا لكن أخره إلى الآخرة لأنه خير وأبقى { جنات تجري من تحتها الأنهار } بدل من { خيرا } { ويجعل لك قصورا } عطف على محل الجزاء وقرأ أبن كثير و ابن عامر و أبو بكر بالرفع لأن الشرط إذا كان ماضيا جاز في جزائه الجزم والرفع كقوله :
( وإن أتاه خليل يوم مسبغة ... يقول لا غائب مالي ولا حرم )
ويجوز أن يكون استئنافا بوعد ما يكون له في الآخرة وقرئ بالنصب على أنه جواب بالواو
(1/208)

11 - { بل كذبوا بالساعة } فقصرت أنظارهم على الحطام الدنيوية وظنوا أن الكرامة إنما هي بالمال فطعنوا فيك لفقرك أو فلذلك كذبوك لا لما تمحلوا من المطاعن الفاسدة أو فكيف يلتفتون إلى هذا الجواب ويصدقونك بما وعد الله لك في الآخرة أو فلا تعجب من تكذيبهم إياك فإنه أعجب منه { وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا } نارا شديدة الاستعار وقيل هو اسم لجهنم فيكون صرفه باعتبار المكان
(1/208)

12 - { إذا رأتهم } إذا كانت بمرأى منهم [ كقوله عليه السلام لا تتراءى نارهما ] أي لا تتقربان بحيث تكون إحداهما من الأخرى على المجاز والتأنيث لأنه بمعنى النار أو جهنم { من مكان بعيد } هو أقصى ما يمكن أن يرى منه { سمعوا لها تغيظا وزفيرا } صوت تغيظ شبه صوت غليانها بصوت المغتاظ وزفيره وهو صوت يسمع مه جوفه هذا وإن الحياة لما لم تكن مشروطة عندنا بالبنية أمكن أن يخلق الله فيها حياة فترى وتتغيظ وتزفر وقيل إن ذلك لزبانيتها فنسب إليها على حذف المضاف
(1/208)

13 - { وإذا ألقوا منها مكانا } في مكان ومنها بيان تقدم فصار حالا
{ ضيقا } لزيادة العذاب فإن الكرب مع الضيق والروح مع السعة ولذلك وصف الله الجنة بأن عرضها كعرض السموات والأرض { مقرنين } قرنت أيديهم إلى أعناقهم بالسلاسل { دعوا هنالك } في ذلك المكان { ثبورا } هلاكا أي يتمنون الهلاك وينادونه فيقولون تعل يا ثبوراه فهذا حينك
(1/209)

14 - { لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا } أي يقال لهم ذلك { وادعوا ثبورا كثيرا } لأن عذابكم أنواع كثيرة كل نوع منها ثبور لشدته أو لأنه يتجدد لقوله تعالى : { كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب } أو لأنه لا ينقطع فهو في كل وقت ثبور
(1/209)

15 - { قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون } الإشارة إلى العذاب والاستفهام والتفضيل والترديد للتقريع مع التهكم أو إلى الـ { كنز } أو الـ { جنة } والراجع إلى الموصول محذوف وإضافة الـ { جنة } إلى { الخلد } للمدح أو للدلالة على خلودها أو التميز عن جنات الدنيا { كانت لهم } في علم الله أو اللوح أو لأن ما وعده الله تعالى في تحققه كالواقع { جزاء } على أعمالهم بالوعد { ومصيرا } ينقلبون إليه ولا يمنع كونها جزاء لهم أن يتفضل بها على غيرهم برضاهم مع جواز أن يراد بالمتقين من يتقي الكفر والتكذيب لأنهم في مقابلتهم
(1/209)

16 - { لهم فيها ما يشاؤون } ما يشاؤونه من النعيم ولعله تقصر همم كل طائفة على ما يليق برتبته إذا الظاهر أن الناقص لا يدرك شأو الكامل بالتشهي وفيه تنبيه على أن كل المرادات لا تحصل إلا في الجنة { خالدين } حال من أحد ضمائرهم { كان على ربك وعدا مسؤولا } الضمير في { كان } لـ { ما يشاؤون } والوعد الموعود أي : كان ذلك موعدا حقيقا بأن يسأل ويطلب أو مسؤولا سأله الناس في دعائهم { ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك } أو الملائكة بقولهم { ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم } وما في { على } من معنى الوجوب لامتناع الخلف في وعده تعالى ولا يلزم منه الإلجاء إلى الإنجاز فإن تعلق الإرادة بالوعود مقدم على الوعد الموجب للإنجاز
(1/210)

17 - { ويوم نحشرهم } للجزاء وقرئ بكسر الشين وقرأ ابن كثير و يعقوب و حفص بالياء { وما يعبدون من دون الله } يعم كل معبود سواه تعالى واستعمال { ما } إما لأن وضعه أعم ولذلك يطلق لكل شبح يرى ولا يعرف أو لأنه أريد به الوصف كأنه قيل ومعبودهم أو لتغليب الأصنام تحقيرا أو اعتبارا لغلبة عبادها أو يخص الملائكة وعزيرا والمسيح بقرينة السؤال والجواب أو الأصنام ينطقها الله أو تتكلم بلسان الحال كما قيل في كلام الأيدي والأرجل { فيقول } أي للمعبودين وهو على تلوين الخطاب وقرأ ابن عامر بالنون { أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل } لإخلالهم بالنظر الصحيح وإعراضهم عن المرشد النصيح وهو استفهام تقريع وتبكيت للعبدة وأصله { أضللتم } أو { ضلوا } فغير النظم ليلي حرف الاستفهام المقصود بالسؤال وهو المتولي للفعل دونه لأنه لا شبهة فيه وإلا لما توجه العتاب وحذف صلة الضل مبالغة
(1/210)

18 - { قالوا سبحانك } تعجبا مما قيل لهم لأنهم إما ملائكة أو أنبياء معصومون أو جمادات لا تقدر على شيء أو إشعارا بأنهم الموسومون بتسبيحه وتوحيده فكيف يليق بهم إضلال عبيده أو تنزيها لله تعالى عن الأنداد { ما كان ينبغي لنا } ما يصح لنا { أن نتخذ من دونك من أولياء } للعصمة أو لعدم القدرة فكيف يصح لنا أن ندعو غيرنا أن يتولى أحدا دونك وقرئ { نتخذ } على البناء للمفعول من اتخذ الذي له مفعولان كقوله تعالى : { واتخذ الله إبراهيم خليلا } ومفعوله الثاني { من أولياء } و { من } للتبعيض و على الأول مزيدة لتأكيد النفي { ولكن متعتهم وآباءهم } بأنواع النعم فاستغرقوا في الشهوات { حتى نسوا الذكر } حتى غفلوا عن ذكرك أو التذكر لآلائك والتدبر في آياتك وهو نسبة للضلال إليهم من حيث إنه بكسبهم وإسناد له إلى ما فعل الله بهم فحملهم عليه وهو عين ما ذهبنا إليه فلا ينتهض حجة علينا للمعتزلة { وكانوا } في قضائك { قوما بورا } هالكين مصدر وصف به ولذلك يستوي فيه الواحد والجمع أو جمع بائر كعائذ وعوذ
(1/211)

19 - { فقد كذبوكم } التفات إلى العبدة بالاحتجاج والإلزام على حذف القول والمعنى فقد كذبكم المعبودون { بما تقولون } في قولكم إنهم آلهة أو هؤلاء أضلونا والباء بمعنى في أو مع المجرور بدل من الضمير وعن ابن كثير
بالياء أي : { كذبوكم } بقولهم { سبحانك ما كان ينبغي لنا } { وما يستطيعون } أي المعبودون وقرأ حفص بالتاء على خطاب العابدين
{ صرفا } دفعا للعذاب عنكم وقيل حيلة من قولهم إنه ليتصرف أي يحتال { ولا نصرا } يعينكم عليه { ومن يظلم منكم } أيها المكلفون { نذقه عذابا كبيرا } هي النار والشرط وإن عم كل من كفر أو فسق لكنه في اقتضاء الجزاء مقيد بعدم المزاحم وفاقا وهو التوبة والإحباط بالطاعة إجماعا وبالعفو عندنا
(1/211)

20 - { وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق } أي رسلا إنهم فحذف الموصوف لدلالة المرسلين عليه وأقيمت الصفة مقامه كقوله تعالى : { وما منا إلا له مقام معلوم } ويجوز أن تكون حالا اكتفى فيها بالضمير وهو جواب لقولهم { مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق } وقرئ { يمشون } أي تمشيهم حوائجهم أو الناس { وجعلنا بعضكم } أيها الناس { لبعض فتنة } ابتلاء ومن ذلك ابتلاء الفقراء بالأغنياء والمرسلين بالمرسل إليهم ومناصبتهم لهم العداوة وإيذائهم لهم وهو تسلية لرسول الله صلى الله عليه و سلم على ما قالوه بعد نقضه وفيه دليل على القضاء والقدر { أتصبرون } علة للجعل والمعنى { وجعلنا بعضكم لبعض فتنة } لنعلم أيكم يصبر ونظيره قوله تعالى : { ليبلوكم أيكم أحسن عملا } أو حث على الصبر على ما افتتنوا به { وكان ربك بصيرا } بمن يصبر أو بالصواب فيما يبتلى به وغيره
(1/212)

21 - { وقال الذين لا يرجون } لا يأملون { لقاءنا } بالخير لكفرهم بالبعث أو لا يخافون { لقاءنا } بالشر على لغة تهامة وأصل اللقاء الوصول إلى الشيء ومنه الرؤية فإنه وصول إلى المرئي والمراد به الوصول إلى جزائه ويمكن أن يراد به الرؤية على الأول { لولا } هلا { أنزل علينا الملائكة } فتخبرنا بصدق محمد صلى الله عليه و سلم وقيل فيكونوا رسلا إلينا { أو نرى ربنا } فيأمرنا بتصديقه واتباعه { لقد استكبروا في أنفسهم } أي في شأنها حتى أرادوا لها ما يتفق لأفراد من الأنبياء الذين هم أكمل خلق الله في أكمل أوقاتها وما هو أعظم من ذلك { وعتوا } وتجاوزوا الحد في الظلم { عتوا كبيرا } بالغا أقصى مراتبه حيث عاينوا المعجزات القاهرة فأعرضوا عنها واقترحوا لأنفسهم الخبيثة ما سدت دونه مطامح النفوس القدسية واللام جواب قسم محذوف وفي الاستئناف بالجملة حسن وإشعار بالتعجب من استكبارهم وعتوهم كقوله :
( وجاره جساس أبأنا بنابها ... كليبا علت ناب كليب بواؤها )
(1/212)

22 - { يوم يرون الملائكة } ملائكة الموت أو العذاب و { يوم } نصب باذكر أو بما دل عليه { لا بشرى يومئذ للمجرمين } فإنه بمعنى يمنعون البشرى أو يعدمونها و { يومئذ } تكرر أو خبر و { للمجرمين } تبيين أو خبر ثان أو ظرف لما يتعلق به اللام أو لـ { بشرى } إن قدرت منونة غير مبينة مع { لا } فإنها لا تعمل وللـ { مجرمين } إما عام يتناول حكمه حكمهم من طريق البرهان و يلزم عن نفي البشرى لعامة المجرمين حينئذ نفي البشرى بالعفو والشفاعة في وقت آخر وإما خاص وضع موضع ضميرهم تسجيلا على جرمهم وإشعارا بما هو المانع للبشرى والموجب لما يقابلها { ويقولون حجرا محجورا } عطف على المدلول أي ويقول الكفرة حينئذ هذه الكلمة استعاذة وطلبا من الله تعالى أن يمنع لقاءهم وهي مما كانوا يقولون عند لقاء عدو أو هجوم مكروه أو تقولها الملائكة بمعنى حراما عليكم الجنة أو البشرى وقرئ { حجرا } بالضم وأصله الفتح غير أنه لما اختص بموضع مخصوص غير كقعدك وعمرك ولذلك لا يتصرف فيه و لا يظهر ناصبه ووصفه بمحجورا للتأكيد كقولهم : موت مائت
(1/213)

23 - { وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا } أي وعمدنا إلى ما عملوا في كفرهم من المكارم كقري الضيف وصلة الرحم وإغاثة الملهوف فأحبطناه لفقد ما هو شرط اعتباره وهو تشبيه حالهم وأعمالهم بحال قوم استعصوا على سلطانهم فقدم إلى أشيائهم فمزقها وأبطلها ولم يبق لها أثرا والـ { هباء } غبار يرى في شعاع يطلع من الكوة من الهبوة وهي الغبار و
{ منثورا } صفته شبه عملهم المحبط بالهباء في حقارته وعدم نفعه ثم بالمنثور منه في انتشاره بحيث لا يمكن نظمه أو تفرقه نحو أغراضهم التي كانوا يتوجهون به نحوها أو مفعول ثالث من حيث إنه كالخبر بعد الخبر كقوله تعالى : { كونوا قردة خاسئين }
(1/213)

24 - { أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا } مكانا يستقر فيه أكثر الأوقات للتجالس والتحادث { وأحسن مقيلا } مكانا يؤوي إله للاسترواح بالأزواج والتمتع بهن تجوزا له من مكان القيلولة على التشبيه أو لأنه لا يخلو من ذلك غالبا إذ لا نوم في الجنة وفي أحسن رمز إلى ما يتميز به مقيلهم من حين الصور وغيره من التحاسيس ويحتمل أن يراد بأحدهما المصدر أو الزمان إشارة إلى أن مكانهم وزمانهم أطيب ما يتخيل من الأمكنة والأزمنة والتفضيل إما لإرادة الزيادة مطلقا أو بالإضافة إلى ما للمترفين في الدنيا روي أنه يفرغ من الحساب في نصف ذلك اليوم فيقيل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار
(1/214)

25 - { ويوم تشقق السماء } أصله تتشقق فحذفت التاء وأدغمها ابن كثير و ونافع و ابن عامر و يعقوب { بالغمام } بسبب طلوع الغمام منها
وهو الغمام المذكور في قوله { هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة } { ونزل الملائكة تنزيلا } في ذلك الغمام بصحائف أعمال العباد وقرأ ابن كثير ( وننزل ) وقرئ ( نزلت ) ( وأنزل ) { ونزل الملائكة } بحذف نون
الكلمة
(1/214)

26 - { الملك يومئذ الحق للرحمن } الثابت له لأن كل ملك يبطل يومئذ ولا يبقى إلا ملكه فهم الخبر و { للرحمن } صلته أو تبيين و { يومئذ } معمول { الملك } لا { الحق } لأنه متأخر أو صفته والخبر { يومئذ } أو { للرحمن } { وكان يوما على الكافرين عسيرا } شديدا
(1/215)

27 - { ويوم يعض الظالم على يديه } من فرط الحسرة وعض اليدين وأكل البنان وحرق الأسنان ونحوها كنايات عن الغيظ والحسرة لأنها من روادفهما والمراد بـ { الظالم } الجنس وقيل عقبة بن أبي معيط كان يكثر مجالسة النبي صلى الله عليه و سلم فدعاه إلى ضيافته فأبى أن يأكل من طعامه حتى ينطق بالشهادتين ففعل وكان أبي بن خلف صديقه فعاتبه وقال صبأت فقال : لا ولكن آلى أن لا يأكل من طعامي وهو في بيتي فاستحيت منه فشهدت له فقال لا أرى منك إلا أن تأتيه فتطأ قفاه وتبزق في وجهه فوجده ساجدا في دار الندوة ففعل ذلك فقال عليه الصلاة و السلام : لا ألقاك خارجا من مكة إلا علوت رأسك بالسيف فأسر يوم بدر فأمر عليا فقتله وطعن أبيا بأحد في المبارزة فرجع لى مكة ومات { يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا } طريقا إلى النجاة أو طريقا واحدا وهو طريق الحق ولم تتشعب بي طرق الضلالة
(1/215)

28 - { يا ويلتى } وقرئ بالياء على الأصل { ليتني لم أتخذ فلانا خليلا } يعني من أضله وفلان كناية عن الأعلام كما أن هنا كناية عن الأجناس
(1/215)

29 - { لقد أضلني عن الذكر } عن ذكر الله أو كتابه أو موعظة الرسول أو كلمة الشهادة { بعد إذ جاءني } وتمكنت منه { وكان الشيطان } يعني الخليل المضل أو إبليس لأنه حمله على مخالته ومخالفة الرسول أو كل من تشيطن من جن وإنس { للإنسان خذولا } يواليه حتى يؤديه إلى الهلاك ثم يتركه ولا ينفعه فعول من الخذلان
(1/215)

30 - { وقال الرسول } محمد يومئذ أو في الدنيا بثا إلى الله تعالى { يا رب إن قومي } قريشا { اتخذوا هذا القرآن مهجورا } بأن تركوه وصدوا عنه وعنه عليه الصلاة و السلام [ من تعلم القرآن وعلق مصحفه ولم يتعاهده ولم ينظر فيه جاء يوم القيامة متعلقا به يقول : يا رب عبدك هذا اتخذني مهجورا اقض بيني وبينه ] أو هجروا ولغوا فيه إذا سمعوه أو زعموا أنه هجر وأساطير الأولين فيكون أصله { مهجورا } فيه فحذف الجار ويجوز أن يكون بمعنى الهجر كالمجلود والمعقول وفيه تخويف لقومه فإن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إذا شكوا إلى الله تعالى قومهم عجل لهم العذاب
(1/215)

31 - { وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين } كما جعلناه لك فاصبر كما صبروا وفيه دليل على أنه خالق الشر والعدو يحتمل الواحد والجمع { وكفى بربك هاديا } إلى طريق قهرهم { ونصيرا } لك عليهم
(1/216)

32 - { وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن } أي أنزل عليه كخبر بمعنى أخبر لئلا يناقض قوله : { جملة واحدة } دفعة واحدة كالكتب الثلاثة وهو اعتراض لا طائل تحته لأن الإعجاز لا يختلف بنزوله جملة أو مفرقا مع أن للتفريق فوائد منها ما أشار إليه بقوله : { كذلك لنثبت به فؤادك } أي كذلك أنزلناه مفرقا لنقوى بتفريقه فؤادك على حفظه وفهمه لأن حاله يخالف حال موسى وداود وعيسى حيث كان عليه الصلاة و السلام أميا وكانوا يكتبون فلو ألقي عليه جملة لعيل بحفظه ولعله لم يستتب له فإن التلقف يتأتى إلا شيئا فشيئا ولأن نزوله بحسب الوقائع يوجب مزيد بصيرة وغوص في المعنى ولأنه إذا نزل منجما وهو يتحدى بكل نجم فيعجزون عن معارضته زاد ذلك قوة قلبه ولأن إذا نزل به جبريل حالا بعد حال يثبت به فؤاده ومها معرفة الناسخ والمنسوخ ومنها انضام القرائن الحالية إلى الدلالات اللفظية فإنه يعين على البلاغة وكذلك صفة مصدر محذوف والإشارة إلى إنزاله مفرقا فإنه مدلول عليه بقوله { لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة } ويحتمل أن يكون من تمام كلام الكفرة ولذلك وقف عليه فيكون حالا والإشارة إلى الكتب السابقة واللام على الوجهين متعلق بمحذوف { ورتلناه ترتيلا } وقرأناه عليك شيئا بعد شيء على تؤدة وتمهل في عشرين سنة أو ثلاث وعشرين وأصل الترتيل في الأسنان وهو تفليجها
(1/216)

33 - { ولا يأتونك بمثل } سؤال عجيب كأنه مثل في البطلان يريدون به القدح في نبوتك { إلا جئناك بالحق } الدامغ له في جوابه { وأحسن تفسيرا } وبما هو أحسن بيانا أو معنى من سؤالهم أو { لا يأتونك } بحال عجيبة يقولون هلا كانت هذه حاله إلا أعطيناك من الأحوال ما يحق لك في حكمتنا وما هو أحسن كشفا لما بعثت له
(1/217)

34 - { الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم } أي مقلوبين أو مسحوبين عليها أو متعلقة قلوبهم بالسفليات متوجهة وجوههم إليها [ وعنه عليه الصلاة السلام يحشر الناس يوم القيامة على ثلاثة أصناف صنف على الدواب وصنف على الأقدام وصنف على الوجوه ] وهو ذم منصوب أو مرفوع أو مبدأ خبره { أولئك شر مكانا وأضل سبيلا } والمفضل عليه وهو الرسول صلى الله عليه و سلم على طريقة قوله تعالى : { قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه } كأنه قيل إن حاملهم على هذه الأسئلة تحقير مكانه وتضليل سبيله ولا يعلمون حالهم ليعلموا أنهم شر مكانا وأضل سبيلا وقيل إنه متصل بقوله { أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا } ووصف السبيل بالضلال من الإسناد المجازي للمبالغة
(1/217)

35 - { ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا } يوازره في الدعوة وإعلاء الكلمة ولا ينافي ذلك مشاركته في النبوة لأن المتشاركين في الأمر متوازرون عليه
(1/217)

36 - { فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا } يعني فرعون وقومه { بآياتنا فدمرناهم تدميرا } أي فذهبا إليهم فكذبوهما فدمرناهم فاقتصر على حاشيتي القصة اكتفاء بما هو المقصود منها وهو إلزام الحجة ببعثة الرسل واستحقاق التدمير بتكذيبهم والتعقيب باعتبار الحكم بالوقوع وقرئ ( فدمرتهم )
( فدمراهم فدمرانهم ) على التأكيد بالنون الثقيلة
(1/218)

37 - { وقوم نوح لما كذبوا الرسل } كذبوا نوحا ومن قبله أو نوحا وحده ولكن تكذيب واحد من الرسل كتكذيب الكل أو بعثة الرسل مطلقا كالبراهمة { أغرقناهم } بالطوفان { وجعلناهم } وجعلنا إغراقهم أو قصتهم { للناس آية } عبرة { وأعتدنا للظالمين عذابا أليما } يحتمل التعميم والتخصيص فيكون وضعا للظاهر موضع المضمر تظليما لهم
(1/218)

38 - { وعادا وثمود } عطف على هم في { جعلناهم } أو على ( الظالمين ) لأن المعنى ووعدنا الظالمين وقرأ حمزة و حفص ( وثمود ) على تأويل القبيلة { وأصحاب الرس } قوم كان يعبدون الأصنام فبعث الله تعالى إليهم شعيبا فكذبوه فبينما هم حول الرس وهي البئر الغير المطوية فانهارت فخسف بهم وبديارهم وقيل { الرس } قرية بفلج اليمامة كان فيها بقايا ثمود فبعث إليهم نبي فقتلوه فهلكوا وقيل الأخدود وقيل بئر بانطاكية قتلوا فيها حبيبا النجار وقيل هو أصحاب حنظلة بن صفوان النبي ابتلاهم الله تعالى بطير عظيم كان فيها من كل لون وسموها عنقاء لطول عنقها وكانت تسكن جبلهم الذي يقال له فتخ أو دمخ وتنقض على صبيانهم فتخطفهم إذا أعوزها الصيد ولذلك سميت مغربا فدعا عليها حنظلة فأصابتها الصاعقة ثم أنهم قتلوه فأهلكوا وقيل هم قوم كذبوا نبيهم ورسوه أي دسوه في بئر { وقرونا } وأهل أعصار قيل القرن أربعون سنة وقيل سبعون وقيل مائة وعشرون { بين ذلك } إشارة إلى ما ذكر { كثيرا } لا يعلمها إلا الله
(1/218)

39 - { وكلا ضربنا له الأمثال } بينا له القصص العجيبة قصص
لأولين إنذارا وإعذارا فما أصروا أهلكوا كما قال : { وكلا تبرنا تتبيرا } فتتناه
تفتيتا ومنه التبر لفتات الذهب والفضة { وكلا } الأول منصوب بما دل عليه
{ ضربنا } كأنذرنا والثاني بـ { تبرنا } لأنه فارغ
(1/218)

40 - { ولقد أتوا } يعني قريشا مروا مرارا في متاجرهم إلى الشام { على القرية التي أمطرت مطر السوء } يعني سدوم عظمى قرى قوم لوط أمطرت عليها الحجارة { أفلم يكونوا يرونها } في مرار مرورهم فيتعظوا بما يرون فيها من آثار عذاب الله { بل كانوا لا يرجون نشورا } بل كانوا كفرة لا يتوقعون نشورا ولا عاقبة فلذلك لم ينظروا ولم يتعظوا فمروا بها كما مرت ركابهم أو لا يأملون نشورا كما يأمله المؤمنون طمعا في الثواب أو لا يخافونه على اللغة التهامية
(1/219)

41 - { وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا } ما يتخذونك إلا موضع هزء أو مهزوءا به { أهذا الذي بعث الله رسولا } محكي بعد قول مضمر والإشارة للاستحقار وإخراج بعث الله رسولا في معرض التسليم يجعله صلة وهم على غاية الإنكار واستهزاء ولولاه لقالوا أهذا الذي زعم أنه بعثه الله رسولا
(1/219)

42 - { إن } إنه { كاد ليضلنا عن آلهتنا } ليصرفنا عن عبادتها بفرط اجتهاده في الدعاء إلى التوحيد وكثرة ما يوردها مما يسبق إلى الذهن بأنها حجج ومعجزات { لولا أن صبرنا عليها } ثبتنا عليها واستمسكنا بعبادتها و
{ لولا } في مثله تقيد الحكم المطلق من حيث المعنى دون اللفظ { وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا } كالجواب لقولهم { إن كاد ليضلنا } فإنه يفيد نفي ما يلزمه ويكون الموجب له وفيه وعيد ودلالة على أنه لا يهملهم وإن أمهلهم
(1/219)

43 - { أرأيت من اتخذ إلهه هواه } بأن أطاعه وبنى عليه دينه لا يسمع حجة ولا يبصر دليلا وإنما قدم المفعول الثاني للعناية به { أفأنت تكون عليه وكيلا } حفيظا تمنعه عن الشرك والمعاصي وحاله هذا فالاستفهام الأول للتقرير والتعجيب والثاني للإنكار
(1/219)

44 - { أم تحسب } بل أتحسب { أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون } فتجدي لهم الآيات أو الحجج فتهتم بشأنهم وتطمع في إيمانهم وهو أشد مذمة مما قبله حتى حق بالإضراب عنه إليه وتخصيص الأكثر لأنه كان منهم من آمن ومنهم من عقل الحق وكابر استكبارا وخوفا على الرئاسة { إن هم إلا كالأنعام } في عدم انتفاعهم بقرع الآيات آذانهم وعدم تدبرهم فيما شاهدوا من الدلائل والمعجزات { بل هم أضل سبيلا } من الأنعام لأنها تنقاد لمن يتعهدها وتميز من يحسن إليها ممن يسيء إليها وتطلب ما ينفعها وتتجنب ما يضرها وهؤلاء لا ينقادون لربهم ولا يعرفون إحسانه من إساءة الشيطان ولا يطلبون الثواب الذي هو أعظم المنافع ولا يتقون العقاب الذي هو أشد المضار ولأنها إن لم تعتقد حقا ولم تكتسب خيرا لم تعتقد باطلا ولم تكتسب شرا بخلاف هؤلاء ولأن جهالتها لا تضر بأحد وجهالة هؤلاء تؤدي إلى هيج الفتن وصد الناس عن الحق ولأنها غير متمكنة من طلب الكمال فلا تقصير منها ولا ذم وهؤلاء مقصرون ومستحقون أعظم العقاب على تقصيرهم
(1/220)

45 - { ألم تر إلى ربك } ألم تنظر إلى صنعه { كيف مد الظل } كيف بسطه أو ألم تنظر إلى الظل كيف مده ربك فغير النظم إشعارا بأنه المعقول من هذا الكلام لوضوح برهانه وهو دلالة حدوثه وتصرفه على الوجه النافع بأسباب ممكنة على أن ذلك فعل الصانع الحكيم كالمشاهد المرئي فكيف بالمحسوس منه أو ألم ينته علمك إلى أن ربك كيف مد الظل وهو فيما بين طلوع الفجر والشمس وهو أطيب الأحوال فإن الظلمة الخالصة تنفر الطبع وتسد النظر وشعاع الشمس : يسخن الجو ويبهر البصر ولذلك وصف به الجنة فقال { وظل ممدود } { ولو شاء لجعله ساكنا } ثابتا من السكنى أم غير متقلص من السكون بأن يجعل الشمس مقيمة على وضع واحد { ثم جعلنا الشمس عليه دليلا } فإنه لا يظهر للحس حتى تطلع فيقع ضوؤها على بعض الأجرام أو لا يوجد ولا يتفاوت إلا بسبب حركتها
(1/220)

46 - { ثم قبضناه إلينا } أي أزلناه بإيقاع الشمس موقعه لما عبر عن أحداثه بالمد بمعنى التسيير عبر عن إزالته بالقبض إلى نفسه الذي هو في معنى الكف { قبضا يسيرا } قليلا قليلا حسبما ترتفع الشمس لينتظم بذلك مصالح الكون ويتحصل به ما لا يحصى من منافع الخلق و { ثم } في الموضعين لتفاضل الأمور أو لتفاضل مبادئ أوقات ظهورها وقيل { مد الظل } لما بنى السماء بلا نير ودحا الأرض تحتها فألقت عليها ظلها ولو شاء لجعله ثابتا على تلك الحالة ثم خلق الشمس عليه دليلا أي مسلطا عليه مستتبعا إياه كما يستتبع الدليل المدلول أو دليل الطريق من يهديه فإنه يتفاوت بحركتها ويتحول بتحولها { ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا } شيئا فشيئا إلى أن تنتهي غاية نقصانه أو
{ قبضا } سهلا عند قيام الساعة بقض أسبابه من الأجرام المظلة والمظل عليها
(1/221)

47 - { وهو الذي جعل لكم الليل لباسا } شبه ظلامه باللباس في ستره
{ والنوم سباتا } راحة للأبدان بقطع المشاغل وأصل السبت القطع أو موتا كقوله : { وهو الذي يتوفاكم بالليل } لأنه قطع الحياة ومنه المسبوت للميت { وجعل النهار نشورا } ذا نشور أي انتشار ينتشر فيه الناس للمعاش أو بعث من النوم بعث الأموات فيكون إشارة إلى أن النوم واليقظة أنموذج للموت والنشور وعن لقمان عليه السلام يا بني كما تنام فتوقظ كذلك تموت فتنشر
(1/221)

48 - { وهو الذي أرسل الرياح } وقرأ ابن كثير على التوحيد إرادة للجنس { نشرا } ناشرات للحساب جمع نشور وقرأ ابن عامر بالسكون على التخفيف و حمزة و الكسائي به وبفتح النون على أنه مصدر وصف به و عاصم { بشرا } تخفيف بشر جمع بشور بمعنى مبشر { بين يدي رحمته } يعنى قدام المطر { وأنزلنا من السماء ماء طهورا } مطهر ا لقوله { ليطهركم به } وهو اسم لما يتطهر به كالوضوء والوقود لما يتوضأ به ويوقد به [ قال عليه الصلاة و السلام التراب طهور المؤمن طهور إناء أحدكم إذا ولغ الكلب فيه أن يغسل سبعا إحداهن بالتراب ] وقيل بليغا في الطهارة وفعول وإن غلب في المعنيين لكنه قد جاء للمفعول كالضبوث وللمصدر كالقبول وللاسم كالذنوب وتوصيف الماء به إشعارا بالنعمة فيه وتتميم للمنة فيما بعده فإن الماء الطهور أهنأ وأنفع مما خالطه ما يزيل طهوريته وتنبيه على أن ظواهرهم لما كانت مما ينبغي أن يطهروها فبواطنهم بذلك أولى
(1/222)

49 - { لنحيي به بلدة ميتا } بالنبات وتذكير { ميتا } لأن البلدة في معنى البلد ولأنه غير جار على الفعل كسائر أبنية المبالغة فأجري مجرى الجامد { ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا } يعني أهل البوادي الذين يعيشون بالحيا ولذلك نكر الأنعام والأناسي وتخصيصهم لأن أهل المدن والقرى يقيمون بقرب الأنهار والمنافع فيهم وبما حولهم من الأنعام غنية عم سقيا السماء وسائر الحيوانات تبعد في طلب الماء فلا يعوزها الشرب غالبا مع أن مساق هذه الآيات كما هو للدلالة على عظم القدرة فهو لتعداد أنواع النعمة والأنعام قنية الإنسان وعامة منافعهم وعلية معايشهم منوطة بها ولذلك قدم سقيها على سقيهم كما قدم عليها إحياء الأرض فإنه سبب لحياتها وتعيشها وقرىء { نسقيه } بالفتح وسقى وأسقى لغتان وقيل أسقاه جعل له سقيا { وأناسي } بحذف ياء وهو جمع إنسي أو إنسان كظرابي في ظربان على أن أصله أناسين فقلبت النون ياء
(1/222)

50 - { ولقد صرفناه بينهم } صرفنا هذا القول بين الناس في القرآن الكريم وسائر الكتب أو المطر بينهم في البلدان المختلفة والأوقات المتغايرة وعلى الصفات المتفاوتة من وابل وطل وغيرهما وعن ابن عباس رضي الله عنه : ( ما عام أمطر من عام ولكن الله قسم ذلك بين عباده على ما شاء وتلا هذه الآية ) أو في الأنهار والمنافع { ليذكروا } ليتفكروا ويعرفوا كمال القدرة وحق النعمة في ذلك ويقوموا بشكره أو ليعتبروا بالصرف عنهم وإليهم { فأبى أكثر الناس إلا كفورا } إلا كفران النعمة وقلة الاكتراث لها أو جحودها بأن يقولوا مطرنا بنوء كذا ومن لا يرى الأمطار إلا من الأنواء كان كافرا بخلاف من يرى أنها من خلق الله والأنواء وسائط وأمارات بجعله تعالى
(1/223)

51 - { ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا } نبيا ينذر أهلها فيخف عليك أعباء النبوة لكن قصرنا الأمر عليك إجلالا لك وتعظيما لشأنك وتفضيلا لك على سائر الرسل فقابل ذلك بالثبات والاجتهاد في الدعوة وإظهار الحق
(1/223)

52 - { فلا تطع الكافرين } فيما يريدونك عليه وهو تهييج له عليه الصلاة و السلام وللمؤمنين { وجاهدهم به } بالقرآن أوبترك طاعتهم الذي يدل عليه فلا تطع والمعنى إنهم يجتهدون في إبطال حقك فقابلهم بالاجتهاد في مخالفتهم وإزاحة باطلهم { جهادا كبيرا } لأن مجاهدة السفهاء بالحجج أكبر من مجاهدة الأعداء بالسيف أو لأن مخالفتهم ومعاداتهم فيما بين أظهرهم مع عتوهم وظهورهم أو لأنه جهاد مع كل الكفرة لأنه مبعوث إلى كافة القرى
(1/224)

53 - { وهو الذي مرج البحرين } خلاهما متجاورين متلاصقين بحيث لا يتمازجان من مرج دابته إذا خلاها { هذا عذب فرات } قامع للعطش من فرط عذوبته { وهذا ملح أجاج } بليغ الملوحة وقرئ { ملح }
على فعل ولعل أصله مالح فخفف كبرد في بار { وجعل بينهما برزخا } حاجزا من قدرته { وحجرا محجورا } وتنافرا بليغا كأن كلا منهما يقول للآخر ما يقوله المتعوذ للمتعوذ عنه وقيل حدا محدودا وذلك كدجلة تدخل البحر فتشقه فتجري في خلاله فراسخ لا يتغير طعمها وقيل المراد بالبحر العذب النهر العظيم مثل النيل وبالبحر الملح البحر الكبير وبالبرزخ ما يحول بينهما من الأرض فتكون القدرة في الفصل واختلاف الصفة منع أن مقتضى طبيعة أجزاء كل عنصر أن تضامت وتلاصقت وتشابهت في الكيفية
(1/224)

54 - { وهو الذي خلق من الماء بشرا } يعني الذي خمر به طينة آدم أو جعله جزءا من مادة البشر لتجتمع لتبشر وتسلس وتقبل الأشكال والهيئات بسهولة أو النطفة { فجعله نسبا وصهرا } أي قسمه قسمين ذوي نسب أي ذكورا ينسب إليهم وذاوت صهر أي إناثا يصاهر بهن كقوله تعالى : { فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى } { وكان ربك قديرا } حيث خلق من مادة واحدة بشرا ذا أعضاء مختلفة وطباع متباعدة وجعله قسمين متقابلين وربما يخلق من نطفة واحدة توأمين ذكرا وأنثى
(1/224)

55 - { ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم } يعني الأصنام أو كل ما عبد من دون الله إذ ما من مخلوق يستقل بالنفع والضر { وكان الكافر على ربه ظهيرا } يظاهر الشيطان بالعداوة والشرك والمراد بـ { الكافر } الجنس أو جهل وقيل هينا مهينا لا وقعه له عنده من قولهم ظهرت به إذا نبذته خلف ظهرك خلف ظهرك فيكون كقوله { ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم }
(1/224)

56 - { وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا } للمؤمنين والكافرين
(1/225)

57 - { قل ما أسألكم عليه } على تبليغ الرسالة الذي يدل عليه { إلا مبشرا ونذيرا } { من أجر إلا من شاء } إلا فعل من شاء { أن يتخذ إلى ربه سبيلا } أن يتقرب إليه ويطلب الزلفى عنده بالإيمان والطاعة فصور ذلك بصورة الأجر من حيث إنه مقصود فعله واستثناه منه قلعا لشبهة الطمع وإظهارا لغاية الشفقة حيث اعتد بإنفاعك نفسك بالتعرض للثواب والتخلص عن العقاب أجرا وافيا مرضيا به مقصورا عليه وإشعارا بأن طاعتهم تعود عليه بالثواب من حيث إنها بدلالته وقيل الاستثناء منقطع معناه لكن من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا فليفعل
(1/225)

58 - { وتوكل على الحي الذي لا يموت } في استكفاء شرورهم والإغناء عن أجورهم فإنه الحقيق بأن يتوكل عليه دون الأحياء الذين يموتون فإنهم إذا ماتوا ضاع من توكل عليهم { وسبح بحمده } ونزهه عن صفات النقصان مثنيا عليه بأوصاف الكمال طالبا لمزيد الإنعام بالشكر على سوابغه { وكفى به بذنوب عباده } ما ظهر منها وما بطن { خبيرا } مطلعا فلا عليك أن آمنوا أو كفروا
(1/225)

59 - { الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن } قد سبق الكلام فيه ولعل ذكره زيادة تقرير لكونه حقيقا بأن يتوكل عليه من حيث إنه الخالق للكل والمتصرف فيه وتحريض على الثبات والتأني في الأمر فإنه تعالى مع كمال قدرته وسرعة نفاذ أمره في كل مراد خلق الأشياء على تؤدة وتدرج و { الرحمن } خبر للذي إن جعلته مبتدأ ولمحذوف إن جعلته صفة للحي أو بدل من المستكن فقي { استوى } وقرىء بالجر صفة للحي { فاسأل به خبيرا } فاسأل عما ذكر من الخلق والاستواء عالما يخبرك بحقيقته وهو الله تعالى أو جبريل أو من وجد في الكتب المتقدمة ليصدقك فيه وقيل الضمير { للرحمن } والمعنى إن أنكروا إطلاقه على الله تعالى فاسأل عن من يخبرك من أهل الكتاب ليعرفوا مجيء ما يرادفه في كتبهم وعلى هذا يجوز أن يكون { الرحمن } مبتدأ والخبر ما بعده والسؤال كما يعدى بعن لتضمنه معنى التفتيش يعدى بالياء لتضمنه معنى الاعتناء وقيل إنه صلة { خبيرا }
(1/225)

60 - { وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن } لأنهم ما كانوا يطلقونه على الله أو لأنهم ظنوا أنه أراد به غيره ولذلك قالوا : { أنسجد لما تأمرنا } أي للذي تأمرنا يعني تأمرنا بسجوده أو لأمرك لنا من غير عرقان وقيل لأنه كان معربا لم يسمعوه وقرأ حمزة و الكسائي ( يأمرنا ) بالياء على أنه قول بعضهم لبعض { وزادهم } أي الأمر بالسجود { للرحمن } { نفورا } عن الإيمان
(1/226)

61 - { تبارك الذي جعل في السماء بروجا } يعني البروج الاثني عشر سميت به وهي القصور العالية لأنها للكواكب السيارة كالمنازل لسكانها واشتقاقه من التبرج لظهوره { وجعل فيها سراجا } يعني الشمس لقوله { وجعل الشمس سراجا } وقرأ حمزة و الكسائي ( سرجا ) وهي الشمس والكواكب الكبار { وقمرا منيرا } مضيئا بالليل وقرئ { وقمرا } أي ذا قمر وهو جمع قمراء ويحتمل أن يكون بمعنى القمر كالرشد والرشد والعرب والعرب
(1/226)

62 - { وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة } أي ذوي خلفة يخلف كل منهما الآخر بأن يقوم مقامه فيما ينبغي أن يعمل فيه أو بأن يعتقبا لقوله تعالى : { واختلاف الليل والنهار } وهي للحالة من خلف كالركبة والجلسة
{ لمن أراد أن يذكر } بأن يتذكر آلاء الله ويتفكر في صنعه فيعلم أن لا بد له من صانع حكيم واجب الذاب رحيم على العباد { أو أراد شكورا } أن يشكر الله تعالى على ما فيه من النعم أو ليكونا وقتين للمتذكرين والشاكرين من فاته ورده في أحدهما تداركه في الآخرة وقرأ حمزة { أن يذكر } من ذكر بمعنى تذكر وكذلك ليذكروا ووافقه الكسائي فيه
(1/226)

64 - { وعباد الرحمن } مبتدأ خبره { أولئك يجزون الغرفة } أو : { الذين يمشون على الأرض } وإضافتهم إلى { الرحمن } للتخصيص والتفضيل أو لأنهم الراسخون في عبادته على أن عباد جمع عابد كتاجر وتجار { هونا } هينين أو مشيا هينا مصدر وصف به والمعنى أنهم يمشون بسكينة وتواضع { وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما } تسلما منكم ومتاركة لكم لا خير بيننا ولا شر أو سدادا من القول يسلمون فيه من الإيذاء والإثم ولا ينافيه آية القتال لتنسخه فإن المراد به الإغضاء عن السفهاء وترك مقابلتهم في الكلام
(1/227)

64 - { والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما } في الصلاة وتخصيص البيوتة لأن العبادة بالليل أحمز وأبعد عن الرياء وتأخير القيام لروي وهو جمع قائم أو مصدر أجري مجراه
(1/227)

65 - { والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما }
لازما ومنه الغريم لملازمته وهو إيذان بأنهم مع حسن مخالطتهم مع الخلق واجتهادهم في عبادة الحق وجلون من العذاب مبتهلون إلى الله تعالى في صرفه عنهم لعدم اعتدادهم بأعمالهم ووثوقهم على استمرار أحوالهم
(1/227)

66 - { إنها ساءت مستقرا ومقاما } أي بئست مستقرا وفيها ضمير مبهم يفسره المميز والمخصوص بالذم ضمير محذوف به ترتبط الجملة باسم إن أو أحزنت وفيها ضمير اسم أن ومستقرا حال أو تمييز والجملة تعليل للعلة الأولى أو تعليل ثان وكلاهما يحتملان الحكاية والابتداء من الله
(1/227)

67 - { والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا } لم يجاوزوا حد الكرم { ولم يقتروا } ولم يضيقوا تضييق الشحيح وقيل الإسراف هو الإنفاق في المحارم والتقتير منع الواجب وقرأ ابن كثير و أبو عمرو بفتح الياء وكسر التاء و نافع و ابن عامر والكوفيون بضم الياء وكسر التاء من أقتر وقرئ بالتشديد والكل { وكان بين ذلك قواما } وسطا عدلا سمي به لاستقامة الطرفين كما سمي سواء لاستوائهما وقرئ بالكسر وهو ما يقام به الحاجة لا يفضل عنها ولا ينقص وهو خبر ثان أو حال مؤكدة ويجوز أن يكون الخبر بين ذلك لغوا وقيل إنه اسم { كان } لكنه مبني لإضافته إلى غير متمكن وهو ضعيف لأنه بمعنى القوام فيكون كالإخبار بالشيء عن نفسه
(1/227)

68 - { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله } أي حرمها بمعنى حرم قتلها { إلا بالحق } متعلق بالقتل المحذوف أو بلا يقتلونه { ولا يزنون } نفى عنهم أمهات المعاصي بعدما أثبت لهم أصول الطاعات إظهارا لكمال إيمانهم وإشعارا بأن الأجر المذكور موعود للجامع بين ذلك وتعريضا للكفرة بأضداده ولذلك عقبه بالوعيد تهديدا لههم فقال : { ومن يفعل ذلك يلق أثاما } جزاء إثم أو إثما بإضمار الجزاء وقرىء ( أياما ) أي شدائد يقال يوم ذو أيام أي صعب
(1/228)

69 - { يضاعف له العذاب يوم القيامة } بدل من { يلق } لأنه في معناه كقوله :
( متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا ... تجد حطبا جزلا ونارا تأججا )
وقرأ أبو بكر بالرفع على بالاستئناف أو الحال وكذلك : { ويخلد فيه مهانا } وابن كثير و ويعقوب يضعف بالجزم ابن عامر بالرفع فيهما مع التشديد وحذف الألف في ( يضعف ) وقرئ { ويخلد } على بناء المفعول مخففا وقرئ مثقلا وتضعيف العذاب مضاعفته لانضمام المعصية إلى الكفر ويدل عليه قوله :
(1/228)

70 - { إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات } بأن يمحو سوابق معاصيهم بالتوبة ويثبت مكانها لواحق طاعتهم أو يبدل ملكة المعصية في النفس بملكة الطاعة وقيل بأن يوفقه لأضداد ما سلف منه أو بأن يثبت له بدل كل عقاب ثوابا { وكان الله غفورا رحيما } فلذلك يعفو عن السيئات ويثيب على الحسنات
(1/228)

71 - { ومن تاب } عن المعاصي بتركها والندم عليها { وعمل صالحا } يتلافى به ما فرط أو خرج عن المعاصي ودخل في الطاعة { فإنه يتوب إلى الله } يرجع إلى الله بذلك { متابا } مرضيا عند الله ماحيا للعقاب محصلا للثواب أو يتوب متابا إلى الله الذي يحب التائبين ويصطنع بهم أو فإنه يرجع إلى الله وإلى ثوابه مرجعا حسنا وهو تعميم بعد تخصيص
(1/288)

72 - { والذين لا يشهدون الزور } لا يقيمون الشهادة الباطلة أ و لا يحضرون محاضر الكذب فإن مشاهدة الباطل شركة فيه { وإذا مروا باللغو } ما يجب أن يلقى ويطرح { مروا كراما } معرضين عنه مكرمين أنفسهم عن الوقوف عليه والخوض فيه ومن ذلك الإغضاء عن الفواحش والصفح عن الذنوب والكناية فيما يستهجن التصريح به
(1/229)

73 - { والذين إذا ذكروا بآيات ربهم } بالوعظ أو القراءة { لم يخروا عليها صما وعميانا } لم يقيموا عليها غير واعين لها ولا متبصرين بما فيها كمن لا يسمع ولا يبصر بل أكبوا عليها سامعين بآذان واعية مبصرين بعيون راعية فالمراد من النفي نفي الحال دون الفعل كقولك : لا يلقاني زيد مسلما وقيل الهاء للمعاصي المدلول عليها { باللغو }
(1/229)

74 - { والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين } بتوفيقهم للطاعة وحيازة الفضائل فإن المؤمن إذا شاركه أهله في طاعة الله سر بهم قلبه وقرت بهم عينه لما يرى من مساعدتهم له في الدين وتوقع لحوقهم به الجنة و { من } ابتدائية أو بيانية كقولك : رأيت منك أسدا وقرأ حمزة و أبو عمرو و الكسائي و أبو بكر ( وذريتنا ) وقرأ ابن عامر و الحرميان و حفص و يعقوب { وذرياتنا } بالألف وتنكير الـ { أعين } لإرادة تنكير الـ { قرة } تعظيما وتقليلها لأن المراد أعين المتقين وهي قليلة بالإضافة إلى عيون غيرهم { واجعلنا للمتقين إماما } يقتدون بنا في أمر الدين بإضافة العلم والتوفيق للعمل وتوحيده إما للدلالة على الجنس وعدم اللبس كقوله { ثم يخرجكم طفلا } أو لأنه مصدر في أصله أو لأن المراد واجعل كل واحد منا أو لأنهم كنفس واحدة لاتحاد طريقتهم واتفاق كلمتهم وقيل جمع آم كصائم وصيام ومعناه قاصدين لهم مقتدين بهم
(1/229)

سورة الشعراء
75 - تعالى : { وهم في الغرفات آمنون } وللقراءة بها وقيل هي من أسماء الجنة { بما صبروا } بصبرهم على المشاق من مضض الطاعات ورفض الشهوات وتحمل المجاهدات { ويلقون فيها تحية وسلاما } دعاء بالتعمير والسلامة أي يحييهم الملائكة ويسلمون عليهم أو يحيي بعضهم بعضا ويسلم عليه أو تبقية دائمة وسلامة من كل آفة وقرأ حمزة و الكسائي و أبو بكر { يلقون } من لقي
(1/230)

76 - { خالدين فيها } لا يموتون فيها ولا يخرجون { حسنت مستقرا ومقاما } مقابل { ساءت مستقرا } معنى ومثله إعرابا
(1/230)

77 - { قل ما يعبأ بكم ربي } ما يصنع بكم من عبأت الجيش إذا هيأته أو لا يعتد بكم { لولا دعاؤكم } لولا عبادتكم فإن شرف الإنسان وكرامته بالمعرفة والطاعة وإلا فهو وسائر الحيوانات سواء وقيل معناه ما يصنع بعذابكم لولا دعاؤكم معه آلهة إن جعلت استفهامية فمحلها النصب على المصدر كأنه قيل : أي عبء يعبأ بكم { فقد كذبتم } بما أخبرتكم به حيث خالفتموه وقيل فقد قصرتم في العبادة من قولهم : كذب القتال إذا لم يبالغ فيه وقرئ ( فقد كذب الكافرون ) أي الكافرون منكم لأن توجه الخطاب إلى الناس عامة بما وجد في جنسهم من العبادة والتكذيب { فسوف يكون لزاما } يكون جزاء التكذيب لازما يحيق بكم لا محالة أو أثره لازما بكم حتى يكبكم في النار وإنا أضمر من غير ذكر للتهويل والتنبيه على أنه لا يكتنهه الوصف وقيل المراد قتل يوم بدر وأنه لزوم بين القتلى لزاما وقرئ ( لزاما ) ) بالفتح بمعنى اللزوم كالثبات والثبوت
[ عن النبي صلى الله عليه و سلم من قرأ سورة الفرقان لقي الله وهو مؤمن بأن الساعة آتية لا ريب فيها وأدخل الجنة بغير نصب ]
(1/230)

1 - { طسم } قرأ حمزة و الكسائي و أبو بكر بالإمالة ونافع بين كراهة للعود إلى الياء المهروب منها وأظهر نونه حمزة لأنه في الأصل منفصل عما بعده
(1/231)

2 - { تلك آيات الكتاب المبين } الظاهر إعجازه وصحته والإشارة إلى السورة أو القرآن على ما قرر في أول ( البقرة )
(1/231)

3 - { لعلك باخع نفسك } قاتل نفسك وأصل البخع أن يبلغ بالذبح النخاع وهو عرق مستبطن الفقار وذلك أقصى حد الذبح وقرئ { باخع نفسك } بالإضافة ولعل للإشفاق أي أشفق على نفسك أن تقتلها حسرة { أن لا يكونوا مؤمنين } لئلا يؤمنوا أو خيفة أن لا يؤمنوا
(1/231)

4 - { إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية } دلالة ملجئة إلى الإيمان أو بلية قاسرة عليه { فظلت أعناقهم لها خاضعين } منقادين وأصله فظلوا لها خاضعين فأقحمت الأعناق لبيان موضع الخضوع وترك الخبر على أصله وقيل لما وصفت الأعناق بصفات العقلاء أجريت مجراهم وقيل المراد بها الرؤساء أو الجماعات من قولهم : جاءنا عنق من الناس لفوج منهم وقرئ { خاشعة } و { ظلت } عطف على { ننزل } عطف وأكن على فأصدق لأنه لو قيل أنزلنا بدله لصح
(1/231)

5 - { وما يأتيهم من ذكر } موعظة أو طائفة من القرآن { من الرحمن } يوحيه إلى نبيه { محدث } مجدد إنزاله لتكرير التذكير وتنويع التقرير { إلا كانوا عنه معرضين } إلا جددوا إعراضا عنه وإصرارا على ما كانوا عليه
(1/232)

6 - { فقد كذبوا } أي بالذكر بعد إعراضهم وأمعنوا في تكذيبه بحيث أدى بهم إلى الاستهزاء به المخبر به عنهم ضمنا في قوله : { فسيأتيهم } أي إذا مسهم عذاب الله يوم بدر أو يوم القيامة { أنباء ما كانوا به يستهزئون } من أنه كان حقا أم باطلا وكان حقيقا بأن يصدق ويعظم قدره أو يكذب فيستخف أمره
(1/232)

7 - { أولم يروا إلى الأرض } أو لم ينظروا إلى عجائبها { كم أنبتنا فيها من كل زوج } صنف { كريم } محمود كثير المنفعة وهو صفة لكل ما يحمد ويرضى وهنا يحتمل أن تكون مقيدة لما يتضمن الدلالة على القدرة وأن تكون مبينة منبهة على أنه ما من نبت إلا وله فائدة إما وحده أو مع غيره و { كل } لإحاطة الأزواج { وكم } لكثرتها
(1/232)

8 - { إن في ذلك } إن في إنبات تلك الأصناف أو في كل واحد { لآية } على أن منبتها تام القدرة والحكمة سابغ النعمة والرحمة { وما كان أكثرهم مؤمنين } في علم الله وقضائه فلذلك لا ينفعهم أمثال هذه الآيات العظام
(1/232)

9 - { وإن ربك لهو العزيز } الغالب القدر على الانتقام من الكفرة { الرحيم } حيث أمهلهم أو العزيز في انتقامه ممن كفر الرحيم لمن تاب وآمن
(1/232)

10 - { وإذ نادى ربك موسى } مقدر باذكر أو ظرف لما بعده { أن ائت } أي { ائت } أو بأن { ائت } { القوم الظالمين } بالكفر واستعباد بني إسرائيل وذبح أولادهم
(1/232)

11 - { قوم فرعون } بدل من الأول أو عطف بيان له ولعل الاقتصار على القوم للعلم بأن فرعون كان أولى بذلك { ألا يتقون } استئناف أتبعه إرساله إليهم للإنذار تعجيبا له من إفراطهم في الظلم واجترائهم عليه وقرئ بالتاء على الالتفات إليهم زجرا لهم وغضبا عليهم وهم وإن كان غيبا حينئذ أجروا مجرى الحاضرين في كلام المرسل إليهم من حيث إنه مبلغه إليهم وإسماعه مبدأ إسماعهم مع ما فيه من مزيد الحث على التقوى لمن تدبره وتأمل مورده وقرئ بكسر النون اكتفاء بها عن ياء الإضافة ويحتمل أن يكون بمعنى ألا يا ناس اتقون كقوله : ألا يا اسجدوا
(1/232)

12 - { قال رب إني أخاف أن يكذبون }
(1/233)

13 - { ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون } رتب استدعاء ضم أخيه إليه وإشراكه له في الأمر على الأمور الثلاثة : خوف التكذيب وضيق القلب انفعالا عنه وازدياد الحبسة في اللسان بانقباض الروح إلى باطن القلب عند ضيقه بحيث لا ينطلق لأنها إذا اجتمعت مست الحاجة إلى معين يقوي قلبه وينوب منابه متى تعتريه حتى لا تختل دعوته ولا تنبثر حجته وليس ذلك تعللا منه وتوقفا في تلقي الأمر بل طلبا لما يكون معونة على امتثاله وتمهيد عذره فيه وقرأ يعقوب { ويضيق } { ولا ينطلق } بالنصب عطفا على { يكذبون } فيكونان من جملة ما خاف منه
(1/233)

14 - { ولهم علي ذنب } أي تبعة ذنب فحذف المضاف أو سمي باسمه والمراد قتل القبطي وإنما سماه ذنبا على زعمهم وهذا اختصار قصته المبسوطة في مواضع { فأخاف أن يقتلون } به قبل أداء الرسالة وهو أيضا ليس تعللا وإنما هو استدفاع للبلية المتوقعة كما أن ذاك استمداد واستظهار في أمر الدعوة وقوله :
(1/233)

15 - { قال كلا فاذهبا بآياتنا } إجابة له إلى الطلبتين بوعده بدفع بلائهم اللازم ردعه عن الخوف وضم أخيه إليه في الإرسال والخطاب في { فاذهبا } على تغليب الحاضر لأنه معطوف على الفعل الذي يدل عليه { كلا } كأنه قيل : ارتدع يا موسى عما تظن فاذهب أنت والذي طلبته { إنا معكم } يعني موسى وهرون وفرعون { مستمعون } سامعون لما يجري بينكما وبينه فأظهركما عليه مثل نفسه تعالى بمن حضر مجادلة قوم استماعا لما يجري بينهم وترقبا لإمداد أوليائه منهم مبالغة في الوعد بالإعانة ولذلك تجوز بالاستماع الذي هو بمعنى الإصغاء للسمع الذي هو مطلق إدراك الحروف والأصوات وهو خبر ثان أو الخبر وحده { معكم } لغو
(1/233)

16 - { فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين } أفرد الرسول لأنه مصدر وصف به فإنه مشترك بين المرسل والرسالة قال الشاعر :
( لقد كذب الواشون ما فهت عندهم ... بسر ولا أرسلتهم برسول )
ولذلك ثنى تارة وأفرد أخرى أو لاتحادهما للأخوة أو لوحدة المرسل والمرسل به أو لأنه أراد أن كل واحد منا
(1/233)

17 - { أن أرسل معنا بني إسرائيل } أي أرسل لتضمن الرسول معنى الإرسال المتضمن معنى القول والمراد خلهم ليذهبوا معنا إلى الشام
(1/234)

18 - { قال } أي فرعون لموسى بعد ما أتياه فقالا له ذلك { ألم نربك فينا } في منازلنا { وليدا } طفلا سمي به لقربه من الولادة { ولبثت فينا من عمرك سنين } قيل لبث فيهم ثلاثين سنة ثم خرج إلى مدين عشر سنين ثم عاد إليهم يدعوهم إلى الله ثلاثين ثم بقي بعد الغرق خمسين
(1/234)

19 - { وفعلت فعلتك التي فعلت } يعني قتل القبطي وبخه به معظما إياه بعدما عدد عليه نعمته وقرئ فعلتك بالكسر لأنها كانت قتلة بالوكز { وأنت من الكافرين } بنعمتي حتى عمدت إلى قتل خواصي أو ممن تكفرهم الآن فإنه عليه الصلاة و السلام كان يعايشهم بالتقية فهو حال من إحدى التاءين ويجوز أن يكون حكما مبتدأ عليه بأنه من الكافرين بآلهيته أو بنعمته لما عاد عليه بالمخالفة أو من الذين كانوا يكفرون في دينهم
(1/234)

20 - { قال فعلتها إذا وأنا من الضالين } من الجاهلين وقد قرئ به والمعنى من الفاعلين فعل أولي الجهل والسفه أو من الخاطئين لأنه لم يتعمد قتله أو من الذاهلين عما يؤول إليه الوكز لأنه أراد به التأديب أو الناسين من قوله تعالى : { أن تضل إحداهما }
(1/234)

21 - { ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما } حكمة { وجعلني من المرسلين } رد أولا بذلك ما وبخه به قدحا في نبوته ثم كر على ما عد عليه من النعمة ولم يصرح برده لأنه كان صدقا غير قادح في دعواه بل نبه على أنه كان في الحقيقة نقمة لكونه مسببا عنها فقال :
(1/234)

22 - { وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل } أي وتلك التربية نعمة تمنها علي ظاهرا وهي في الحقيقة تعبيدك بني إسرائيل وقصدهم بذبح أبنائهم فإنه السبب في وقوعي إليك وحصولي في تربيتك وقيل إنه مقدر بهمزة الإنكار أي أو تلك النعمة تمنها علي وهي { أن عبدت } ومحل { أن عبدت } الرفع على أنه خبر محذوف أو بدل { نعمة } أو الجر بإضمار الباء أو النصب بحذفها وقيل تلك إشارة إلى خصلة شنعاء مبهمة و { أن عبدت } عطف بيانها والمعنى : تعبيدك بني إسرائيل نعمة { تمنها } علي وإنما وحد الخطاب في تمنها وجمع فيما قبله لأن المنة كانت منه وحده والخوف والفرار منه ومن ملئه
(1/235)

23 - { قال فرعون وما رب العالمين } لما سمع جواب ما طعن به فيه ورأى أنه لم يرعو بذلك شرع في الاعتراض على دعواه فبدأ بالاستفسار عن حقيقة المرسل
(1/235)

24 - { قال رب السموات والأرض وما بينهما } عرفه بأظهر خواصه وآثاره لما امتنع تعريف الأفراد إلا بذكر الخواص والأفعال وإليه أشار بقوله :
{ إن كنتم موقنين } أي إن كنتم موقنين الأشياء محققين لها علمتم أن هذه الأجرام المحسوسة ممكنة لتركبها وتعددها وتغير أحوالها فلها مبدئ واجب لذاته وذلك المبدئ لا بد وأن يكون مبدأ لسائر الممكنات ما يمكن أن يحس بها وما لا يمكن وإلا لزم تعدد الواجب أو استغناء بعض الممكنات عنه وكلاهما محال ثم ذلك الواجب لا يمكن تعريفه إلا بلوازمه الخارجية لامتناع التعريف بنفسه وبما هو داخل فيه لاستحالة التركيب في ذاته
(1/235)

25 - { قال لمن حوله ألا تستمعون } جوابه سألته عن حقيقته وهو يذكر أفعاله أو يزعم أنه { رب السموات } وهي واجبة متحركة لذاتها كما هو مذهب الدهرية أو غير معلوم افتقارها إلى مؤثر
(1/235)

26 - { قال ربكم ورب آبائكم الأولين } عدولا إلى ما لا يمكن أن يتوهم فيه مثله ويشك في افتقاره إلى مصور حكيم ويكون أقرب إلى الناظر وأوضح عند التأمل
(1/235)

27 - { قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون } أسأله عن شيء ويجيبني عن آخر وسماه رسولا على السخرية
(1/236)

28 - { قال رب المشرق والمغرب وما بينهما } تشاهدون كل يوم أنه يأتي بالشمس من المشرق ويحركها على مدار غير مدار اليوم الذي قبله حتى يبلغها إلى المغرب على وجه نافع تنتظم به أمور الكائنات { إن كنتم تعقلون } إن كان لكم عقل علمتم أن لا جواب لكم فوق ذلك لاينهم أولا ثم لما رأى شدة شكيمتهم خاشنهم وعارضهم بمثل مقالهم
(1/236)

29 - { قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين } عدولا إلى التهديد عن المحاجة بعد الانقطاع وهكذا ديدن المعاند المحجوج واستدل به على ادعائه الألوهية وإنكاره الصانع وأن تعجبه بقوله { ألا تستمعون } من نسبة الربوبية إلى غيره ولعله كان دهريا اعتقد أن من ملك قطرا أو تولى أمره بقوة طالعه استحق العبادة من أهله واللام في { المسجونين } للعهد أي ممن عرفت حالهم في سجوني فإنه كان يطرحهم في هوة عميقة حتى يموتوا ولذلك جعل أبلغ من لأسجننك
(1/236)

30 - { قال أو لو جئتك بشيء مبين } أي أتفعل ذلك ولو جئتك بشيء يبين صدق دعواي يعني المعجزة فإنها الجامعة بين الدلالة على وجود الصانع وحكمته والدلالة على صدق مدعي نبوته فالواو للحال وليها الهمزة بعد - حذف الفعل
(1/236)

31 - { قال فأت به إن كنت من الصادقين } في أن لك بينة أو في دعواك فإن مدعي النبوة لا بد له من حجة
(1/236)




________________________________________________________

فإنه عليه الصلاة والسلام كان يعايشهم بالتقية

"Ia alahihi shalatu wa salam hidup dengan mereka dengan taqiyah"


Fakhruddin al-Razi dalam Tafsir Al-Kabir (4/170) :

عن الحسن : أنه قال التقية جائزة للمؤمنين إلى يوم القيامة

Al Hasan berkata Taqiyah diperbolehkan bagi mu'min sampai yaumil qiyamah:


Bahkan Al-Ghazali mengatakan "berbohong" (Al-Ghazali tidak mengatakan bertaqiyah) di wajibkan dalam keadaan tertentu (Ihya Ulumu-Din, 2/332) :

الكتاب : إحياء علوم الدين
المؤلف : أبو حامد الغزالي
أن عصمة دم المسلم واجبة. فمهما كان في الصدق سفك دم امرئ مسلم قد اختفى من ظالم فالكذب فيه واجب

"Menjaga darah seorang muslim adalah wajib. Jika kejujuran akan mengakibat darah seorang muslim yang sedang bersembunyi dari kejaran orang zalim akan tertumpah maka BERBOHONG ADALAH WAJIB."


Ibn Abi Shaybah mencatat ucapan Al-Hasan bin Imam Hasan bin Imam Ali bin Abi Thalib (as) dalam Al-Mushanaf (7/642):

حدثنا وكيع عن فضيل بن مرزوق عن الحسن بن الحسن قال إنما التقية رخصة

Waki' meriwayatkan dari Fudhail Bin Marzuq dari Al-Hasan bin Al-Hasan berkata : "Sesungguhnya Taqiyah diperbolehkan"

Referensi:
Waki' bin al-Jarah : Ibn Hajar berkata : Tsiqah (Taqrib al-Tahdib, 2/283).
Fudhail bin Marzuq : Ibn Hajar berkata : Shaduq (Taqrib al-Tahdib, 2 /15).

(Mawar-Karbala/Syiah-Yatim-Karbala/Sumber-Kitab-Sunni/ABNS)
Share this post :

Post a Comment

mohon gunakan email

Terkait Berita: